العراق: خطوات لتسريع تشكيل الحكومة... وولادة جبهة برلمانية معارضة

العراق: خطوات لتسريع تشكيل الحكومة... وولادة جبهة برلمانية معارضة

21 أكتوبر 2022
تستبعد مصادر عقد جلسة منح الثقة لحكومة السوداني خلال اليومين المقبلين (أسوشييتد برس)
+ الخط -

في خطوة اعتُبرت محاولة جديدة لتسريع مهمة رئيس الوزراء العراقي المكلّف محمد شياع السوداني بتقديم حكومته خلال الأيام المقبلة إلى البرلمان، قال تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم القوى والكتل السياسية المقربة من إيران في العراق، إنه فوّض السوداني باختيار وزراء حكومته التي هي من نصيب التحالف، فيما أصدر السوداني، صباح اليوم الجمعة، بياناً أكد فيه اتفاقاً سياسياً يقضي بتقديم الكتل السياسية له مرشحين لشغل الوزارات، على أن يكون له حق رفضهم أو قبولهم.

وحتى صباح اليوم، لم يصدر عن البرلمان العراقي ما يفيد بعقد جلسة يوم غد السبت، لكن مصادر في البرلمان ببغداد، استبعدت في أحاديث متفرقة مع "العربي الجديد"، عقد جلسة منح الثقة لحكومة السوداني خلال اليومين المقبلين.

وقال أحدها، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، في اتصال عبر الهاتف مع "العربي الجديد"، من بغداد، إن "هناك تقاطعات وتباينات داخل الكتلة الواحدة، ومن مختلف القوى السياسية، والكابينة الوزارية لم تكتمل بعد"، مؤكداً أنه في حال أراد السوداني دخول البرلمان خلال هذا الأسبوع، فإنه ليس من المرجح بكابينة وزارية كاملة، وقد يقدم حكومته بوزارات شاغرة".

ويجيز الدستور العراقي، النافذ في البلاد منذ عام 2005، تقديم رئيس الحكومة المكلف كابينته الوزارية منقوصة، شرط ألا يتجاوز النقص نصف عدد وزارات حكومته، على أن يكمل الجزء الباقي، ومن خلال جلسة تصويت ملحقة أخرى على باقي الوزارات بطلب منه إلى البرلمان.

وفي ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس، عقدت قيادات "الإطار التنسيقي" الذي ينتمي إليه السوداني، اجتماعاً تم خلاله بحث تشكيل الحكومة وتذليل العقبات أمام رئيس الوزراء المكلف. وأكد التحالف في بيان، أنه "جرى تفويض السوداني باختيار الوزارات التي تتعلق بوزن الإطار التنسيقي الانتخابي، بعد تقديم القوى السياسية قوائم بعددهم ونوابهم بتواقيع حية ومرشحين وحسب معايير رئيس الوزراء المكلف، على طيف من الوزارات"، مبيناً أنه "فوض السوداني الاختيار بين المرشحين أو اقتراح آخرين جدد".

وأضاف "كما تم أيضاً تفويضه بتدوير الوزارات بين المكونات أو داخل المكون، واستثناء وزارات الداخلية والدفاع من المحاصصة، وترشيح شخصيات مدنية أو عسكرية لها، بما يضمن تحقيق حكومة خدمة فاعلة تتفق مع البرنامج الوزاري".

في المقابل، أصدر السوداني بياناً مقتضباً أكد فيه أن "الاتفاق بين الكتل السياسية المكونة للإطار يتضمن منح الفرصة أمام كل كتلة لطرح مرشحيها لكل الوزارات"، وأضاف البيان: "ويُترك أمر اختيار المرشحين لشخص رئيس الوزراء المكلف، بناءً على الكفاءة والنزاهة والقدرة على إدارة الوزارة، وفقاً للأوزان الانتخابية لكل كتلة"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) صباح اليوم الجمعة.

15 نائباً مستقلاً يشكلون جبهة معارضة ويقاطعون جلسة التصويت

في غضون ذلك، أعلن النائب المستقل هادي السلامي تشكيل 15 نائباً مستقلاً جبهة معارضة لحكومة السوداني، قائلاً في تصريح صحافي "نحن النواب المستقلون، بالإضافة إلى كتلة (إشراقة كانون)، قررنا مقاطعة جلسة تشكيل الحكومة، واللجوء إلى المعارضة السياسية".

وتابع: "ليس لدينا أي علم بشأن ما يحدث عن مشاركة بعض النواب المستقلين في تشكيل الكابينة الوزارية، وسيكون لنا تكتل خاص داخل مجلس النواب، تحت مسمّى (المعارضة البرلمانية) لمحاربة الفساد والقضاء على المحاصصة في مؤسسات الدولة".

وفي هذا السياق، بدا الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي متشائماً بشأن المرحلة المقبلة، وقال في تغريدة له: "العودة إلى نهج 2018-2019 سيكون مدمراً، فقد أثار هذا النهج انتفاضات شعبية واسعة النطاق ضد الحكومة التي تديرها المليشيات. فقد يكون السوداني ودوداً وقادراً، ولكن كان كذلك (عادل) عبد المهدي عندما وصل إلى السلطة، قبل أن يسلم زمام الأمور إلى وكلاء إيران دون تردد".

ويبذل رئيس الوزراء المكلّف جهوداً متسارعة لتشكيل حكومته بأسرع وقت ممكن، ويجب أنّ يقدّم التشكيلة خلال 30 يوماً من تاريخ تكليفه، ما يعني أنّ تاريخ عقد آخر جلسة للتصويت على الحكومة الجديدة داخل البرلمان سيكون في 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.