السعودية تطلب من لبنان رسمياً تسليمها مُهدِّد سفارتها في بيروت

السعودية تطلب من لبنان رسمياً تسليمها مُهدِّد سفارتها في بيروت

30 اغسطس 2022
المطلوب يُدعى علي بن هاشم بن سلمان الحاجي سعودي الجنسية (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

طالبت السعودية رسمياً لبنان بتسليمها مواطنها علي بن هاشم بن سلمان الحاجي، مُهدِّد السفارة السعودية في بيروت، والمطلوب لديها أمنياً.

وأهاب السفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري، بالأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة باستكمال الإجراءات القانونية والأمنية حيال ما نشره علي بن هاشم بن سلمان الحاجي على وسائل التواصل الاجتماعي من تهديداتٍ إرهابية، وضبطه، وتسليمه للسلطات الأمنية في المملكة، لكونه مطلوباً أمنياً لديها.

وأعلن البخاري، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، اليوم الثلاثاء، "تقدّمنا بمذكرة دبلوماسية رسمية إلى وزارة الخارجية بهذا الشأن استكمالاً للإجراءات".

وبتاريخ 23 أغسطس/آب الجاري، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلٌ صوتيٌّ لأحد الأشخاص يتوعّد فيه سفارة المملكة في بيروت بعملٍ إرهابي، استنفرت بعده الأجهزة الأمنية اللبنانية وشخصيات سياسية مقرّبة من السعودية للكشف عن هوية صاحبه وإنزال أشد العقوبات به.

ووجّه وزير الداخلية بسام مولوي، في وقتٍ سابقٍ، كتابَين إلى كلّ من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة المعلومات، طالباً إجراء الاستقصاءات اللازمة، والعمل على توقيف من يثبت تورّطه وإحالته أمام القضاء، واتخاذ الإجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة، وإلى المديرية العامة للأمن العام لإيداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان.

وأعلنت وزارة الداخلية اللبنانية في وقتٍ لاحق أن صاحب التسجيل يُدعى علي بن هاشم بن سلمان الحاجي سعودي الجنسية، وهو مطلوبٌ للسلطات السعودية بجرائم إرهاب.

قال الحاجي في التسجيل: "أي أحد يلمس شعرة من أفراد عائلتي، قسماً بجلالة ربّي، لن يبقى موظف في السفارة السعودية على قيد الحياة، والله سأقدم على عمل لم يسبقني إليه أحد، وسأبيد كل شخص في السفارة السعودية وله علاقة بالسفارة السعودية، وتعرفون إمكاناتي".

وقبل أن يغلق موقع "تويتر" حساب الحاجي، كان الناشط السعودي قد نشر تغريدات كثيرة يؤكد فيها معارضته لحرب اليمن ومطالبته بحقوق الشيعة في السعودية، لافتاً إلى أنه تمّ وضع أطفاله الخمسة قيد الإقامة الجبرية واحتجازهم رهائن منذ عام 2018، وإيقاف جميع خدماتهم والتضييق عليهم.

وانقسمت الآراء في لبنان حول الحاجي، بين مبرّر لكلامه، نظراً لما تتعرّض له عائلته، ومهاجم له. فيما تداول ناشطون وإعلاميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للناشط السعودي، يظهر فيها تأييده لـ"حزب الله" اللبناني ووقوفه إلى جانب مقاتلين تابعين له، كما وتشير إلى كتابته مقالات في وكالة أنباء ايرانية يحرض من خلالها على السعودية وقيادتها.

ووجّه السفير السعودي من على منبر وزارة الداخلية اللبنانية جملة رسائل إلى حزب الله من دون أن يسمّيه، منوّهاً بـ"خطورة وتداعيات السياسات العدائية والتحريضية التي تنطلق من لبنان تجاه المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، التي تتنافى كلياً مع القيم والمبادئ الأخلاقية والقوانين والاعراف الدولية".

وتوّجه بخاري إلى الحكومة اللبنانية، مطالباً بترجمة الالتزامات السياسية إلى واقع سياسي ملموس والقيام بكل واجباتها نحو منع ووقف الأنشطة السياسية والتحريضية تجاه المملكة ودول الخليج التي تهدد منظومة الأمن القومي العربي.

وأكد سفير المملكة أن جهود الدبلوماسية السعودية المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية مستدامة في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمن لبنان واستقراره ووحدته.

وقال بخاري إن "جهود المملكة في مجال مكافحة آفة المخدرات تكشف حقيقة عن حجم التحدي الذي تواجهه السعودية حفاظاً على أمن المجتمعات وحماية الإنسان".

وقدم السفير إحصائية رسمية، تظهر أن اجمالي ما ضُبط من مواد مخدرة كان مصدرها الجمهورية اللبنانية أو تمرّ عبرها، منذ عام 2015، تجاوزت الـ 700 مليون حبة مخدر ومئات الكيلوات من الحشيش.

ثمّن بخاري الجهود المبذولة من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختصة، والعمليات النوعية التي انعكست بإجراءات دقيقة ومميزة في مجال مكافحة المخدرات، ودعا السلطات اللبنانية إلى المزيد لتعزيز آليات التعاون والتنسيق المشترك في جميع مجالات مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والجرائم المنظمة المرتبطة بها.

بدوره، قال وزير الداخلية اللبناني خلال المؤتمر، إن الاجتماع تطرّق إلى الأمور التي تهمّ المصلحة اللبنانية وتؤدي إلى بناء وقيام الدولة الفعلية في لبنان.

وأكد مولوي أن على لبنان أن يترجم السياسات كافة التي التزم بها تجاه المجموعة العربية، وعلى رأسها السعودية، أفعالاً فعلية وليس فقط سياسات، مشدداً على أننا "في لبنان ملتزمون منع أي تعرّضٍ أو أذى قد يلحق بأخوتنا وأشقائنا العرب وفي المملكة ودول الخليج وكافة المجتمعات التي نحرص على أمنها وأمانها في إطار رؤية موحّدة لأمن عربي مشترك".

وسبق للسعودية أن قاطعت لبنان دبلوماسياً، نتيجة آراء وزير الإعلام الأسبق جورج قرداحي بشأن حرب اليمن، وزادت من إجراءاتها وقيودها تجارياً، ربطاً بعمليات تهريب المخدرات التي تنطلق من لبنان إلى دول الخليج ولا سيما السعودية، التي تتهم فيها المملكة "حزب الله" بتصديره هذه الآفة إلى المجتمع السعودي، باعتبار أنه ممسك بالحدود والمعابر.

وأعادت السعودية سفيرها إلى بيروت بعد استقالة قرداحي، وزيادة السلطات اللبنانية إجراءاتها الأمنية الهادفة إلى إحباط عمليات تهريب المخدرات، وطاولت إجراءات وزارة الداخلية اللبنانية أيضاً نشاطات ثقافية وسياسية معارضة للسعودية أقيمت في لبنان.


 

المساهمون