الجامعة العربية تعرض الوساطة بين روسيا وأوكرانيا
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري من موسكو، اليوم الاثنين، استعداد بلدان جامعة الدول العربية لأداء دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
وقال شكري في مؤتمر صحافي في ختام محادثات مجموعة الاتصال للجامعة العربية المعنية بأوكرانيا: "نرمي إلى المساهمة في المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. أكدنا استعدادنا لأداء جهود الوساطة للدفع بهذه العملية التفاوضية بين الطرفين، من أجل إنهاء المواجهة العسكرية في أسرع وقت، وإطلاق مفاوضات بناء إجراءات الثقة ومعايير محددة لحلّ سلمي سيتيح الاقتراب من الانتهاء من هذه الأزمة".
وأضاف شكري في تصريحات أوردتها وكالة "تاس" الرسمية الروسية: "دعونا جميع أطراف النزاع إلى وقف التصعيد والكف عن استخدام الأساليب العسكرية لتسوية المسألة. دعونا إلى التسوية الدبلوماسية والإسراع في الحوار".
لقاء قريب بين بوتين وزيلينسكي؟
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الوفدين الروسي والأوكراني يواصلان المفاوضات المكثفة بنظام مؤتمر الفيديو. وقال لافروف: "الاتصالات تتواصل بنظام مؤتمر الفيديو. يعمل الوفدان بشكل مكثف إلى حد كبير، ويجري مثل هذا العمل بنشاط، من جانبنا على الأقل".
وأوضح أنه سيتم عقد قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد التوصل إلى نتائج في المفاوضات، معرباً عن أمله في استرشاد كييف في المحادثات مع روسيا بمصالح الأوكرانيين لا "المستشارين من بعيد".
هذا وانعقدت في موسكو اليوم، محادثات بمشاركة وزراء خارجية الجزائر ومصر والأردن والعراق والسودان وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وسط عمل موسكو على تكثيف اتصالاتها مع الدول التي تنحاز لها أو تتبنى مواقف محايدة على الأقل، في حربها على أوكرانيا وأزمتها مع الغرب.
وتوجه وزراء خارجية مصر والجزائر والعراق والأردن والسودان، في وقت سابق اليوم إلى موسكو، لإجراء محادثات مع لافروف. وقالت الجامعة العربية، وفق "أسوشييتد برس"، إن الوزراء من المقرّر أن يتوجهوا بعد ذلك إلى بولندا الثلاثاء، لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
والأسبوع الماضي، كشف دبلوماسي روسي أن لجنة وزارية عربية، تضم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، ستزور موسكو قريباً للقاء المسؤولين الروس، وهي الزيارة التي تأتي ضمن مخرجات الاجتماع الوزاري العربي الأخير في القاهرة.
ونقلت قناة الجزائر الدولية الحكومية، عن السفير الروسي في الجزائر إيغور بيلياييف، قوله إن "هذا التحرك الدبلوماسي العربي يأتي لبحث جهود تسوية دبلوماسية مع أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "روسيا لم تغلق الباب أمام المساعي الدبلوماسية".
وكان الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب قد خلص إلى ضرورة تشكيل لجنة وزارية عربية تتولى الاتصال بأطراف الأزمة في أوكرانيا، خاصة أن جملة من تداعيات هذه الأزمة بدأت تظهر على عدد من الدول العربية التي تأثرت بآثارها.
وبرر الدبلوماسي الروسي في الجزائر "العملية العسكرية التي تقوم بها موسكو في أوكرانيا بأنها جاءت بعد استنفاد كافة السبل الدبلوماسية"، مشيراً إلى أن "المرحلة الأولى من العملية العسكرية قد انتهت، بعد تحقيق هدف تقليص القوة الدفاعية الأوكرانية، في حين تستهدف المرحلة الثانية تحرير دونباس".
