العراق: ائتلاف المالكي يلوّح باستخدام القوة ضدّ تيّار الصدر

17 مارس 2016
الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح (Getty)
+ الخط -
هاجم ائتلاف دولة القانون بزعامة، نوري المالكي، اليوم الأربعاء، الاعتصامات المزمع بدؤها بعد غد الجمعة، تلبية لدعوة زعيم التيّار الصدري، مقتدى الصدر، ملوّحاً باستخدام القوة، مؤكّدا أنّ "الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح".
 
وقال الائتلاف في بيان صحافي، إنّه "في الوقت الذي توحدت جبهتنا في مكافحة داعش والإرهاب وحققنا نجاحات في مختلف قواطع العمليات، وأصبح الأمل كبيراً بطي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ بلدنا وعمليتنا السياسية، وفي الوقت الذي نتهيأ لإعادة إعمار المدن والمحافظات وإعادة النازحين الى سكنهم ومدنهم معززين مكرمين بعد معاناة شديدة، وفي الوقت الذي تتجه النوايا نحو إصلاح العملية السياسية على قاعدة الانفتاح الإيجابي بين المكونات الأساسية، تبرز أمامنا ظاهرة غريبة في ظرف حرج وهي الطريقة التي يريد البعض بها إجراء عملية الإصلاح وفق قناعاته وسياقات تفكيره حصراً دون مراعاة الآليات الدستورية".
 
وأضاف، أنّ "تلك التحركات هي محاولات لفتح ثغرة في جدار الوحدة الوطنية يتسلل من خلالها أعداء العراق والعملية السياسية، ويجدوا ضالتهم وفرصتهم لإسقاط العملية السياسية، وتتحرك البؤر المعادية لشعبنا كحزب البعث المقبور والعصابات الإجرامية والإرهابيين والطائفيين لينتقموا للضربات التي وجهناها لهم".

اقرأ أيضاً: العراق: منع أنصار الصدر من اعتصام أمام المنطقة الخضراء
 
ودعا إلى "أهمية تحقيق الانسجام السياسي بين المكونات والكتل، لأنّه الأساس في عملية الإصلاح، وبدونه يصعب تحقيق الإصلاح المنشود وبسط الأمن ومعالجة أزمة الخدمات وتشريع القوانين"، مضيفاً "لكنّ التحدي الذي تحرك في الأيّام الأخيرة كان صارخاً في ضرب أسس الأمن الوطني وأسس العملية السياسية، وجعل الجميع يحبس أنفاسه خوفاً من انفلات الأوضاع الأمنيّة".

وشدّد بالقول "لن يستطيع أحد مهما تصور قوته وحضوره السيطرة على الأوضاع المتداعية التي يستغلها أعداؤنا جميعاً"، داعياً "القوى السياسية الى المبادرة بالموافقة على إجراء التعديل الوزاري كخطوة على الطريق والى التكاتف حول أسس التفاهم والشراكة التي ينظمها الدستور مع شعور عال بالمسؤولية".
 
وتابع "نهيب بالحكومة وأجهزتنا الأمنيّة بضرورة التماسك ومواجهة أي خرق أمني مخالف للقوانين والخروج عليها لمنع محاولات إثارة الفوضى"، مضيفاً "وإذ نؤكد أن التظاهر حق دستوري، إلّا أن الاعتصامات ونشر السلاح واستخدام القوة ليس دستورياً؛ بل خروجاً على القانون، وهو بوابة لمزيد من الاشتباك في الجبهة الداخلية، الأمر الذي يساعد داعش وأعداء العراق  والقوى المضادّة الى استغلال هذه الأجواء انتقاماً من العراق الجديد الذي نسجل عليه ملاحظاتنا السلبية، لكنّه يبقى هو الأمل في تجاوز عهد الدكتاتورية والتفرد ولغة القوة والعنف والطائفية".
 
وأشار إلى أنّ دماء الشهداء، وفي مقدمتهم الصدران الشهيدان اللذان قضيا على يد البعث المقبور سابقاً والإرهاب حالياً تستصرخ الجميع بالارتفاع الى مستوى المسؤولية، والحذر من أي مغامرة ستقضي على كل منجز من الحرية والديمقراطية وتوجهات بناء الدولة على الرغم من الصعاب التي يضعها الإرهاب وداعموه والمتحالفون معه".

اقرأ أيضاً: ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الكيميائي لـ"‫‏داعش‬" شمالي العراق
 
وأضاف، إنّنا "نعض على جراحنا ونستمر في استئصال هذه الغدد ليستقيم الأمر بالعمل الجماعي والتفاهم وفق الأسس والمبادئ الوطنية وليس في أجواء التهديديات وقرقعة السلاح الذي لن يخرج أحد فيه رابحاً"، مشدّداً على أنّ "السلاح يقابله سلاح والرجال يقابلهم رجال ويبقى دافع الثمن هو الشعب والبلد وبالذات المناطق التي لم تتمكن عصابات داعش من تخريبها بعد، وإن الاحتكام الى الشارع خطأ ينتهي بتدمير البلد والمجتمع".
 
وأكّد "قلناها سابقاً، ونكرّرها أيضاً، لا سبيل إلى حل الأزمات سوى بالحوار المباشر والمكاشفة بين الشركاء".
 
ومن المرتقب أن تطلق يوم الجمعة، الاعتصامات التي دعا إليها زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، في وقت أكّدت فيه الحكومة العراقيّة أنّ القانون لا يسمح بإقامة الاعتصامات وسط الظروف الحالية، بسبب تهديد المجاميع الإرهابية، فضلاً عن انشغال القوات الأمنية بالحرب على تنظيم (داعش) وإمكانية حدوث استهداف للمعتصمين.

اقرأ أيضاً: مخاوف عراقية من استغلال مليشيات وعصابات لمنظومة "صقر بغداد"