العراق: دعوات برلمانية متصاعدة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي

العراق: دعوات برلمانية متصاعدة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي

04 يناير 2021
جرى حديث سابق عن توجه إلى روسيا لشراء منظومة "إس-300" (سيفا كاراسان/الأناضول)
+ الخط -

يشهد العراق دعوات متصاعدة منذ أيام من أعضاء في البرلمان وسياسيين لتضمين مبالغ كافية في موازنة العام الحالي من أجل تطوير قدرات الدفاع الجوي التي تراجعت بشكل كبير منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.

وعلى الرغم من أنّ المطالبات بدأت مع الغارات التي نفذتها طائرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي في العامين 2018 و2019 على معسكرات تتبع فصائل عراقية مسلّحة على الحدود مع سورية غرب الأنبار تحديداً، إلا أن السلطات العراقية ما زالت تراوح مكانها بشأن استيراد منظومات الدفاع الجوي، على الرغم من حديث سابق عن توجه إلى روسيا لشراء منظومة "إس-300" وكذلك إلى الصين، لكن أياً من ذلك لم يتحقق لغاية الآن.

واليوم الإثنين، قال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، نايف الشمري، إنّ العراق أصبح بأمسّ الحاجة إلى منظومة متطورة للدفاع الجوي، وذلك في معرض حديثه عن الأوضاع والتوترات الحالية في المنطقة، مبيناً، في حديث نقلته وكالة الأنباء العراقية "واع"، أنّ العراقيين قادرون على الدفاع عن أنفسهم.

كما أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عبد الخالق العزاوي، أن أكثر مشكلات البلاد "تأتي من الجو"، مشدداً، في إيجاز صحافي، على ضرورة توفير العتاد، وضمان وجود سلاح يتناسب مع طبيعة التهديدات الموجودة داخلياً وخارجياً، خصوصاً في ما يتعلق بمنظومات الدفاع الجوي الحديثة التي من شأنها تأمين الأجواء العراقية، والحيلولة دون حدوث خروقات يمكن أن تنتج عنها مشاكل لا تحمد عقباها.

وبيّن أن لجنته ستطرح رؤيتها في ما يتعلق بتخصيصات التسليح في موازنة 2021، مشيراً إلى وجود ضرورة للجوء إلى بدائل أخرى مثل "السلاح مقابل النفط"، أي مقايضة النفط بالسلاح.

ورداً على تلك الدعوات، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلّحة، اللواء يحيى رسول، حاجة بلاده إلى زيادة قدرات الدفاع الجوي، مشيراً، في مقابلة متلفزة، إلى عدم وجود أي فيتو على تسليح الجيش العراقي.

ولفت إلى أن القوات العراقية تراقب التصعيد الذي تشهده المنطقة، مؤكداً أن سيادة العراق تمثل خطاً أحمر بالنسبة للقوات المسلّحة.

وتأتي مطالبات تطوير قدرات منظومة الدفاع الجوي العراقية متزامنة مع إحياء فصائل عراقية مسلّحة، أمس الأحد، الذكرى الأولى لمقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة جوية أميركية مطلع عام 2020.

وأكد قيادي في تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي) وجود حاجة ماسة لتطوير قدرات الدفاع الجوي للحيلولة دون تكرار عمليات القصف التي تستهدف قادة وعناصر الفصائل المسلّحة المناوئين لأميركا، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن الحكومة العراقية مطالبة بتأمين الأجواء العراقية، كما أنها مطالبة بالإسراع في إخراج القوات الأجنبية وخصوصاً الأميركية من البلاد.

وأمس الأحد، حذر عضو تحالف "الفتح" غضنفر البطيخ، من احتمال تكرار "حادثة المطار" التي أودت بحياة سليماني والمهندس، لافتاً إلى وجود مخاوف من احتمال استهداف شخصيات قيادية عراقية جديدة.

يشار إلى أن العراق كان قد احتلّ منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي مراتب متقدمة بين دول الشرق الأوسط في منظومات الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ الذكية، وكان جزء منها يُصنّع محلياً، وآخر يُستورد من الاتحاد السوفييتي ودول أخرى مثل يوغسلافيا وفرنسا، إلا أن منظومة الدفاع الجوي العراقية انهارت بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، الذي قام بحلّ جميع مؤسسات الدولة، ومن ضمنها العسكرية، بمختلف صنوفها.