الاحتلال يعتقل 8 طلبة من جامعة بيرزيت مطاردين من الأمن الفلسطيني

الاحتلال يعتقل 8 طلبة من جامعة بيرزيت مطاردين من الأجهزة الأمنية الفلسطينية

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
24 سبتمبر 2023
+ الخط -

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، حرم جامعة بيرزيت شمال غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، واعتقلت 8 طلبة كانوا قد قرروا المبيت في الجامعة، بسبب مطاردتهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على خلفية عملهم السياسي.

وكان الطلبة الـ8 قد قرروا المبيت في حرم الجامعة منذ 20 يوماً، بعد أن أعلنوا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تقوم بمطاردتهم على خلفية انتمائهم السياسي. خمسة من المعتقلين هم ممثلون عن الطلبة في مجلس الطلبة والمؤتمر العام للمجلس كانوا قد فازوا في الانتخابات الطلابية في 24 مايو/ أيار الماضي، وجميع المعتقلين يمثلون "الكتلة الإسلامية" الذراع الطلابية لحركة "حماس" التي فازت في الانتخابات هذا العام بنسبة 49%.

وفي حديثه مع "العربي الجديد"، قال ممثل "الكتلة الإسلامية" باسل البرغوثي إنّ قرار مبيت زملائه الطلبة في الجامعة منذ عشرين يوماً "جاء تجنباً لملاحقتهم، بعد تعرض عدة طلبة للاعتقال لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ووجود حالات ملاحقة لعدد منهم، إذ جرى اقتحام منازلهم وملاحقة مركباتهم وتهديدهم بالاعتقال".

وأشار البرغوثي إلى أن هذا القرار جاء "بعد عدم التزام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتعهدات كانت قطعتها لفصائل فلسطينية وشخصيات حقوقية، بعدم ملاحقة الطلبة على خلفية عملهم النقابي والطلابي".

وكانت تلك التعهدات، وفقاً للبرغوثي، قد قُطعت بعد قرابة شهر من اعتصام مفتوح ومبيت داخل الجامعة، إثر اعتقال أجهزة الأمن رئيس مجلس الطلبة عبد الله حسن لمدة ثلاثين يوماً، برفقة طلبة آخرين لمدّد متفاوتة.

واعتقل جيش الاحتلال الطلبة الثمانية من داخل مقر مجلس الطلبة ومرافقه، فيما ترك خلفه خراباً في محتويات مقر المجلس، حيث أخضع المكان لتفتيش دقيق طاول الممتلكات العادية، وأواني الطعام، وأماكن النوم، وسقف إحدى الغرف.

الصورة
من آثار اقتحام قوات الاحتلال مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت (العربي الجديد)
من آثار اقتحام قوات الاحتلال مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت (العربي الجديد)

وحول تفاصيل عملية الاعتقال، قالت جامعة بيرزيت، في بيان لها، إنّ قوات الاحتلال، خلال عملية اعتقال الطلبة، اعتدت على الحرس الجامعي، وعبثت بمحتويات مجلس الطلبة في الجامعة.

وذكرت في التفاصيل أن قوة عسكرية مكونة من عشرات الجنود مصحوبة بآليات عسكرية حاصرت الجامعة، فيما اقتحمت قوة خاصة من عناصر الاحتلال الحرم الجامعي، بعد الاعتداء على الحرس ومصادرة أجهزة الهاتف الخاصة بهم واحتجازهم في غرفة الحراسة، ودهمت القوات العسكرية بشكل عنيف مبنى مجلس الطلبة وعبثت وخربت محتوياته. 

وفي تعليقها على الحادثة، قالت رئيسة نقابة العاملين في الجامعة لينة ميعاري، لـ"العربي الجديد"، إنّ ما حصل هو "مفارقة أليمة"، أي أن يجري اعتقال الطلبة من قوات الاحتلال الخاصة من داخل الجامعة، وهم موجودون داخل حرم الجامعة تجنباً للملاحقة والاعتقال السياسي.

وأضافت ميعاري أن "الاعتقال السياسي جريمة وطنية، ويؤثر في قدرة الشعب الفلسطيني على المواجهة"، مشيرةً إلى استغلال الاحتلال هذه التناقضات للاستمرار في عدوانه.

واعتبرت ميعاري أن "اقتحام حرم الجامعة وملاحقة الطلبة واعتقالهم هو جزء لا يتجزأ من ممارسات مشروع الاحتلال الأوسع، وجزء من الهجوم على الشعب الفلسطيني، وتحديداً في لحظات الاشتباك، حيث تكون الهجمة أوسع"، مشيرةً إلى أن "جامعة بيرزيت تاريخياً، وعلى مر الأجيال، تعرضت للإغلاق والاقتحام".

واستنكرت "الكتلة الإسلامية" في جامعة بيرزيت الاقتحام الذي وصفته بـ"الهمجي"، وطالبت خلال مؤتمر صحافي عقدته أمام مقر مجلس الطلبة الهيئات والمؤسسات الحقوقية والقانونية بالوقوف عند مسؤولياتها في إدانة عدوان الاحتلال وتجريمه وملاحقته.

وقالت "الكتلة الإسلامية" في بيانها، الذي ألقاه عضو مؤتمر مجلس الطلبة صالح حسن، إنّ "ضربات الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية لن تزيدها إلا ثباتاً وقوة"، مشيرةً إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تواصل اعتقال الطلبة معتصم عرمان، وأسامة عمر، ويوسف حلايقة، تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة، حسب البيان.

واعتبرت جامعة بيرزيت في بيانها الاقتحام والاعتقال "انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق التي تجرّم الاعتداء على المرافق الأكاديمية"، وذكرت أن الاقتحام المتكرر لحرم الجامعة هو "استمرار لسياسة الاحتلال الممنهجة الساعية لتخريب الحياة التعليمية في فلسطين، عبر استهداف الطلبة والأساتذة بأشكال متعدّدة، والاعتداء على المؤسسات الأكاديمية".

وأكدت الجامعة أن عدد طلبتها المعتقلين وصل لأكثر من 80 طالباً، فيما يتعرض حرم الجامعة لاقتحامات متكررة، كان آخرها في العام الماضي، حين دهمت قوة عسكرية إسرائيلية البوابة الشرقية في الجامعة، واعتقلت وأصابت عدداً من الطلبة.

في سياق آخر، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الاحد، أن الأسير خالد طبيلة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تعرض لاعتداء وحشي من قبل جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان صحافي، أن الأسير طبيلة نُقل إثر الاعتداء إلى مستشفى (ماير كفار سابا) الإسرائيلي، والآن يحتجز في سجن مجيدو.

ونوهت الهيئة بوجود قلق كبير على حياة طبيلة، كون التعذيب الذي تعرض له شمل الجانب الجسدي والجانب النفسي، وهو الآن يعاني من حالة عصبية صعبة، وأصبح غير قادر على الحركة، إذ جرى تمديد توقيفه لمدة خمسة أيام لاستكمال التحقيق معه، بحضور المحامي رائد محاميد، وقُدمت شكوى حول ظروف الاعتداء عليه.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خالد طبيلة، وهو أحد قادة مجموعة "عرين الأسود" المسلحة، بعد محاصرة عمارة سكنية في حي رفيديا بمدينة نابلس، الخميس الماضي.

ذات صلة

الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة

سياسة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، إن أكثر من 100 مجندة إسرائيلية رفضن العمل في وحدة المراقبة بجيش الاحتلال إثر صدمة عملية "طوفان الأقصى"
الصورة
حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في خانيونس كبير (ياسر قديح/ فرانس برس)

مجتمع

عاد بعض أهالي مدينة خانيونس ليرووا ما شاهدوه من فظائع ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابها منها. هؤلاء تحدثوا عن جثامين متحللة ودمار كبير في الممتلكات.