القاهرة تقدّم ملاحظات ومطالب لأنقرة

القاهرة تقدّم ملاحظات ومطالب لأنقرة

28 يوليو 2022
قال أردوغان إن بلاده تعمل على تطوير العلاقات مع مصر (سيركان كوشكشاهين/الأناضول)
+ الخط -

تجري محاولات حثيثة لتطوير العلاقات بين مصر وتركيا على المستوى الرسمي أخيراً، في ظل تطورات شهدتها الأيام القليلة الماضية على مستوى الزيارات بين البلدين.

مشاركة مصرية رفيعة في اجتماع بتركيا

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام بأن المباحثات بين بلاده ومصر متواصلة عند المستوى الأدنى، مشيراً إلى إمكانية الارتقاء بها. وقال أردوغان، الاثنين الماضي، إن بلاده تعمل على تطوير وتحسين العلاقات مع مصر. ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين "تسير الآن بمستوى معين وبشكل مدروس، ومصر وتركيا تفهمان بعضهما البعض، والشعب المصري إخواننا".

تصريحات أردوغان جاءت بعد أيام على لقاء استضافته تركيا بشأن ليبيا في 21 يوليو/تموز الحالي وشهد مشاركة مصرية رفيعة المستوى، إلى جانب ممثلين عن كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

الاجتماع كان بمثابة الحدث الأول الذي يشارك فيه مسؤول أمني مصري رفيع من جهاز المخابرات العامة، الذي يتولى الإشراف على الملف الليبي من الجانب المصري، بحسب دبلوماسي مصري في اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي.

وكشف الدبلوماسي، أنه عقب انتهاء الاجتماع الخاص بليبيا، جرى اجتماع ثنائي مصري تركي، بحث العديد من الملفات. وضم الوفد المصري أربع شخصيات، ثلاث منها تتبع جهاز المخابرات العامة، والرابعة دبلوماسية تتبع وزارة الخارجية.

وأوضح أن المباحثات التي جرت أخيراً على المستوى الأمني والاستخباري، ولكن هذه المرة في تركيا، انصبّت على الملف الليبي، في ظل التطورات الأخيرة هناك وما شهدته ليبيا من اشتباكات مسلحة في الغرب.

المباحثات التي جرت أخيراً على المستوى الأمني والاستخباري، في تركيا، انصبّت على الملف الليبي

وبداية الأسبوع الحالي، تحدثت تركيا عن "بطء" في تطور العلاقات بينها وبين مصر، وذلك بعد أسابيع من حديثها عن "خطوات إضافية" في العلاقات بين البلدين.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في تصريحات تلفزيونية، إن العملية مع مصر تسير بشكل "بطيء نسبياً".

ووفقاً للدبلوماسي المصري، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن الحديث شهد تساؤلات من الجانب التركي بشأن عدم التقدّم من جانب القاهرة على مستوى اللقاءات الرسمية، بعدما كان مقرراً زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى أنقرة ولقاء نظيره التركي جاووش أوغلو.

وكشف الدبلوماسي، عن أن هناك تحركات في الوقت الراهن لترتيب زيارة لشكري إلى أنقرة، يتم خلالها تنظيم لقاء رسمي مع أردوغان. وأوضح أن تركيا "ترغب في توسيع مساحات التنسيق والتفاهم مع مصر في ليبيا، وتخفيض الملفات المثيرة للأزمات في هذه الأزمة".

وأضاف: "الأتراك طلبوا بشكل واضح وقف المطالبات المصرية المتكررة بشأن إخراج القوات التركية المتواجدة في ليبيا كبادرة، كما فعلت تركيا في ملفات أخرى تخص مصر".

المطالب المصرية لتركيا

وعلى الرغم من تجاوز المحادثات بين البلدين ملف المطلوبين أمنياً من جانب القاهرة، الذين يتواجدون على الأراضي التركية، إلا أن الوفد المصري قدّم خلال اللقاء، ملاحظات بشأن نشاط مكثف لأعضاء وقيادات جماعة "الإخوان" المصريين على الأراضي التركية خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى عودة عدد من الرموز الإخوانية المتواجدة على الأراضي التركية لـ"الإساءة للرموز المصرية"، على حد تعبير المصدر.

الوفد المصري قدّم ملاحظات بشأن نشاط لأعضاء وقيادات جماعة "الإخوان" على الأراضي التركية

وكشف أن الوفد المصري قدّم ملاحظة بشأن تنظيم اجتماعات تنظيمية موسعة لجماعة "الإخوان"، كان من بينها اجتماع لمجلس شورى الجماعة في مدينة إسطنبول خلال الشهر الحالي. وفي وقت سابق قال شكري إن "هناك بوادر على رغبة تركية في تغيير مسارها تجاه مصر، خصوصاً في المجال الأمني".

ولفت إلى "وجود مجموعة من التصريحات التركية التي أظهرت تحوّلاً في مسار التصرف التركي، بعيداً عن التدخل بالشؤون المصرية، أو رعاية عناصر متطرفة معادية للقاهرة".

وبحسب الدبلوماسي نفسه، فإن الملاحظات المصرية خلال الاجتماع الأخير، تضمّنت مطلباً مصرياً بمنع مؤتمر يعتزم معارضون مصريون تنظيمه خلال الفترة المقبلة على الأراضي التركية، ليكون حواراً موازياً للحوار الوطني الذي دعا له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً.

وتسلم الشهر الماضي، القائم بأعمال السفارة التركية الجديد في القاهرة صالح موتلو شان، مهام عمله، فيما نظّمت جهات مصرية غالبيتها ذات طابع اقتصادي، حفلات استقبال للقائم بالأعمال الجديد، وهو ما لم يكن معهوداً خلال فترة سابقة.

واستعرض موتلو شان، حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا في الآونة الأخيرة، وقال في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك" إنه "في الربع الأول من عام 2022، كانت 10.9 في المائة من إجمالي صادرات مصر باتجاه تركيا، وفي هذه الفترة، ارتفع إجمالي حجم التجارة بين تركيا ومصر بنسبة 84 في المائة مقارنة بالعام السابق وتجاوز مليارين ونصف مليار دولار".

تقارير دولية
التحديثات الحية

المساهمون