الجزائر: إطلاق حملة "القدس يداً بيد" والحكومة تدعو مجلس الأمن للتحرك

الجزائر: إطلاق حملة "القدس يداً بيد" والحكومة تدعو مجلس الأمن لتحرك عاجل

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
09 مايو 2021
+ الخط -


شارك قادة أحزاب وجمعيات ونقابات جزائرية، اليوم الأحد، في إطلاق حملة تضامن ودعم للقدس والشعب الفلسطيني، تحت شعار "القدس يداً بيد"، وذلك ضد محاولات التهجير والانتهاكات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، لا سيما في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.
وحذّر رئيس جمعية "البركة" التي تقود الحملة أحمد إبراهيمي، في ندوة شارك فيها عدد من قادة الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات العمالية، من خطورة الوضع في القدس وعموم فلسطين، مع تجدد المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من منازلهم وأحيائهم.
وقال إبراهيمي إن "المشروع الصهيوني وصل إلى مرحة خطيرة تتعلق بالمسجد الأقصى، حيث يريد تحقيق أسطورته المزيفة على حساب المقدسات".
 وأكد أن "إسرائيل لن تستفرد بالشعب الفلسطيني. والفعاليات التي تنظم دعماً لفلسطين تؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس وحده".
كذلك دعا "السلطة الجزائرية إلى اتخاذ مواقف تشرف تاريخ ونضالات الجزائر من أجل فلسطين، وهو موقف يستكمل موقف رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني".

 

بدوره، قال رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم إن "الموقف لم يعد يستدعي الخطب والكلام، بل هو موقف يتطلب الحزم والخطوات العملية لدعم صمود الشعب الفلسطيني وسكان القدس".
وتابع أن "الفلسطينيين يقدمون في الوقت الحالي صورة من صور نضال الأمة دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات". 
في حين دعا رئيس جبهة "العدالة والتنمية" عبد الله جاب الله إلى التفكير في أدوات لإمداد الشعب الفلسطيني من "المدد المادي والإمكانيات اللازمة، لإسناد نضاله الوطني وتعزيز موقفه المشرف". 
كذلك طالب رئيس جبهة "المستقبل" بلعيد عبد العزيز بإنشاء لجنة دائمة في الجزائر لدعم الشعب الفلسطيني، تشارك فيها الجمعيات والمنظمات والأحزاب، تتولى جمع الأموال وكل وسائل الدعم له.

ونشرت حركة مجتمع "السلم"، التي شارك رئيسها عبد الرزاق مقري في ندوة اليوم، بياناً حول الاعتداءات على المسجد الأقصى، وعلى السكان الفلسطينيين في باب العامود وحي الشيخ جراح، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في البيان: "إلى المسلمين والرأي العام الدولي... إن الكيان الصهيوني ماض في مخططاته الاستيطانية والتهويدية غير عابئ بالمقررات الدولية وبيانات الشجب التي أصدرتها الأمم المتحدة وبعض الدول الداعمة للمحتل الغاصب".


وبيّن أن "الحل الوحيد هو في تصعيد الشعب الفلسطيني لمختلف أنواع المقاومة في القدس والضفة الغربية ومن غزة. وأن الواجب على المسلمين وأحرار العالم دعم كفاح الشعب الفلسطيني المشروع".
ودعت الحركة "جميع القوى الوطنية والإسلامية، الشعبية والرسمية، في العالم الإسلامي، إلى التعبير الواضح عن دعمهم للقضية والتنسيق بينهم لتثبيت الشعب الفلسطيني المرابط، وتوجيه رسائل واضحة للكيان المحتل وداعميه بأنه لا يمكن محاصرة القضية الفلسطينية".
من جهته، قال السفير الفلسطيني في الجزائر، أمين مقبول، إن "الشعب الفلسطيني يخوض معركة مشرفة دفاعاً عن القدس ومقدسات الأمة"، مضيفاً أن "الجزائر، دولة وشعباً وأحزاباً وجمعيات، عوّدتنا على مواقف تاريخية دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني".
في السياق، نشرت حركة "البناء الوطني" بياناً، أدانت فيه الانتهاكات الإسرائيلية في القدس "من همجية وعدوان على المصلين الآمنين وانتهاك الشعائر ومداهمة للصائمين القائمين في ساحات الأقصى أمام مرأى العالم كله".
وطالبت الحركة منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك الفوري "لحماية إخواننا الفلسطينيين، ووقف اعتداءات عساكر الاحتلال عليهم".
كما دعت إلى "بحث سبل احتضان الانتفاضة المقدسية التي تعبر عن استمرار الرفض الفلسطيني للاحتلال والتهويد".

وحثت المنظمات الحقوقية على "تسجيل الانتهاكات الصهيونية ورفعها أمام المحاكم العادلة والمنظمات الدولية". 
وطالبت الحركة الرئيس عبد المجيد تبون بالوقوف وقفة أخرى كسابقاتها لفعل ما يمكن فعله تجاه الأقصى وقضية فلسطين العادلة.

ومنذ بداية شهر رمضان، تحول الأقصى والأحياء المحيطة به إلى ساحة حرب بين المقدسيين وقوات الاحتلال والمستوطنين.

وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في الأقصى وفي الشيخ جراح وباب العامود، مساء الجمعة، عن إصابة 205 أشخاص، وكانت "معظم الإصابات في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي"، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

تأخر الرد الرسمي

وجاء الإعلان عن الموقف الرسمي الجزائري متأخرا، اليوم الأحد، رغم اشتعال هبة القدس ووصولها إلى ذروة الأحداث منذ أيام.

إذ أدانت الحكومة الجزائرية، في بيان، الاعتداءات التي وصفتها بـ"العنصرية والمتطرفة"، المسجلة في مدينة القدس المحتلة، على المدنيين الفلسطينيين، وحرمانهم من حرية ممارسة الشعائر الدينية بالـمسجد الأقصى المبارك.
واستنكرت بأشد العبارات "المحاولات المتكررة الرامية لشرعنة منطق الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وفرض السيادة على هذه المدينة المقدسة، في انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية".
ودعت الجزائر، وفق نص البيان، المجتمع الدولي، وبالخصوص مجلس الأمن الأممي، للتحرك العاجل لتوفير الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني ومقدساته، ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية ولسياسة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. 
 

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.

المساهمون