العاهل السعودي يؤكد حرص بلاده على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط

العاهل السعودي يدعو إيران إلى "خطوات جدية" لبناء الثقة.. ويؤكد حرص بلاده على دعم استقرار أسواق النفط

17 أكتوبر 2022
أكد العاهل السعودي حرص بلاده على استقرار أسواق النفط العالمية (الأناضول)
+ الخط -

دعا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الأحد، إيران إلى "خطوات جدية مع جيرانها والمجتمع الدولي لبناء الثقة".

جاء ذلك في الخطاب الملكي المفصّل للسياستين الداخلية والخارجية خلال افتتاحه أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، عبر الاتصال المرئي، بحضور ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تناول فيها إضافة إلى الشأن الداخلي عددا من القضايا الإقليمية والدولية.

وقال العاهل السعودي في خطابه: "ندعو إيران للوفاء عاجلا بالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جِديّة لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي".

وأضاف، أن استتباب السلم والأمن الدوليين لا يتحقق من خلال سباق التسلح أو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وحثّ المجتمع الدولي على تكثيف ومضاعفة الجهود في سبيل منع انتشار تلك الاسلحة، وضمان خلو منطقة الشرق الأوسط منها. 

وأكد العاهل السعودي، تطلع بلاده إلى مزيد من الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك، بما يعزز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على جميع الأصعدة، مؤكدا أهمية استكمال بناء "تكتل اقتصادي مزدهر"، ومنظومتي "الدفاع والأمن المشترك"، بما يدفع بدور هذه الدول على المستويين الإقليمي والدولي من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات مع المجتمع الدولي.

وأشار الملك سلمان إلى قمة جدة للأمن والتنمية، التي عقدت بمشاركة الولايات المتحدة، وقادة تسع دول عربية، والتي أكدت على أهمية العمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل للمنطقة، وتكثيف التعاون في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام استقلالها وسلامة أراضيها واحترام قيم المجتمعات وثقافتها.

وبشأن أمن الطاقة، أكد سعى المملكة حثيثا نحو ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة الثلاث مجتمعة (أمن إمدادات الطاقة الضرورية، والتنمية الاقتصادية المستمرة من خلال توفير مصادر طاقة موثوقة، ومواجهة التغير المناخي)، وأن السعودية تعمل ضمن استراتيجيتها للطاقة "على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، بوصف البترول عنصراً مهماً في دعم نمو الاقتصاد العالمي، ويتجلى ذلك في دورها المحوري في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة (أوبك +) نتيجة مبادراتها لتسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها.  

ودعا العاهل السعودي إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، سبيلا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مشددا على أن المملكة تدين "جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وتدعو لوقفها الفوري الكامل".

وأمل الملك سلمان أن تؤدي الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة تماشيا مع مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، للوصول إلى حل سياسي شامل وتحقيق السلام المستدام بين اليمنيين، مؤكدا دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني بما يحقق لليمن وشعبه الشقيق الأمن والاستقرار، ولكل ما يسهم بوقف إطلاق النار بشكل دائم، وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

وشدد على ضرورة وقف الانتهاكات الاستفزازية الحوثية المسلحة داخل اليمن.

كما اعتبر أن استقرار العراق ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، مشجعا الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وفي ما يتصل بالشأن السوري، أكد العاهل السعودي ضرورة "الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سورية واستقرارها وعروبتها"، مشددا على "أهمية منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين".

وفي الشأن اللبناني، شدد الملك السعودي على أهمية بسط سلطة الحكومة على جميع الأراضي اللبنانية "لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها"، مؤكدا ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود لبنان إلى تجاوز أزمته.


ودعم العاهل السعودي وقف "إطلاق النار الكامل في ليبيا، والدعوة الليبية إلى المغادرة التامة للقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء، وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 الصادر عام 2021".

ودعا إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، ووقف العمليات العسكرية "بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي"، مؤكدا دعم المملكة لكافة الجهود الدولية الرامية لتحقيق ذلك.