الجامعات البريطانية تشهد موجة جديدة من الاحتجاجات لأجل غزة

الجامعات البريطانية تشهد موجة جديدة من الاحتجاجات الطلابية لأجل غزة

02 مايو 2024
من حراك طلاب جامعة نيوكاسل البريطانية دعماً لغزة، 1 مايو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجامعات البريطانية شهدت موجة جديدة من الاحتجاجات الطلابية دعماً لغزة، مع احتلال مبانٍ وإقامة معسكرات اعتصام، مستلهمة من الاحتجاجات العالمية بجامعات أمريكية.
- الطلاب يطالبون بإنهاء الاستثمارات في شركات تزود إسرائيل بالسلاح وقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، مثال على ذلك، جامعة يورك سحبت استثماراتها من شركات الدفاع.
- الاحتجاجات تميزت بالسلمية وشملت مسيرات وإضرابات، مع تعبير الطلاب عن استعدادهم للاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم، مما يعكس تزايد الوعي والتضامن مع القضية الفلسطينية.

بعد موجة الاحتجاجات الطلابية دعماً لغزة التي شهدتها عدد من الجامعات البريطانية خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين، تعود موجة جديدة من الاحتجاجات الطلابية للظهور هذا الأسبوع، والتي تشمل احتلال مبانٍ داخل الحرم الجامعي، تأثراً بالموجة العالمية التي انطلقت من الجامعات الأميركية أواسط الشهر الماضي.

وشهدت ست من الجامعات البريطانية هي نيوكاسل، ليدز، شيفيلد، مانشستر، غولدسميث، وبريستول، نشاطات داخل الحرم الجامعي، في وقت تستعد جامعات أخرى للانضمام إليها. وأقام الطلاب في جامعة وارويك في كوفنتري معسكراً للاعتصام الأسبوع الماضي. ويطالب طلاب الجامعات البريطانية في حراكهم، جامعاتهم، بالتخلي عن الاستثمار في الشركات التي تزود إسرائيل بالسلاح، إضافة إلى قطع العلاقات مع الجامعات في إسرائيل، بسبب ما ترتكبه من جرائم احتلال في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة.

وكان تركيز الحركة الاحتجاجية في المملكة المتحدة في الأشهر الأخيرة منصباً على المسيرات الحاشدة في لندن ومدن أخرى، حيث احتل الطلاب عدداً من مباني الجامعات ونظموا تظاهرات، لكنها لم تجتذب الاهتمام العالمي كما حصل في الولايات المتحدة. وانحصرت الموجة الأولى في احتلال غرف داخل مباني الجامعات البريطانية، وذلك لحالة الطقس الباردة التي تُصعّب الاعتصام المفتوح في الهواء الطلق وتحت المطر.

وقال ليوي، من جامعة نيوكاسل، لموقع سوشيلست ووركر، إن قرابة 40 طالباً أقاموا أكثر من 20 خيمة وشرفات مراقبة في المعسكر الاحتجاجي. وأضاف "انتهينا من عدم الاستماع إلينا. جامعتنا لديها علاقات مع شركة ليوناردو إيه دي إس وشركة بيرسن إنجينيرينغ التي اشترتها شركة إسرائيلية. حاولنا الاحتجاج وتمرير الاقتراحات منذ أكثر من ستة أشهر، لكن جامعتنا رفضت هذه الاقتراحات لأسباب فنية"، مؤكداً أن الطلاب "يخططون للبقاء خارجاً حتى تسحب جامعتنا الاستثمارات بشكل نهائي".

ويزعم الطلاب أن هذه الشركات هي شركات "دفاع وأمن، وهي مسؤولة عن إنتاج نظام الاستهداف بالليزر لطائرات إف-35 المقاتلة التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تستخدم في الحرب في غزة". فيما أعلنت جامعة يورك في بيان لها، أنها "لم تعد تحتفظ باستثمارات في الشركات التي تصنّع أو تبيع في المقام الأول الأسلحة والمنتجات أو الخدمات المتعلقة بالدفاع". ويبدو أن البيان جاء في أعقاب ضغوط واحتجاجات مطولة من الطلاب والموظفين منذ بداية الحرب في غزة.

وفي السياق، قال نائب رئيس جامعة إيست أنجليا، ديفيد ماغواير، إن "الاحتجاجات في الجامعات البريطانية كانت سلمية بشكل عام"، لكنه وافق على أن أحداثاً مثل تلك التي وقعت في الولايات المتحدة "يمكن أن تحدث هنا"، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان".

وفي جامعة شيفيلد، أقامت مجموعة "تحالف حرم شيفيلد من أجل فلسطين"، وهو تحالف من الموظفين والطلاب والخريجين من جامعتي شيفيلد وشيفيلد هالام، مخيماً تضامنياً مع الفلسطينيين. وانطلق المخيم بعد انسحاب جماعي من المحاضرات، أعقبته تظاهرة، وعبّر العديد من الطلاب عن استعدادهم للتخييم "إلى أجل غير مسمى".

أمّا في ليدز، فقد شارك الطلاب في إضراب طلابي في يوم العمال، من أجل فلسطين، في وقت أقام طلاب جامعة بريستول معسكراً في حدائق رويال فورت مقابل مجلس الشيوخ. وقال أحد الطلاب ويدعى عيسى، إن الإضراب الأسبوعي للفلسطينيين في الحرم الجامعي يوم الأربعاء "كان أكبر مما كان عليه في الأشهر الأخيرة، كان هناك أكثر من 300 شخص. أعتقد أن الطلاب يشعرون بالإلهام مما يحدث في الولايات المتحدة".

وفي مانشستر، قال الطلاب المنظمون إن 50 طالباً أقاموا معسكراً، مطالبين الجامعة بإنهاء شراكتها مع شركة بي إيه إي سيستمز وشركات الأسلحة الأخرى، و"قطع علاقاتها مع جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس، ووقف جميع الأبحاث غير الأخلاقية". وردّ باتريك هاكيت، أمين السجل والسكرتير التنفيذي لجامعة مانشستر، بالقول إن الجامعة "تعترف بحق الطلاب والموظفين في الاحتجاج ضمن القانون"، لكنه أضاف أن "إقامة معسكر في حرم جامعي بالمدينة يشكل مخاوف محتملة تتعلق بالصحة والسلامة، وهو في النهاية عمل غير مصرح به".

وفي جامعة غولدسميث في لندن، احتج الطلاب داخل المكتبة العامة للجامعة، والتي تكون في هذه الفترة ممتلئة بالطلاب، مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي الثاني وفترة الامتحانات. وقاموا باحتلال مساحة داخل المكتبة، وكتبوا على إحدى اللافتات "أغلقوها من أجل فلسطين". ومنذ يوم الثلاثاء يشهد الحرم الجامعي تحركات طلابية مناصرة لغزة.

يذكر أنه ضمن الموجة الأولى من اجتجاجات طلاب الجامعات البريطانية، احتل طلاب غولدسميث مبنى كلية الإعلام، واعتصموا فيه لمدة شهر ونصف.

المساهمون