السودان: اتفاق بين حزب الأمة القومي والحركة الشعبية بعد مباحثات جوبا

السودان: اتفاق بين حزب الأمة القومي والحركة الشعبية بعد مباحثات في جوبا

21 يناير 2023
توصل الاتفاق لعدم استغلال الدين في السياسة (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن حزب "الأمة القومي" و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، اليوم السبت، أنهما توصلا إلى تفاهمات مهمة في ما يتعلق بالأزمة السودانية المتجذرة، وضرورة حلها بما يضمن وحدة واستقرار البلاد.

جاء الإعلان في بيان مشترك، وقّعه الصديق الصادق المهدي عن حزب "الأمة القومي"، وعادل إبراهيم شالوكا عن "الحركة الشعبية"، وأعقب مباحثات بين الطرفين بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، استمرت لمدة يومين.

و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة عبد العزيز الحلو، هي واحدة من الحركات المتمردة التي لم توقع على اتفاق سلام مع حكومة ما بعد الثورة، لتمسكها بوضع خاص لمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، اللتين تمثلان مركز عملياتها العسكرية، كما تشترط الحركة فصل الدين عن الدولة حتى تدخل في عملية السلام، وعلى الرغم من عدم توصلها لاتفاق سلام إلا أنها تتمسك بوقف لإطلاق النار المتفق عليه منذ أكثر من 7 سنوات.

وذكر البيان، أن "حزب الأمة" والحركة دخلا في حوار هادئ، وعميق، وموضوعي، وشفّاف، توصل لعدم استغلال الدين في السياسة، وعدم استخدامه لتحقيق أهداف سياسية، والفصل بين حقوق المواطنة والانتماء الديني، مشيراً إلى أنهما اتفقا على تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام، بمخاطبة ومعالجة جذور المشكلة السودانية، ويحقق التعايش المجتمعي، وترتدّ منافعه على كل الشعب السوداني، ولا سيما المكونات المجتمعية في مناطق الحروب.

وأضاف البيان، أن الطرفين اتفقا كذلك على إصلاح القطاع الأمني والعسكري، والذي يقود لجيش وطني مهني قومي واحد، بعقيدة عسكرية جديدة جامعة، ويعكس التنوع والتعدد الذي تتسم به الدولة السودانية، على أن يؤدي الجيش مهامه بموجب الدستور، ويقوم بحماية الدستور والدفاع عن سيادة الدولة وأراضيها من المهددات الخارجية.

وشددا على العدالة الانتقالية والمحاسبة، وضرورة عدم الإفلات من العقاب، وإنهاء التّمكين وتفكيكه في كلّ مؤسسات الدولة، وبناء دولة الوطن.

وأكد الحزب والحركة، على الديمقراطية المستدامة واللا مركزية، والتنوع التاريخي والتنوع المعاصر وتعزيزه، و"أن جميع الأعراق والدّيانات والثقافات جزء لا يتجزّأ من الهوية السودانية للدولة، وتعمل على بناء هوية وطنية بعيداً عن الإقصاء والتَّهميش".

كما اتفق الجانبان على اللامركزية المالية، على أن تُقسَّم ثروة السودان على نحو عادل وفقاً للأولويات التي سيتم الاتفاق عليها، حتّى يتمكّن كل مستوى حكومي من الاضطلاع بمسؤولياته وواجباته القانونية والدّستورية.

من جهة أخرى، دعا نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في كلمة له أثناء حشد شعبي بولاية كسلا، شرق البلاد، أهل شرق السودان لنبذ المخربين والمفتنين، وأن يكونوا يداً واحدة، واستغلال قوتهم الاجتماعية والقبلية، في تنمية واستقرار الشرق.

بدوره، أكد مختار حسين، أحد قيادات شرق السودان، أن أهل الإقليم أهل تعايش في مجتمع واحد ومتنوع، مشدداً على أنهم مع وحدة السودان، وما يحفظ أمنه واستقراره، ولا أحد يستطيع فصل الإقليم عن السودان.

وكانت مدينة كسلا، مركز ولاية كسلا، قد شهدت اليوم وقفة احتجاجية رفضاً لزيارة حميدتي للولاية، رفع خلالها المشاركون لافتات كتب على بعضها: "العسكر للثكنات" و"الجنجويد ينحل"، و"حميدتي من فض الاعتصام مجزرة القرن".

يذكر أن مجموعات سياسية في الإقليم لوّحت في وقت سابق باستخدام بطاقة تقرير مصير شرق السودان، إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم بإلغاء مسار شرق السودان الوارد في اتفاق السلام 2020، وإزالة كل مظاهر التهميش في الإقليم.