الرياض تقرّ إنشاء "مجلس للتنسيق الأعلى السعودي الجزائري"

الرياض تقرّ إنشاء "مجلس للتنسيق الأعلى السعودي الجزائري" بعد تأخير دام 5 سنوات

08 مارس 2023
من لقاء جمع بن سلمان وتبون على هامش مونديال قطر 2022 (الأناضول)
+ الخط -

وافقت الرياض، الثلاثاء، على إنشاء مجلس تنسيق أعلى سيمثل إطار التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين الجزائر والسعودية، بعد خمس سنوات من استحداثه، في خضم تطور لافت للعلاقات بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.

وأقر مجلس الوزراء السعودي، المنعقد أمس الثلاثاء برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، ترسيم إنشاء وتفعيل "مجلس للتنسيق الأعلى السعودي الجزائري"، والذي كان قد تم الإعلان عن استحداثه قبل خمس سنوات خلال الزيارة التي قام بها ولي العهد إلى الجزائر في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2018، يتولى "التكفل بتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والتعدين، يرأسه عن الجانب الجزائري رئيس الحكومة، وعن الجانب السعودي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء".

وينتظر أن يعقد هذا المجلس المشترك أول اجتماعاته في الجزائر خلال زيارة ما زالت مرتقبة لولي العهد محمد بن سلمان إلى الجزائر، كان من المقرّر أن تتم في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وجرى إرجاؤها إلى تاريخ غير محدّد.

واعتبر السفير السعودي في الجزائر عبد الله اليصيري، في تغريدة عبر "تويتر"، الثلاثاء، أن إنشاء مجلس التنسيق الأعلى السعودي الجزائري "دلالة على حرص خادم الحرمين الشريفين، و‎ولي العهد، والرئيس الجزائري على أهمية المضي قدماً بالعلاقات في كافة المجالات بين البلدين الشقيقين".

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن ترتيبات لزيارة لبن سلمان إلى الجزائر، بعد لقائهما في حفل افتتاح مونديال قطر 2022، لافتاً إلى أن هذه الزيارة كانت مقررة قبل القمة العربية، وأن "البلد بلده، يأتي وقت ما يريد".

يذكر أن تبون اختار، في فبراير/شباط 2020، أن تكون الرياض أول عاصمة يزورها بعد توليه السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وفي الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات الجزائرية السعودية انتعاشاً كبيراً، خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي، حيث زار عدد من المسؤولين السعوديين الجزائر، كان آخرهم مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة الدفاع السعودية العميد الركن يوسف بن عبد الرحمن الطاسان، ووزير الحج والعمرة توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف.

وقبل أسبوعين، كان السفير الجزائري في الرياض محمد بوغازي قد أعلن من جانبه، في تصريحات صحافية، أن "الجزائر والرياض تتقاسمان جهداً مشتركاً لرفع علاقات التعاون بين بلدينا إلى أعلى المستويات، إذ تجاوز عدد الاتفاقيات الموقعة في الفترة الأخيرة بين البلدين 30 اتفاقية، تغطي مجالات متنوعة، منها الاقتصادية والتجارية"، مشيراً إلى وجود خطة تهدف إلى تكثيف الزيارات المتبادلة بين المستثمرين ورجال الأعمال من كلا البلدين، بهدف تأسيس قاعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما، إضافة إلى تقاسم البلدين توافقات كبيرة في عدد من الملفات السياسية والاقتصادية الدولية.

وأعقبت ذلك تصريحات للسفير السعودي في الجزائر عبد الله البصيري، نهاية الشهر الماضي، خلال احتفالية أقامتها السفارة بالجزائر بمناسبة ذكرى تأسيس المملكة، أكد فيها وجود إرادة لدى القيادة السياسية في البلدين لتطوير أكبر للعلاقات، وحذر حينها ممّا وصفها بـ"حملات تشويه واضحة ومنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي تتعرض لها العلاقات بين السعودية والجزائر من أجل بث الفتنة والفرقة بين الشعبين السعودي والجزائري الشقيقين".

المساهمون