الرئيس الجزائري يقيل مستشاراً له بسبب "خرقه واجب التحفظ"

الرئيس الجزائري يقيل مستشاراً له بسبب "خرقه واجب التحفظ"

19 ابريل 2022
طريقة جديدة في إقالة المسؤولين من مناصبهم (العربي الجديد)
+ الخط -

أقال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، مستشاره المكلف شؤون الجمعيات الدينية، عيسى بن الأخضر، في ثاني حالة في غضون شهر تحمل أسلوباً جديداً في العزل من المناصب.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن تبون أنهى مهام بن الأخضر كمستشار لدى رئيس الجمهورية، مكلّف شؤون الجمعيات الدينية، بسبب "خرقه واجب التحفّظ".

ويُعَدّ بن الأخضر أحد القيادات البارزة في حزب "حركة البناء الوطني" (إسلامي)، وكان يرأس في السابق كبرى الجمعيات الخيرية في الجزائر، "الإرشاد والإصلاح"، قبل أن يؤسس جمعية أخرى باسم "جزائر الخير".

وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي تتعمد فيها الرئاسة الجزائرية تقديم الشخصيات المقالة من مناصبها في صورة شخصيات غير ملتزمة مقتضيات شغل المناصب الرفيعة والمسؤوليات الحكومية.

وقبل نحو شهر أقال الرئيس الجزائري وزير النقل عيسى بكاي، وذكر بيان الإقالة أنه مرتبط "بارتكابه خطأً جسيماً".

ويرى أستاذ الاتصال السياسي حمزة هواري في تصريح لـ"العربي الجديد"، هذه الطريقة في الإقالة تحمل مضموناً ردعياً يدفع باقي المسؤولين للحذر أكثر كونها تضع المقالين في حرج أمام الرأي العام، مشيراً إلى أنه "في السابق كانت السلطات في إطار ثقافة الدولة تدفع المسؤولين الى تقديم استقالتهم عندما يرتكبون أخطاء أو تجاوزات تستدعي تحييدهم من مناصبهم، أو تعلن عن تغييرهم بدون أن تذكر الأسباب ، لأنه كانت هناك عقيدة سياسية لدى السلطة تعتبر أن كل خطأ يقوم به مسؤول يحسب على السلطة نفسها، لكن أعتقد أنه ثمة تغيّرٌ في هذه العقيدة من خلال جعل المسؤولية شخصية".

وأضاف هواري أن "طريقة إنهاء مهام المسؤولين في الدولة ليست بالجديدة في عهدة الرئيس تبون إذ تكررت مع والي بشار ، ثم وزير النقل ، والآن مستشار رئاسي"، مشيراً إلى أن استعمال أسلوب الفضح في بيان رسمي  لا يهدف لإحراجهم أمام الرأي العام فقط أو عقابهم بل تسعى السلطة الحالية لـ" تسوق للرأي العام وحتى للموظفين في الدولة أنهم معرضون للعقاب إذا ما ارتكبوا أخطاء فادحة".

وأوضح أن الغرض من أسلوب الإقالة الذي يتبعه تبون، سياسي وهو  صناعة صورة "السلطة" القوية والحريصة على متابعة أداء وسلوك موظفيها، عكس السلطة في النظام السابق التي كانت تتستر على أخطاء المسؤولين،  وأيضاً صناعة صورة الرئيس القوي الصارم الذي لا يغفر أخطاء المسؤولين مهما كانت رتبهم".

المساهمون