الأمم المتحدة وروسيا توقّعان اتفاقاً منفصلاً بشأن تصدير الحبوب

أكد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن الأمم المتحدة وقعت اتفاقاً منفصلًا مع روسيا لتسهيل وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

وأوضح حق أن الاتفاق يختلف عن الاتفاق الذي وُقع بين روسيا وأوكرانيا حول تصدير الحبوب والأسمدة الأوكرانية، مؤكداً أنه جاء ضمن المبادرة الأممية لتسهيل وصول الحبوب والأسمدة الروسية والأوكرانية إلى الأسواق العالمية.

جاءت تصريحات حق خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأكد حق أن الأمم المتحدة وقّعت على ذات نص الاتفاقية "مبادرة حبوب المتوسط" بين الجانبين الروسي والأوكراني، مشيراً إلى أن "الاتفاق الإضافي وُقِّع عليه بشكل منفصل (نسخة وقعت عليها روسيا وتركيا والأمم المتحدة ونسخة مشابهة مع توقيع أوكرانيا)".

تقارير دولية

التحديثات الحية

واشنطن ترحب باتفاق الحبوب: سنراقب التزام روسيا بتعهداتها

وأضاف: "هناك اتفاقية منفصلة وقّعها الروس مع الأمم المتحدة، وتضمن مشاركة الأمم المتحدة لتسهيل الصادرات من الأغذية والأسمدة الروسية دون عائق إلى الأسواق العالمية". وأوضح أن الاتفاقية المنفصلة مع الجانب الروسي "تقوم على مبدأ أن العقوبات (الأميركية والأوروبية) المفروضة على الاتحاد الروسي لا تنطبق على تلك المنتجات (الحبوب والأسمدة)". وهو ما أكده الجانبان الأميركي والأوروبي في أكثر من مناسبة.

ورداً على أسئلة "العربي الجديد" في نيويورك عن تفاصيل الاتفاق الإضافي المنفصل مع روسيا ودور الأمم المتحدة، قال حق: "هناك اتفاق مبادرة (حبوب البحر الأسود)، وهناك اتفاق إضافي (سبق توقيعه مع روسيا في إسطنبول على حدة قبل وقت قصير من توقيع الاتفاق الثاني) يهدف إلى تسهيل الوصول العالمي إلى الغذاء والأسمدة الروسية دون عوائق".

ولم يعط المسؤول الأممي جواباً واضحاً عن كيفية تسهيل الأمم المتحدة ذلك وما هو دورها بالضبط، لكنه أضاف: "انخرطت رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ريبيكا غرينسبان، (بطلب من غوتيريس) في جهود لتسهيل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، وستلعب دوراً في هذا الجزء من العملية. وبالتزامن مع ذلك، يلتزم الاتحاد الروسي تسهيل تصدير المواد الغذائية وزيت عباد الشمس والأسمدة دون عوائق من موانئ البحر الأسود الأوكرانية".

ولم تنشر الأمم المتحدة رسمياً نسخة من أي من الاتفاقيات الموقعة، لكنها أصدرت ملاحظات على أهم ما جاء في كل منها عن مكتب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة.

أبرز ما جاء في المبادرة:

اتفق الطرفان على إنشاء "مركز تنسيق مشترك" (JCC) في إسطنبول، تحت رعاية الأمم المتحدة، يتألف من ممثلين عن أوكرانيا والاتحاد الروسي وتركيا والأمم المتحدة.

وسيمكن "مركز التنسيق المشترك" النقل الآمن، بالسفن التجارية للمواد الغذائية التجارية والأسمدة من ثلاثة موانئ أوكرانية رئيسية في البحر الأسود: أوديسا، وتشورنومورسك، ويوجني.

ويتولى المركز مهام أبرزها "مراقبة حركة السفن التجارية لضمان الامتثال للمبادرة والتركيز على تصدير الحبوب التجارية والسلع الغذائية ذات الصلة فقط، وضمان التحكم في الموقع ومراقبة البضائع من الموانئ الأوكرانية، وتقديم تقرير عن الشحنات التي جرى تسهيلها من خلال المبادرة".

لن يقوم المركز "بتسهيل تصدير المواد الغذائية من دول أخرى غير أوكرانيا، ولن يقوم بتسهيل تصدير الحاويات والمواد غير الغذائية غير المدرجة في الأحكام الواردة في المبادرة".

وفي ما يخص تسهيل الصادرات الروسية، تشير الأمم المتحدة إلى "التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الروسي بشأن نطاق مشاركة الأمم المتحدة لتيسير الصادرات من الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية دون عوائق، بما في ذلك المواد الخام اللازمة لإنتاج الأسمدة".

وتستند هذه الاتفاقية إلى مبدأ أن التدابير المفروضة على الاتحاد الروسي لا تنطبق على هذه المنتجات. وفي الوقت نفسه، يلتزم الاتحاد الروسي تسهيل تصدير المواد الغذائية وزيت عباد الشمس والأسمدة دون عوائق من موانئ البحر الأسود الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.

وترى الأمم المتحدة أن "اتفاقيات تسهيل الوصول غير المقيد إلى صادرات الأغذية الأوكرانية من البحر الأسود إلى جانب صادرات الأغذية والأسمدة من الاتحاد الروسي مهمة على مستويات عديدة، أبرزها تهدئة أسواق السلع الأساسية، وخفض الأسعار، وتقديم الإغاثة الحاسمة للأشخاص الأكثر ضعفاً والبلدان التي تتأثر بأزمة تكاليف المعيشة غير المسبوقة".

إلى ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في مجلس الأمن الدولي أن المجلس يعمل على إصدار بيان رئاسي يرحب بالاتفاقية الروسية الأوكرانية برعاية الأمم المتحدة وتركيا.