اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، بلدة بني نعيم شمال شرقي الخليل جنوبي الضفة الغربية، وحاصرت ثمانية منازل تعود لأقارب منفذي عملية الطعن والدهس في رعنانا في تل أبيب، والتي قتلت فيها إسرائيلية وأصيب 18 آخرين، بينهم حالات حرجة. وأخذت وحدات الهندسة في قوات الاحتلال قياسات منزلي منفذي العملية تمهيداً لهدمهما.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت عصر اليوم، اعتقالها فلسطينيين اثنين من بلدة بني نعيم، بتهمة تنفيذ عملية رعنانا، وهما: أحمد زيدات (25 عاما) وعمّه محمود زيدات (44 عاما)، وحوّلتهما لمراكز التحقيق التابعة للمخابرات الإسرائيلية.
اقتحام واسع لبلدة بني نعيم في الخليل
وفي أعقاب العملية، حاصرت قوات الاحتلال مداخل بلدة بني نعيم، بأكثر من 20 آلية، وأعلنت البلدة منطقة عسكرية مغلقة، بحسب ما قاله عضو "اللجنة التنظيمية" في البلدة موسى زيدات، في حديث مع "العربي الجديد"، مشيرا إلى أن الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية وأغلق مداخل البلدة الرئيسية والفرعية، واقتحم الحي السكني الذي يقطنه منفذو العملية.
تغطية صحفية| الإعلام العبري: "الإصابات في عملية الدهس والطعن في مستوطنة "رعنانا". pic.twitter.com/RuR84UcuIq
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) January 15, 2024
وتابع زيدات: "الاقتحام لم يقتصر على منزلي المنفذين بل طاول 6 منازل أخرى للعائلة، إذ رافق الاقتحام تحطيم وتخريب جميع مقتنيات المنازل، وأخذ القياسات لمنزلي المنفذين دون تسليم بلاغٍ رسمي بالهدم، كما أجبر عددا من أفراد العائلة على مغادرة المنازل، وأجرى تحقيقا ميدانيا مع عددٍ آخر، فيما أبلغ الاحتلال شقيق المتهم بالعملية أحمد زيدات بالتوجه لمركز تحقيق عتصيون المقام جنوب بيت لحم"، فيما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات شهدتها البلدة.
وأشار زيدات إلى أن المنفذين يعملان في "مغسلة مركبات" بمدينة رعنانا الاستيطانية في تل أبيب، لكنهما لا يحملان تصاريح عملٍ رسمية، وكانت قوات الاحتلال اعتقلت شقيق المنفذ محمود زيدات في الثاني من يونيو/حزيران العام المنصرم، إذ تتهمه قوات الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق نار صوب آليات جيش الاحتلال على الشارع الالتفافي قرب مدخل بني نعيم في الخليل.
تغطية صحفية| الإعلام العبري: "الإصابات في عملية الدهس والطعن في مستوطنة "رعنانا". pic.twitter.com/RuR84UcuIq
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) January 15, 2024
وكانت التحقيقات الأولية للشرطة الإسرائيلية قد أشارت إلى قيام منفذي العملية بطعن امرأة (أُعلن عن مقتلها لاحقاً) في سيارتها، والاستيلاء على مركبتها، والتنقل بين مواقع عدة قبل الاستيلاء على مركبتين، ودهس مجموعة من الإسرائيليين.
اقتحامات واعتداءات المستوطنين
في محافظة الخليل نفسها، اقتحمت قوات الاحتلال قرية بيت عمرا ببلدة يطا، ما أدى لاندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
وهاجم مستوطنون مدرسة في بلدة خلة المية شرق يطا، أخطرها الاحتلال الأسبوع الماضي بالهدم، وحطموا نوافذها، وأطلق مستوطنون آخرون أغنامهم في محاصيل زراعية بقرية شعب البطم، ما تسبب بتلفها.
كما هاجم مستوطنون مساء اليوم، بالحجارة مركبات الفلسطينيين عند مفترق "عيون الحرامية" شمال رام الله، ما تسبب بتضرر عدد منها، كما هاجم آخرون منزلاً في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله بالحجارة وحاولوا إحراقه، ما أدى لتضرر وحدة الطاقة الشمسية الخاصة بالمنزل، وعدد من المركبات.
إلى ذلك، استولى مستوطنون، اليوم الإثنين، على كهوف البادية الشرقية في محافظة بيت لحم وشرعوا بترميمها وتشجيع السياحة الاستيطانية إليها، كما هاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة في قرية دير شرف غرب نابلس، بينما اعتدى آخرون على راعي أغنام في بلدة مادما جنوب نابلس، واقتادوه لمعسكر قبل الإفراج عنه.
واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على فلسطيني في بلدة بيتا جنوب نابلس، كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء الاثنين، خلال مواجهات شهدتها قرية حوسان غرب بيت لحم، وأصيب فلسطيني بجروح بفخذه برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في بلدة بيت لقيا غرب رام الله.
على صعيد آخر، هدمت قوات الاحتلال، اليوم الإثنين، دفيئة زراعية في قرية الجلمة شمال شرق جنين.
وتصعد قوات الاحتلال عملياتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر على عدوانها على قطاع غزة، ومنذ مطلع العام، تشهد مناطق الضفة تصعيدا ملحوظا من قبل قوات الاحتلال في مناطق متفرقة مصحوبة باعتداءات المستوطنين، التي سجلت في العام الماضي أرقاماً قياسية.
وكانت منظمة "يش دين" الإسرائيلية غير الحكومية، قد قالت إن أعمال العنف التي ارتكبها مستوطنون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية سجلت رقما قياسيا عام 2023. وسجلت الأمم المتحدة من جهتها أيضاً 1225 هجوماً شنّها مستوطنون ضد فلسطينيين خلال العام نفسه.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات، في أوائل ديسمبر/كانون الأول، على عشرات المستوطنين الذين باتوا ممنوعين من دخول الأراضي الأميركية. كذلك، قررت فرنسا "اتخاذ إجراءات" ضد بعض المستوطنين "المتطرفين"، حسبما أكدت وزيرة خارجيتها كاترين كولونا.