العراق: خطط للحد من أنشطة "داعش" قبيل إنهاء المهام القتالية للتحالف

العراق: خطط عسكرية للحد من أنشطة "داعش" قبيل إنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي

16 ديسمبر 2021
مخاوف من تبعات إنهاء المهام القتالية للتحالف في العراق (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

مع بدء العد التنازلي لانتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق لضرب تنظيم "داعش" الإرهابي، تثار مخاوف من تمدد جديد للتنظيم المتطرف في المحافظات المحررة، ما دفع القيادات العسكرية لبحث استراتيجية جديدة لمنع ذلك.

وعلى مدى الفترة التي تلت انتهاء عمليات تحرير المحافظات العراقية من قبضة التنظيم منتصف العام 2017، لم تتمكن القوات العراقية من إنهاء مخاطر بقايا التنظيم، التي تنشط بشكل متواصل في تلك المحافظات، وتنفذ هجمات فيها.

وأكد مسؤول عسكري عراقي، شريطة عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ "رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وجّه القيادات العسكرية بوضع استراتيجية شاملة لتأمين المحاور الهشة والمناطق الرخوة في البلاد، والتي ينفذ عبرها داعش هجماته"، كاشفاً أنّ "قيادة العمليات المشتركة عقدت عدة اجتماعات، ووضعت خططاً لتكثيف العمليات القتالية بملاحقة عناصر التنظيم وتحركاته".

وتابع أنّ "الكاظمي وجه بوضع كافة القدرات القتالية لضبط الملف، وسيكون هناك دور واسع في المرحلة المقبلة لطيران الجيش العراقي بتنفيذ مهام ضرب تحركات التنظيم، كما أنّ التنسيق سيكون عالياً مع قوات البشمركة في المناطق المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل"، مشيراً إلى أنّ "التقارير الميدانية سترفع أولاً بأول إلى رئيس الحكومة للاطلاع عليها واتخاذ ما يلزم".

في الأثناء، وسعت فصائل "الحشد الشعبي" نشاطها في المحافظات المحررة، مع قرب انسحاب قوات التحالف الدولي. وقال بشير العنبكي، وهو آمر قوة في فصائل "الحشد الشعبي" بمحافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران، إنه تم تنفيذ أكثر من 12 عملية للحشد في محافظة ديالى خلال شهر واحد.

وأضاف، في تصريح متلفز، أنّ "العمليات نفذت بناء على معلومات استخبارية، وقد تمكنا من تأمين مناطق كثيرة في المحافظة"، مشدداً على أنّ "العمليات مستمرة لحين القضاء على الخلايا النائمة لداعش".

"البشمركة" تكثّف التدريب لتطوير قدراتها

ومع رفض الجانب الكردي لعملية انسحاب التحالف الدولي، لجأت قوات "البشمركة" إلى تكثيف التدريبات لتعزيز القدرات القتالية. ووفقاً لبيان لمدير التدريب العسكري في الوزارة، اللواء عبد الكريم محمد، فإنّ "الهدف من استئناف التدريبات، هو تقوية قدرات البشمركة والضباط وتنشيط الواجبات العسكرية نحو الأفضل".

وأشار إلى أنّ "التدريب سيجري في المعسكرات الثلاثة أربيل والسليمانية ودهوك"، مؤكداً أنّ "عملية التدريب وتعزيز قدرات البشمركة مستمرة حسب البرنامج الذي وضع لتدريبها".

وينتقد مسؤولون أكراد، التوجه نحو إنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي في العراق، مشددين على الحاجة لوجوده.

وقال النائب في البرلمان المنحل، عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، ديار برواري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاستقرار الأمني في البلد ما زال ضعيفاً"، معتبراً أنّ خروج قوات التحالف القتالية "تم وفقاً لأجندات سياسية".

وشدد على "أهمية أن يتم وضع الخطط والاستراتيجيات وتطوير القدرات القتالية للقوات العراقية وقوات البشمركة، وزيادة التعاون والتنسيق في ما بينها لضبط الملف الأمني".

ويجري ذلك في وقت تبحث الحكومة العراقية إمكانية فتح نوافذ للتعاون العسكري مع فرنسا، في مجالي التدريب والتسليح للقوات العراقية، وقد أجرت الأسبوع الحالي عدة اجتماعات بهذا الشأن.

المساهمون