عزا موقع إسرائيلي يُعنى بالقضايا الأمنية، معارضة جهاز الموساد لأي تسوية سياسية تتعلق بالمشروع النووي الإيراني، إلى طابع الجهاز واستلابه للتوجهات العملياتية والهجومية.
وقال موقع "يسرائيل ديفينس"، إنه ليس من الحكمة أن يتوقع المرء إجابة مغايرة من الموساد عندما يتم التساؤل عن طابع البدائل التي يتوجب على إسرائيل تبنيها من أجل إعاقة برنامج إيران النووي للأغراض العسكرية.
وفي تحليل أعده الكاتب عامي دومبا، أشار الموقع إلى أن الموساد يفضّل دوماً خيار "عدم التوصل لاتفاق" مع إيران بشأن برنامجها النووي، حتى لو حصل على معلومات استخبارية تقود إلى الاستنتاج بأن مثل هكذا اتفاق أفضل لإسرائيل من عدم التوصل إليه بسبب أنماط التفكير السائدة في الجهاز.
وأوضح أن تولي الموساد مسؤولية مواجهة المشروع النووي الإيراني خلال العقدين الماضيين، وتبنيه خطاً هجومياً، تحديداً منذ أن تولّى رئاسته مئير دغان، جعلاه يرفض دائماً التوصل لتسوية سياسية في التعاطي معه.
ولفت إلى أنه باستثناء تامير باردو، الذي تولّى قيادة الموساد بعد دغان، فإن جميع القادة الذين تعاقبوا على رئاسة الجهاز رفضوا التوصل لتسوية سياسية للملف النووي الإيراني، وفضّلوا دائماً القيام بعمليات تصفية وهجمات سيبرانية بوصفها الآلية الأفضل في التعاطي مع هذا التهديد.
وأوضح أن الاختلاف في الموقف من التوصل لتسوية سياسية بشأن البرنامج النووي الإيراني بين شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، التي تفضل التسوية والموساد، ليس جديداً.
ولفت إلى أنه تم تصميم جهاز الموساد ليكون جهازاً ذا أهداف هجومية، مشيراً إلى أن هذا التوجه يعود إلى تولي دغان رئاسته في العقد الأول من القرن الحالي، وذلك بعدما اشتكى الجمهور من من "فقدان الموساد جرأته".
وأبرز حقيقة أن الموساد مكوّن من شعب وأقسام ودوائر تم بناؤها لتكون ذات مهام هجومية، حيث تقوم هذه الأجسام بتصميم الموازنات لمخططات عمل هجومية، مشيراً إلى أنه عندما يصل رئيس الجهاز إلى جلسات الحكومة ليطلب موازنة، والتي تصل إلى خمسة مليارات شيكل (حوالي 1.6 مليار دولار) في العام، فإنه يركز على الحاجة إلى شنّ عمليات هجومية لتبرير طلب الموازنة.
وأضاف: "عندما يكون كل الجهاز قد بني على أساس منطلق هجومي، فهو لن يكون قادراً على تغيير توجهاته، حيث إنه بالنسبة للموساد، الوسيلة الوحيدة التي تضمن إعاقة المشروع النووي الإيراني هي مواصلة شنّ عمليات هجومية داخل إيران وعبر الفضاء السيبراني، بغض النظر عن المعلومات الاستخبارية التي يحصل عليها، حيث إنه سيفسر هذه المعلومات دوماً على أنها تضفي مصداقية على توجهاته الهجومية".
وأردف دومبا قائلاً: "لذا عندما يسأل رؤساء الموساد عن الاتفاق الجيد مع إيران حسب وجهة نظرهم، فإنهم يقترحون اتفاقاً خيالياً يمكن أن يتجسد فقط في الأفلام التي تنتجها ديزني"، حيث إنه نظراً لأن فرص تحقق هذا الاتفاق غير قائمة، فإن هذا يمنح الجهاز الفرصة لمواصلة نهجه الهجومي.