"الحشد الشعبي" يشكل قيادة عمليات خاصة ببغداد

"الحشد الشعبي" يشكل قيادة عمليات خاصة ببغداد ويُسمي قيادياً قاتل إلى جانب نظام الأسد مسؤولاً عليها

29 نوفمبر 2020
تعيين هليل على ملاك "هيئة الحشد الشعبي"(علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -


أظهرت وثيقة صادرة عن هيئة "الحشد الشعبي"، المظلة الجامعة لنحو 70 فصيلاً مسلحاً في العراق، تسميتها القيادي في مليشيات "بدر"، بمنصب قائد لعمليات الحشد بالعاصمة بغداد، في تشكيل يناظر قيادة عمليات بغداد بالجيش العراقي.
وتقضي الوثيقة التي نشرتها وسائل إعلام محلية عراقية وموقعة من قبل رئيس الهيئة فالح الفياض، بتسمية (حسين عبد العباس هليل) قائدا لعمليات بغداد لـ"الحشد الشعبي"، ونص الأمر أولا على تعيين هليل على ملاك "هيئة الحشد الشعبي" ومن ثم تكليفه بمهام قائد عمليات بغداد للحشد الشعبي.

الصورة
وثيقة الحشد الشعبي

وبحسب مصدر مقرب من "الحشد"، فإن هلّيل الذي تمت تسميته للمنصب الجديد، يعتبر أحد قياديي مليشيا "بدر"، التي تأسست مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وشاركت بالقتال إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، وعمل خلال السنوات الماضية إلى جانب مليشيات عراقية تقاتل في سورية لدعم نظام بشار الأسد، وتحديداً في حمص والقصير وريف دمشق، ضمن المليشيات العراقية، لكن عمله كان في الظل، ولم يكن يحب الظهور الإعلامي أو حتى أن يسلط عليه الضوء".

وبين المصدر أن "هليّل من الشخصيات المقربة جداً من قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق أبو مهدي المهندس، وعمل طيلة الفترة الماضية على تقديم الاستشارة لعدد من الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، ويتنقل في إقامته بين العراق وإيران حيث تقيم أسرته هناك".
وكشف عن أن خطوة تسميته قائد عمليات بغداد للحشد الشعبي، جاءت لتكون له صفة رسمية في مهمة ضبط إيقاع الفصائل المسلحة الموجودة في بغداد والتي اتسمت بالفوضى، خاصة في ما يتعلق بملف الهجمات الصاروخية واستهداف أرتال التحالف الدولي بالفترة الأخيرة من قبل الفصائل المرتبطة بإيران في بغداد، وقد تكون الخطوة تمهيداً ليحل بدلاً من القيادي بكتائب "حزب الله" العراقية عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك"، الملقب بالخال، كونه يحمل تاريخاً وعلاقات أوسع منه، خصوصاً أنه قريب جداً من القيادات الإيرانية لاسيما الحرس الثوري الإيراني.
فيما تحدث نائب من تحالف "الفتح"، لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، عن صحة تلك المعلومات التي أوردها المصدر، مضيفاً أن "هليل له تأثير على أكثر الفصائل المسلحة وقد يكون استقدامه لهذه المهمة باتفاق بين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي والجانب الإيراني الذي ما زال يواجه مشكلة ملأ فراغ قاسم سليماني المتعلق بالسيطرة على كل الفصائل العراقية والتحكم بتحركاتها".

من جهته، اعتبر السياسي العراقي ناجح الميزان تعيين قائد عمليات للحشد الشعبي في بغداد، "أمراً مستغرباً جداً، خصوصاً في هذا التوقيت، مع وجود قيادة عمليات بغداد، التي تضم كل القوات الأمنية، بالإضافة الى قيادة العمليات المشتركة، التي هي أوسع من عمليات بغداد حتى، فهذا الإجراء بصراحة يثير الرهبة والحذر".
وبين الميزان لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الخطوة، ومع قرب الانتخابات تنذر بمخاوف على بغداد، خاصة ضواحيها التي تهددها مشاريع التغيير الديمغرافي المستمرة، فالقوى السياسية الداعمة للفصائل، تريد السيطرة على المناطق بقوة السلاح والتهديد والترهيب لكسب أصوات لصالحها".
واعتبر أن "هذه الخطوة، تعزز هيمنة الفصائل المسلحة على القرار الأمني والعسكري، خصوصاً في العاصمة العراقية بغداد، وهذا الأمر سيكون له تبعات خطيرة في المستقبل القريب والبعيد، ولهذا على الجميع الحذر من هذا المخطط، الذي يهدف إلى إثارة الفتنة وربما زيادة الخروقات الأمنية في بعض المناطق، حتى تشن تلك الفصائل عمليات التهجير والتغيير الديمغرافي".

المساهمون