التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في الدوحة، اليوم الثلاثاء، نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش القمة السادسة للدول المصدرة للغاز المنعقدة في قطر، قبيل مغادرته إلى الكويت، في زيارة تدوم يومين.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية، بأن اللقاء بين تبون ورئيسي "سمح ببحث آليات توطيد العلاقات الثنائية، وسبل ترقية التعاون بين البلدين"، حيث عرفت العلاقات بين الجزائر وطهران تطوراً لافتاً خلال السنوات الماضية، إذ كان تبون قد أوفد رئيس الحكومة أيمن عبد الرحمن إلى طهران، في أغسطس/آب 2021، لحضور مراسيم تنصيب رئيسي رئيساً لإيران.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً لافتاً في العقدين الماضيين، خصوصاً بعد سلسلة زيارات متبادلة بين رؤساء الجزائر وإيران، منذ الزيارة الأولى للرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة في أكتوبر/تشرين الثاني 2003 إلى إيران، تلتها زيارة للرئيس الايراني السابق محمد خاتمي إلى الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول 2004. كما قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة الجزائر في أغسطس/آب 2007، أعقبتها زيارة أخرى لبوتفليقة إلى طهران في أغسطس/آب 2008، ثمّ زيارة للنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري إلى الجزائر في ديسمبر/كانون الأول 2015.
في سياق آخر، التقى تبون، رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، في الدوحة، لبحث تطورات الأزمة السياسية في ليبيا، خصوصاً بعد إعلان مجلس النواب تزكية رئيس حكومة جديد. وقال الدبيبة عقب اللقاء: "الرئيس استقبلني بترحاب وأخوة، وكما كانت دائماً لقاءاتنا، بالنصيحة. الجزائر دولة جارة وسند قوي يعتمد عليها الشعب الليبي في تحقيق الاستقرار".
إلى ذلك، يشرع تبون، اليوم، في زيارة رسمية إلى دولة الكويت تدوم ليومين، تهدف، بحسب الرئاسة "إلى توطيد العلاقات الثنائية، وتعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين"، وهي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى الكويت منذ عام 2008.
ويلتقي تبون خلال الزيارة أمير الكويت الشيخ نواف الحمد الصباح، لبحث ملفات سياسية، على رأسها القمة العربية المقبلة المقررة.
وتتضمن الزيارة على الأرجح عقد قمة ثلاثية، تجمع الشيخ الصباح، والرئيس عبد المجيد تبون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يصل إلى الكويت اليوم أيضاً، تكون القمة العربية عنوانها الأبرز، على الرغم من أن بعض المصادر تتحدث عن إمكانية أن يكون لقاء تبون بأمير الكويت، فرصة لبحث ملف العلاقات الجزائرية المغربية، حيث ترغب الكويت في لعب دور في خفض التوتر السياسي القائم بين الجزائر والمغرب، منذ ما قبل إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في أغسطس/آب 2021، بما يساعد على تنقية الأجواء العربية، وتوفير ظروف أفضل لعقد قمة عربية ناجحة في الجزائر، نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتصطدم بعض المحاولات العربية بشأن الوساطة مع المغرب، برفض جزائري "لأية وساطة لا تأخذ بعين الاعتبار أسباب الأزمة"، بحسب السلطات الجزائرية. كما كان الرئيس تبون قد كشف، في حوار تلفزيوني قبل أسبوع، عن مؤشرات تفيد بتعقّد الأزمة أكثر، بسبب ما وصفه بزيادة تفاقم الدعاية المغربية ضد الجزائر.