الرئيس الجزائري: قطع العلاقات مع المغرب كان "بديلاً للحرب"

الرئيس الجزائري: قطع العلاقات مع المغرب كان "بديلاً للحرب"

30 ديسمبر 2022
تبون: مؤشرات الأزمة مع المغرب ما زالت مستمرة (فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن قرار قطع العلاقات مع الجارة المغرب كان "بديلاً لنشوب حرب بين الدولتين". جاء ذلك في مقابلة للرئيس الجزائري مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، نشرتها اليوم الجمعة.

وأفاد تبون بأن قطع العلاقات مع المملكة المغربية صيف عام 2021 كان "نتيجة تراكمات منذ عام 1963". بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".

وأضاف أن "النظام المغربي هو من سبب المشاكل وليس الشعب، فهناك 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر بكرامة"، وتنفي الرباط عادة اتهامات الجزائر بهذا الشأن. وتابع: "قطع العلاقات مع المغرب كان بديلاً للحرب معه، والوساطة غير ممكنة بيننا".

وكشف الرئيس الجزائري أنه سيقوم بزيارة إلى دولة فرنسا في غضون العام المقبل، كما سيزور موسكو بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأزمة مع المغرب مستمرة.

وقال تبون، في حوار مع الصحيفة الفرنسية، إن قرار السلطات الفرنسية العودة إلى النسق الطبيعي لمنح التأشيرات للرعايا الجزائريين "عودة للوضع الذي تؤطره اتفاقيات أفيان واتفاق 1968 حول تنقّل الأشخاص".

وجدد رفض الجزائر استقبال مهاجرين من العائدين من بؤر التوتر والقتال، بعدما كانوا يقيمون في فرنسا، وقال إن "كل هؤلاء، وأقصد الذين يحملون الجنسية الجزائرية دون غيرها، أصبحوا متطرفين في فرنسا ثم التحقوا بسورية، الجزائر ليست مسؤولة عمّا آلوا إليه".

وكانت قضية التأشيرات وترحيل الرعايا الجزائريين المقيمين بطريقة غير قانونية في فرنسا قد أحدثت خلافات حادة بين البلدين، منذ نهاية شهر سبتمبر/ أيلول 2021.

 ونشبت إثر ذلك أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس، بعد قرار الأخيرة خفض التأشيرات الممنوحة للمواطنين الجزائريين، بنسبة 50 في المائة، رداً على ما اعتبرته باريس مماطلة السلطات الجزائرية في القبول بترحيل رعاياها من المهاجرين غير النظاميين المقيمين في فرنسا، تزعم باريس أن عددهم يفوق السبعة آلاف مهاجر.

 ودفع ذلك الجزائر إلى استدعاء سفيرها من باريس للتشاور، لمدة أربعة أشهر، قبل أن يعلن وزير الداخلية الفرنسي درامانان قبل أسبوع في الجزائر عودة النسق الطبيعي للتأشيرات.

إلى ذلك، وردّاً على سؤال بشأن تراجع تدريس اللغة الفرنسية في الجزائر، قال الرئيس الجزائري إنه "من غير المعقول أن نفرض على الجزائريين تعلمها، فلم نستقل سنة 1962 لنصبح أعضاء في كومنولث لغوي، إضافة إلى أن اللغة الإنكليزية لغة عالمية، وهذه حقيقة".

وأشار إلى أنه يتعين "على فرنسا التخلص من عقدة المستعمِر، وعلى الجزائريين التحرر من عقدة المستعمر". كما أعلن الرئيس تبون تمسك الجزائر بمطالبة فرنسا بتحمل مسؤولياتها بشأن تنظيف مواقع التجارب النووية التي قامت بها في الصحراء الجزائرية قبل الاستقلال، والتكفل بعلاج المصابين بمخلفاتها".

انتقد تبون ما اعتبره تبايناً في موقف المجتمع الدولي إزاء الحرب في أوكرانيا مقارنة بالوضع في فلسطين

ورفض الرئيس تبون خلال الحوار الصحافي وجود قوات فاغنر الروسية في منطقة الساحل ومالي، وأكد أن الأموال التي تخصص لتمويل هذه العمليات "لو وجهت نحو التنمية لكانت أكثر جدوى".

وانتقد ما اعتبره تبايناً في موقف المجتمع الدولي إزاء الحرب في أوكرانيا مقارنة بالوضع في فلسطين ومناطق أخرى، وقال: "ما يمكن أن أقوله، الجزائر لا تؤيد ولا تدين ما يحدث في أوكرانيا، فالجزائر من دول عدم الانحياز، وما يمكن قوله أيضاً لا يمكن لأحد أن يحول الجزائر إلى دولة تابعة فالجزائر ولدت لتكون حرة".

وأضاف: "من جهة أخرى، سيكون أمراً مستحسناً لو تقوم الأمم المتحدة بإدانة ما يحدث من أمور مماثلة خارج أوروبا كاحتلال الجولان من طرف إسرائيل والصحراء الغربية من طرف المغرب"، مشيراً إلى أنه سيزور موسكو في وقت لاحق.

تواصل الأزمة مع المغرب

وبحسب الرئيس تبون، فإن مؤشرات الأزمة مع المغرب ما زالت مستمرة، بسبب ما يعتبره "تمادي النظام المغربي في إصدار تصرفات وتصريحات معادية لبلادنا والعلاقات معه متشنجة منذ الهجوم المغربي على الأراضي الجزائرية عام 1963"، مشدداً على أن "المشكل مع النظام المغربي وليس مع الشعب المغربي، هناك 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر دون أدنى مشكل".

وأكد تبون أن قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب كان الخيار البديل للحرب معه، مجدداً رفض الجزائر أية وساطات لحل الأزمة بين البلدين، بعد قطع العلاقات في أغسطس/ آب 2021.

وأكد أنه صفّق لمشوار "المنتخب المغربي الذي شرّف الكرة العربية وخاصة الكرة المغاربية، صفقنا لهم كما صفقوا لنا لما توجنا بكأس أفريقيا سنة 2019".

في سياق آخر، عيّن تبون مستشاره الخاص عبد الحفيظ علاهم سفيراً للجزائر فوق العادة بالمجر، بعد فترة قصيرة من شغور المنصب.

وصدر القرار الرسمي لتعيين علاهم، خلفاً للسفير علي مقراني، الذي نقل في يوليو/ تموز الماضي كسفير للجزائر في بروكسل.

وجرى الحديث قبل فترة عن لائحة تغييرات تمس عدداً من السفراء والعاملين في السلك الدبلوماسي الجزائري، لكنه لم يعلن عنها حتى الآن.