السفير الأميركي لدى تركيا: عازمون على حلّ مسألة مقاتلات "إف-16"

السفير الأميركي لدى تركيا: إدارة بايدن عازمة على حلّ مسألة مقاتلات "إف-16"

16 فبراير 2022
قدّمت تركيا طلباً من أجل شراء مقاتلات "إف-16" (كايهان أوزير/الأناضول)
+ الخط -

أكد السفير الأميركي لدى تركيا جيفري فليك، الذي تسلّم مهامه أخيراً، أن الإدارة الأميركية عازمة على حلّ مسألة طلب تركيا مقاتلات "إف-16" بدلاً من مقاتلات "إف-35" التي عرقلت واشنطن تسليمها لأنقرة بسبب شرائها صواريخ "إس 400" الروسية.

وقالت قناة "سي إن إن" تورك، اليوم الأربعاء، إن فليك أفاد في حوار بأن "تركيا قدّمت طلبا من أجل شراء مقاتلات (إف-16) وتطوير مجموعة أخرى من تلك المقاتلات التي تمتلكها، وأن اللقاء الأول عُقد في تركيا وتم استلام الطلب"، لافتاً إلى أنه "كان هناك وفد أميركي في ديسمبر/كانون الأول الماضي في تركيا، ووفد آخر في الأسبوع الماضي، والمشاورات تسير بشكل جيد".

لكن السفير الأميركي استدرك بالقول إنها "مرحلة طويلة معقدة، وتحتوي الكثير من القضايا التقنية، ونعمل على هذه القضايا"، لافتاً إلى أن "أميركا ترى في الطلب التركي تطوراً إيجابياً، وإدارة الرئيس جو بايدن لديها العزم على دعم هذه المرحلة".

ومع استلام تركيا صواريخ "إس 400" الروسية في العام 2019، علّقت أميركا مشاركتها في برنامج تصنيع المقاتلات الحديثة، ومنعتها من استلام المقاتلات التي كانت بالفعل قد تسلمت 6 منها من أميركا، من بين 100 مقاتلة طلبتها تركيا، فيما دفعت أنقرة من ثمن المقاتلات ملياراً و400 مليون دولار، بحسب تصريحات سابقة للرئيس رجب طيب أردوغان.

وعن المراحل القانونية بخصوص الدفعات التركية حول مقاتلات "إف-35"، قال فليك "إنها أيضاً مرحلة طويلة ومعقدة، والمحامون والمحاسبون يعملون يومياً على هذا الموضوع، وسيتمكن البلدان من حل هذه المشكلة".

وتوقع السفير الأميركي أن يزور وفد رفيع المستوى تركيا قريباً، من دون الكشف عنه، قائلاً: "كسفير للولايات المتحدة، أرغب برؤية زيارات رفيعة المستوى من أميركا إلى تركيا، ولكن أخيراً، بسبب الأوضاع في أوكرانيا، فإن المسؤولين لا وقت لديهم لهذه الزيارة، إلا أنني أتوقع أن تكون هناك زيارة رفيعة المستوى من أميركا إلى تركيا".

وشدد على أن "تركيا مهمة داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولديها ثاني أكبر أسطول من مقاتلات "إف-16"، وهي ثالث أكبر دولة تقدم الدعم لمهام حلف الناتو".

وعرضت تركيا على الولايات المتحدة شراء مقاتلات "إف-16" بدلاً من مقاتلات "إف-35" التي حرمت واشنطن أنقرة من الحصول عليها بسبب شرائها صواريخ "إس 400" الروسية، وتشكيل هذه الصواريخ خطراً على المقاتلات، حيث أجرت وزارتا دفاع البلدين لقاءً في أنقرة حول العرض التركي، وسيُعقد لقاء في واشنطن لاحقاً حول الأمر نفسه.

ويُعتبر ملف صواريخ "إس-400" الروسية واحدا من أبرز الملفات العالقة بين تركيا والولايات المتحدة، حيث تعتبر واشنطن أن الصواريخ الروسية المتطورة قادرة على أكشف أسرار المقاتلات الأميركية من الجيل الخامس.

وتدافع تركيا عن نفسها بأن واشنطن رفضت بيعها صواريخ "باتريوت" للغرض نفسه، رغم الطلب المتكرر من الولايات المتحدة، بحجة رفض الكونغرس، وهو ما دفع أنقرة للبحث عن بدائل وجدتها لدى روسيا، كما أنها تؤكد أن دولاً في حلف شمال الأطلسي كاليونان، لديها صواريخ "إس 300"، وعرضت تشكيل لجان فنية للنظر بالمحاذير الأميركية.

ولم يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن علاقات جيدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب الأخير، ولم يكلّمه سوى عشية اعتراف الرئيس الأميركي بمذابح الأرمن في زمن الدولة العثمانية في إبريل/نيسان الماضي، وهو ما انتقدته تركيا، وما دفع الرئيس أردوغان لاحقاً للقول إنه لم يبدأ بشكل جيد في العمل مع الرئيس بايدن. ولكن التطورات الدولية، وخاصة في أفغانستان والأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أدّت إلى تقريب وجهات النظر مجدداً بين البلدين، مبشرة بعودة العلاقات إلى طبيعتها، منها حلّ مسألة ملف "بنك خلق" الحكومي العالقة في القضاء الأميركي.