الخارجية الأميركية تؤكد لـ"العربي الجديد" دعمها احتجاجات السويداء

الخارجية الأميركية تؤكد لـ"العربي الجديد" دعمها احتجاجات السويداء ضد النظام السوري

27 سبتمبر 2023
تستمر الاحتجاجات في السويداء لليوم الـ39 على التوالي (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت السفارة الأميركية في سورية، اليوم الأربعاء، أن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش تحدث مع الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للموحدين الدروز في محافظة السويداء جنوبي سورية، والتي تشهد منذ أسابيع احتجاجات شعبية تطالب برحيل نظام بشار الأسد، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بسورية.

وذكرت السفارة الأميركية، في حسابها على منصة "إكس" اليوم الأربعاء، أن هدف الاتصال هو "تأكيد دعمنا لحرية التعبير للسوريين، بما في ذلك الاحتجاج السلمي في السويداء. ونؤكد من جديد دعواتنا إلى سورية عادلة وموحدة، وإلى حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وكانت مصادر مقربة من الرئاسة الروحية للموحدين الدروز قد أكدت حدوث الاتصال يوم أمس الثلاثاء مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للاطمئنان عن الأوضاع في المحافظة.

وكانت النائبة في البرلمان الأوروبي كاترين لانغزيبن أجرت، يوم الجمعة الماضي، اتصالاً مماثلاً مع الهجري، أكدت فيه دعمها لاحتجاجات أهالي السويداء ضد نظام الأسد.

وعبّرت المسؤولة الأوروبية عن حرص الأوروبيين على سلامة الشيخ الهجري الشخصية، ودانت إطلاق النار على المتظاهرين السلميين من قبل النظام.

كما تلقى الهجري، خلال الأيام القليلة الماضية، اتصالات منفصلة من 3 نواب في الكونغرس الأميركي، أولها من النائب الجمهوري فرينش هيل، ثم من النائب الديمقراطي برندن بويل، وآخرها من النائب الجمهوري جو ويلسون، أكدوا خلالها دعم الحزبين للحراك السلمي في السويداء.

وتعليقاً على اتصال المبعوث غولدريتش بالهجري، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، فضل عدم الإفصاح عن اسمه لكونه غير مخول بالتصريح الرسمي، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ الإدارة الأميركية "تدعم دعوات الشعب السوري من أجل السلام والكرامة والأمن والعدالة، وتدعم ممارستهم لحقوق التجمع السلمي وحرية التعبير".

وأضاف المتحدث أنّ واشنطن تقف "مع السوريين في كل مكان وهم يناضلون من أجل السلام ومستقبل أفضل".

وحول تعامل الإدارة مع التطورات في حال استخدام العنف من قبل النظام ضد المحتجين في السويداء، أكد المسؤول إدانة بلاده لـ"أي استخدام للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين"، وحثّ جميع المعنيين على الامتناع عن العنف، مضيفاً أن واشنطن "تواصل مراقبة التقارير المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وتجاوزاتها في جميع أنحاء سورية، وتدعم جهود المجتمع المدني السوري للقيام بذلك"، مؤكداً مواصلتهم "تعزيز العدالة للضحايا والمساءلة عن تجاوزات النظام وانتهاكاته".

وحول ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستُبقي خطوط الاتصال مع السويداء، أجاب المسؤول الأميركي بأنهم سيواصلون "مراقبة الوضع في السويداء".

وعلق الناشط هاني عزام، من أبناء محافظة السويداء، بأن "الاتصالات التي لم ترق للسلطة السورية شكلت محور حديث إعلامه الرسمي وغير الرسمي، الذي يعمل على شن هجمة إعلامية طاولت بشكلها غير الرسمي الحراك وشخصية الشيخين الهجري والحناوي (شيخ الطائفة الثاني)، بعبارات التخوين والتبعية لمشاريع غربية".

وأضاف عزام لـ"العربي الجديد" أن النظام وإعلامه "يتناسون أنها مجرد اتصالات طبيعية تحصل في أوقات النزاع بين الشخصيات الاعتبارية، ومغفلين كل ما جرى من بيع مقدرات البلاد من قبل السلطة لإيران وروسيا، اللتين شاركتا في قمع وقتل ونهب السوريين والسيطرة على مفاصل القرار في البلاد".

في السياق ذاته، يرى الفنان التشكيلي فادي الحلبي، وهو أحد الفنانين المشاركين في الحراك منذ انطلاقته، بأن لـ"الحراك أثر كبير على الصعيد الوطني الجامع"، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن "الانتفاضة استطاعت أن تأخذ الثورة السورية إلى حالتها الأولى قبل شيطنتها، والأهم أنها أظهرت الخطاب الوطني الحقيقي لكل السوريين بكل انتماءاتهم ودون أجندات وبعيداً عن الشيطنات أو محاولات الاصطفاف في عقلية الكائن أحادي المنظور، الذي لا يرى في الآخر سوى عدو".

أما على الصعيد الدولي، أشار الحلبي إلى أن الحراك استطاع أن يوضح للقوى الدولية مدى "تخاذلها" أمام القضية السورية، معتبراً أن كل ما جرى لهذا الشعب يتحمل مسؤوليته العالم كما يتحملها النظام.

وحول الأثار التي قد يحققها الحراك على المدى المستقبلي، يعتقد الفنان التشكيلي بأن "هناك جانبين مهمين سيبرزان في المستقبل، أولهما الجانب السياسي الذي كان معطلاً بشكل كامل لأكثر من ستين عاماً، حيث استطاع الحراك أن يخلق فضاء للأفكار السياسية والاختلافات والتوافقات التي من الطبيعي أن تظهر وتفرز حالة من العمل السياسي والتنافس البناء"، أما في المستوى الثاني، فإن "الحالة الإبداعية الطاغية على الحراك، والتي حولته إلى انتفاضة، سوف يكون لها دور كبير في خلق حلول فعالة في المستقبل".

في غضون ذلك، يتواصل تجمع الأهالي في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء لليوم الـ39 على التوالي، حيث تحولت الساحة إلى منبر لطرح المطالب الشعبية الداعية إلى رحيل نظام الأسد، والمباشرة بحل سياسي يستند إلى القرارات الدولية ذات الصلة، كمدخل لإنهاء محنة البلاد المستمرة منذ 12 عاماً.

هيئة التفاوض تلتقي الأمين العام للأمم المتحدة

من جهة أخرى، عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم أمس الثلاثاء، بحضور مبعوثه الخاص إلى سورية غير بيدرسن، تناول العملية السياسية في سورية، وآليات تطبيق بيان جنيف، والقرار 2254.

وقالت الهيئة، في بيان لها، إنها أكدت خلال اللقاء، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، "ضرورة إيجاد حل عادل للشعب السوري، والتنفيذ الكامل للقرار 2254، ووضع حد لمماطلة النظام في الحل السياسي".

وأضاف البيان أن وفد الهيئة ناقش مع غوتيريس وبيدرسن "خطورة اختصار العملية السياسية باللجنة الدستورية فقط، وإهمال السلال الأخرى"، مطالباً بفتح مسارات التفاوض الأخرى وخاصة الحكم الانتقالي، ومؤكداً أن "المكان الطبيعي لانعقاد اللجنة الدستورية هو في جنيف"، وذلك رداً على محاولات النظام السوري وروسيا نقله إلى أماكن أخرى.

ولفت البيان إلى أن وفد الهيئة شدد على "ضرورة إنهاء ملف المعتقلين والمختفين قسراً في سجون النظام السوري، ودعم الجهود القانونية والإنسانية للإفراج عنهم"، مطالباً بزيادة الدعم للاجئين السوريين، وأن تكون عودتهم "طوعية ضمن حل سياسي يضمن بيئة آمنة ومحايدة".

وكانت هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية عقدت خلال الأيام الماضية في نيويورك اجتماعات ولقاءات مع مبعوثي الدول الغربية من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وتركيا، وقطر، والسعودية.