العاهل الأردني: السلام لا يزال بعيد المنال في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

20 سبتمبر 2022
العاهل الأردني: مستقبل مدينة القدس يشكل اليوم مصدر قلق مُلح (Getty)
+ الخط -

قال العاهل الأردني عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، في خطابه في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن السلام لا يزال بعيد المنال في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولم تقدم الحرب ولا الجهود الدبلوماسية إلى الآن أي حل لإنهاء هذه المأساة التاريخية.

وأضاف في خطابه في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه لا بد من أن تعمل الشعوب قاطبة، لا السياسة أو السياسيون خاصة، على الضغط باتجاه حل هذا الصراع من خلال قادتها، مضيفاً أنه على مدار عدة عقود، ارتبط الشرق الأوسط بالصراعات والأزمات، لكننا نأمل أن تجعل روح التعاون الجديدة بيننا من المنطقة مثالاً في الصمود والتكامل.

وتابع: على الرغم من أن السياسة قد تخذل عالمنا في بعض الأحيان، إلا أن الثابت الوحيد هو أن الشعوب هي الأولوية، لذا فإن إبقاء الأمل حياً لديها يتطلب النظر لما هو أبعد من السياسة والعمل لتحقيق الازدهار للجميع؛ لكن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها إن كانت إقصائية، بل لا بد أن يكون شمول الفلسطينيين في المشاريع الاقتصادية الإقليمية جزءاً أساسياً من جهودنا.

وأشار العاهل الأردني إلى أن أحد أبرز المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة هو حق جميع الشعوب في تحديد مصيرها، ولا يمكن إنكار هذا الحق للفلسطينيين وهويتهم الوطنية المنيعة، فالطريق إلى الأمام هو حل الدولتين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن مستقبل مدينة القدس يشكل اليوم مصدر قلق ملح، فهي مدينة مقدسة للمليارات من أتباع الديانات السماوية حول العالم، وإن تقويض الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها يسبب توترات على المستوى الدولي ويعمق الانقسامات الدينية، مؤكداً أنه لا مكان للكراهية والانقسام في المدينة المقدسة.

وتساءل: كيف كان سيبدو عالمنا الآن لو تم الوصول إلى حل للصراع منذ زمن طويل، ولم يتم تشييد الجدران وسُمح للشعوب أن تبني جسوراً للتعاون بدلاً منها؟ ماذا لو لم يتمكن المتطرفون من استغلال ظلم الاحتلال؟ كم جيل من الشباب كان من الممكن أن يكبر في بيئة يسودها التفاؤل بالسلام والازدهار؟

مضيفاً: "علينا ألا ننسى اللاجئين، فهذا العام ستصوت الجمعية العامة على تجديد التكليف الأممي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وعلى المجتمع الدولي أن يبعث رسالة قوية في دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين، لضمان توفير التعليم والخدمات الصحية، وخاصة للأطفال".

وأضاف: "علينا أن نوفر للأجيال القادمة عالماً مختلفاً أوسع أفقاً وأكثر عدالة، يسوده النمو الاقتصادي المستدام والفرص الواعدة الجديدة وفرص عمل أكثر وأفضل، وسلاماً يقود لازدهار ينعم به الجميع، وحتى نحقق هذه الأهداف، على بلداننا أن تتحد في العمل المشترك الفاعل".

العاهل الأردني يبحث مع لبيد التهدئة والتعاون الثنائي  

وفي سياق متصل، بحث العاهل الأردني، اليوم الثلاثاء، مع رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلي يئير لبيد "التهدئة الشاملة" في الفترة المقبلة، إضافة إلى عدد من القضايا الثنائية المرتبطة بالنقل والتجارة والمياه والطاقة.

ووفق الموقع الرسمي للديوان الملكي، أكد الملك عبد الله، خلال لقائه لبيد على هامش اجتماعات الدورة 77 للأمم المتحدة، على ضرورة "التهدئة الشاملة"، مؤكداً أهمية احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. 

وأشار العاهل الأردني إلى ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأعاد التأكيد على أهمية أن ينال الفلسطينيون حقوقهم العادلة والمشروعة، وأن يكونوا جزءاً من التنمية الاقتصادية في الإقليم.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، قالت "يديعوت أحرونوت" العبرية إن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى إلى عقد لقاء يجمع لبيد بالملك عبد الله الثاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بسبب تأثيره على السلطة الفلسطينية، وذلك في ظلّ فترة التصعيد التي تشهدها الضفة الغربية أخيراً.

المساهمون