قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة وإن الرئيس الأميركي جو بايدن سيظل منخرطاً بشدة في الجهود الرامية إلى تمديد الهدنة وإطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين".
وانتهت الهدنة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة واستأنف الاحتلال الإسرائيلي الحرب بحملة قصف واسعة على القطاع المحاصر، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأضاف متحدث البيت الأبيض، أن حماس لم تقدم قائمة بأسماء الأسرى بما يسمح بتمديد الهدنة.
إلى ذلك، حمّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حركة حماس مسؤولية انهيار الهدنة، قائلاً: "الهدنة في غزة انتهت لأن حماس تراجعت عن التزاماتها".
وأضاف بلينكن خلال لقائه عدداً من نظرائه العرب على هامش قمة المناخ المنعقدة في الإمارات، أن تركيز واشنطن "لا يزال منصباً" على إطلاق الأسرى الإسرائيليين رغم انتهاء الهدنة.
وحول استئناف الحرب، قال: "رأينا إسرائيل تتخذ خطوات لإبلاغ المدنيين في غزة بالمناطق الآمنة وكيف يمكنهم الابتعاد عن الأذى".
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى اجتماعه مع مسؤولين من دول عربية وبحثه مستقبل قطاع غزة، مضيفاً أن محادثات اليوم ركزت على الوضع الحالي في غزة وكيفية إحلال "سلام دائم وآمن".
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن اجتمع مع وزراء خارجية قطر والإمارات ومصر والأردن والبحرين بالإضافة إلى ممثلين للسلطة الفلسطينية على هامش مؤتمر المناخ.
وكشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تشارك فيها القاهرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، عن كواليس ليلة الخميس/الجمعة التي شهدت مفاوضات مكثفة، وصفتها المصادر بـ"الصعبة"، لتمديد الهدنة الإنسانية.
وحمّل مصدر مصري مسؤولية انهيار مفاوضات تمديد الهدنة لحكومة الاحتلال، وقال: "كانت ليلة مضنية من الاتصالات، فشلت فيها كافة الجهود في إقناع الجانب الإسرائيلي بالتصورات المطروحة لتمديد الهدنة، التي رأى فيها الوسطاء تجاوباً كبيراً من حماس، التي عرضت تقديم قائمة تضم فئات لم يكن متفقاً عليها مسبقاً من كبار السن ومن الرجال بشأن تبادل الأسرى، وهو ما اعتبر مرحلة استباقية".
منع دخول المساعدات عبر "رفح"
في غضون ذلك، أبلغت إسرائيل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمنعها دخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، بدءا من الجمعة وحتى إشعار آخر.
وأفادت الجمعية، في بيان، بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتها، وكافة المنظمات والجهات العاملة في معبر رفح البري، بمنع دخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري إلى قطاع غزة".
وأضافت أن إسرائيل أعلمتها أن "المنع يبدأ اعتبارا من اليوم (الجمعة) وحتى إشعار آخر".
وأشارت إلى أن إسرائيل أبلغتها بأنه يتوجب "تفريغ المعبر من الشاحنات الموجودة في الجانب الفلسطيني في أقرب وقت ممكن".
وقالت الجمعية إن "هذا القرار يزيد من معاناة المواطنين، ويزيد من حجم التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية والإغاثية في تخفيف معاناة المواطنين والنازحين جراء العدوان المستمر على قطاع غزة".
والخميس، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إدخال 56 شاحنة مساعدات إلى مدينة غزة وشمالي القطاع، ما رفع عدد الشاحنات التي تم إرسالها إلى 310، منذ بداية الهدنة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)