الضفة الغربية: فعاليات مساندة لغزة والمقاومة مصاحبة للإضراب الشامل

الضفة الغربية: فعاليات مساندة لغزة والمقاومة مصاحبة للإضراب الشامل

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
11 ديسمبر 2023
+ الخط -

أطلق الفلسطينيون في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية يوم الاثنين، العديد من الفعاليات المصاحبة ليوم الإضراب الشامل الذي عمّ محافظات الضفة الغربية استجابة لدعوات عالمية لدعم غزة.

وتركزت الفعاليات بشكل خاص على دوار المنارة وسط المدينة، بمشاركة جميع الفئات العمرية، مؤكدين أهمية أن "تكون فلسطين حجر الأساس في إنجاح مثل هذه الدعوات والانخراط بها، ليس فقط من خلال الإضراب، بل من خلال الخروج إلى الشوارع".

وتجمع عدد من الشبان، ضمن مجموعة شابات وشبان فلسطين، حول يافطة كبيرة تحمل أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين، وبشكل خاص شهداء الحرب الجارية في قطاع غزة، ورفعوا اليافطة بشكل جماعي قبل أن تصبح جزءاً من المسيرة التي جابت شوارع مدينة رام الله، والتي كانت دعت لها الفصائل الفلسطينية وحركة حماس.

الضفة الغربية ويافطة كبيرة تحمل أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين (العربي الجديد)
يافطة كبيرة تحمل أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين (العربي الجديد)

وقال الناشط حمزة البكري لـ"العربي الجديد" إن "فعالية أسماء الشهداء تأتي ضمن الكثير من الأنشطة التي جرت الدعوة لها، بالتزامن مع الإضراب العالمي لأجل فلسطين، والذي تمت الدعوة له بعد الفيتو الأميركي في مجلس الأمن".

وأضاف البكري "نرفع أسماء الشهداء الفلسطينيين بغزة لنقول إنهم ليسوا أرقاماً، وإنّ شهداءنا هم إخوتنا وعوائلنا، وقصصهم هي قصصنا، ونريد أن نرفع أسماءهم ونخلدها في كل مكان".

وأكد البكري أهمية إضراب اليوم الذي يؤكد أن غالبية الشعوب متضامنة مع فلسطين، ولكن "الحكومات كما الولايات المتحدة متواطئة مع الإبادة الجماعية"، مشيراً لأهمية أن "تكون الفعاليات في فلسطين هي الأساس لهذا الإضراب، وعدم البقاء فقط في المنازل ضمن الإضراب، بل النزول إلى الشوارع".

وعند منتصف نهار اليوم انطلقت مسيرة شارك بها المئات، دعت لها الفصائل الفلسطينية في محافظة رام الله والبيرة وحركة حماس في الضفة الغربية والاتحادات الشعبية والنقابات، للتعبير عن رفض الموقف الأميركي الذي اعتبروه شريكاً للاحتلال، وانتصاراً لدماء الأبرياء، وتأكيداً على وحدة الشعوب في مواجهة الهيمنة والغطرسة الغربية، بالتزامن مع الإضراب العالمي.

وبعد وقفة قصيرة، وسط رام الله، انطلق المشاركون في مسيرة جابت شوارع المدينة تهتف لفصائل المقاومة، وبشكل خاص كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقائدها محمد الضيف، إضافة إلى هتافات أخرى تندد بالعدوان، وتؤكد على دعم المقاومة، ورفع المشاركون لافتات برسائل مشابهة وأعلام فلسطينية ورايات الفصائل المختلفة.

الضفة الغربية ومسيرة دعماً لقطاع غزة (العربي الجديد)
مسيرة دعماً لقطاع غزة في شوارع رام الله (العربي الجديد)

رسائل أطفال الضفة الغربية

وحول حالة الإضراب والتفاعل معها، قال عضو الهيئة الإدارية لنقابة العاملين في جامعة بيرزيت، سامح أبو عواد، لـ"العربي الجديد" إنه لم ير حتى اليوم إضراباً بهذه النسبة من الالتزام، الذي وصفه بالحديدي، مؤكداً أن تلك الدعوة كانت مهمة جداً لرفع الصوت عالياً على المستوى الدولي، رفضاً للممارسات القمعية الإسرائيلية والعدوان على الشعب الفلسطيني والموقف الأميركي الداعم بلا أي تحفظ ولا إنسانية ولا حدود للعدوان المستمر.

وأضاف أبو عواد "أعتقد أن هناك رسالة يجب أن تصل أيضاً من الشارع إلى قيادتنا بأن الاجتماع مع دول العدوان بات أمراً وراء ظهورنا، ولا يجب أن يكون هناك لقاء بأي ممثلين لدول العدوان وعلى رأسها أميركا".

وقالت عبلة سعدات، الناشطة النسوية وزوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات، لـ"العربي الجديد" إن "الفلسطينيين وبدون تنسيق أو تخطيط خرجوا اليوم في رام الله لا للتضامن مع غزة، لأنها قضيتهم، بل لرفع الصوت وليقولوا كفى لازدواجية المعايير، وكفى لقتل الحكومات الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من أسلحة بسيطة، ويحارب بإرادته وبقلبه وجسده العاري".

وتابعت سعدات "هبّ أحرار العالم بهذا الإضراب الذي تجري الدعوة له لأول مرة في كل العالم، من أجل غزة التي رفعت رأس كل الفلسطينيين، وجعلت القضية الفلسطينية على رأس سلم الأولويات لكل الجماهير وأحرار العالم".

وبعد الظهر نظّمت مجموعة شابات وشبان فلسطين فعالية للأطفال فور انتهاء المسيرة الجماهيرية، حيث وضعوا قطعة قماش كبيرة، ووزعوا على الأطفال أقلام الألوان، ليتمكنوا من إيصال رسائلهم إلى أطفال غزة عبر الرسومات.

الضفة الغربية وأطفال يعبرون بالرسومات عن مشاعرهم تجاه غزة (العربي الجديد)
أطفال يعبرون بالرسومات عن مشاعرهم تجاه غزة (العربي الجديد)

وانخرط العديد من الأطفال وذووهم بالفعالية، ورسم الأطفال رسوماتهم، وخاصة أعلام فلسطين، وكتابات تؤيد قطاع غزة وتتضامن مع أطفالها، حيث أكد القائمون على الفعالية أهميتها ضمن أنشطة يوم الإضراب لإبقاء الأطفال متصلين بالقضايا الوطنية.

وقال أحمد نوباني، الذي قدم من قرية مزارع النوباني، شمال غرب رام الله، لـ"العربي الجديد" إنه أحضر أطفاله لكي يشعروا بما يشعر به "أطفال غزة وما يحصل في القطاع".

وتابع النوباني: "هناك أهمية لينخرطوا بمثل هذا النشاط، وليعرفوا ما الذي يحصل في فلسطين، ويعلموا عن الشهداء الأطفال في غزة، الذين يستهدفهم الاحتلال بشكل مقصود، هم يدركون ما يحصل لأنني أحدثهم دائماً عن الأوضاع في غزة، وعندما أتوا إلى هنا رسموا علم فلسطين وكتبوا: غزة العزة".

ذات صلة

الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
مسيرة المسجد الحسيني

سياسة

شارك اردنيون في مسيرة شعبية حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمان تحت عنوان: "عيدنا بانتصار المقاومة"، مطالبين بوقف العدوان المتواصل على قطاع غزة
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.

المساهمون