اغتيال مسؤول في النظام السوري وسط شكوك بتصفيته بسبب ملفات فساد

اغتيال مسؤول في النظام السوري وسط شكوك بتصفيته بسبب ملفات فساد

03 ابريل 2024
عبوة ناسفة زرعت بسيارة المسؤول قبل تفجيرها (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مدينة حماة السورية، اغتيل باسل عبد القادر، مدير فرع مؤسسة الإنشاءات العسكرية، بعبوة ناسفة، مما يعكس استخدام الاغتيالات لإسكات الأصوات المعارضة داخل النظام.
- الشكوك تحوم حول ضلوع مسؤولين في النظام بالاغتيال بسبب رغبة عبد القادر في كشف قضايا فساد، ما يبرز الصراعات والفساد المستشري في أروقة السلطة.
- المؤسسة العسكرية للإنشاءات، متورطة في فساد واسع النطاق، تشمل منح مناقصات لمتعهدين مرتبطين بالنظام واستخدام مواد بناء أرخص لتحقيق أرباح غير مشروعة.

قتل مدير فرع مؤسسة الإنشاءات العسكرية التابعة للنظام السوري باسل عبد القادر إثر استهدافه بعبوة ناسفة في مدينة حماة، مساء الثلاثاء، وسط شكوك بضلوع مسؤولين في النظام باغتياله على خلفية قضايا فساد يريد المسؤول الكشف عنها.

وقالت مصادر سورية طلبت عدم كشف هويتها لدواع أمنية لـ"العربي الجديد" إن عبوة ناسفة زرعت بسيارة المهندس عبد القادر، انفجرت لدى وجوده أمام منزله في حي القصور بمدينة حماة وسط البلاد ما أدى إلى مقتله، نافية أن يكون سبب الانفجار هو اعتماد المهندس الغاز كوقود لسيارته.

وقالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" نقلاً عن مصدر في قيادة الشرطة إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعت في سيارة المسؤول وانفجرت عند تشغيلها مباشرة، مشيراً إلى أن الشرطة باشرت التحقيقات في الحادثة لكشف ملابساتها وتسليم الفاعلين للعدالة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

من جانبها قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن السيارة المستهدفة من نوع تويوتا وتتبع للمديرية ما يرجح أن العبوة الناسفة زرعت خلال وجودها ضمن مرأب المديرية.

وأشارت المصادر إلى أن المسؤول عُيّن حديثاً في المديرية وهو معروف "بسمعته الحسنة وصلاحه وجودته في العمل" وأن هناك إشاعات عن أنه تعرض للتهديد سابقاً على خلفية عزمه كشف ملفات فساد ضمن المديرية.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالوا إنه للحظة انفجار سيارة المسؤول.

وجاء الانفجار بعيد ساعات من انفجار مماثل وقع في منطقة السكن الشبابي بمدينة حمص وسط سورية ولم ينجم عنه خسائر بشرية بحسب مصادر محلية، علما أن المنطقة كلها بنيت من خلال مؤسستي الإسكان المدني والإسكان العسكري.

باع طويل في الفساد

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن مؤسسة الإسكان العسكري تتبع لوزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، وهي من كبرى المؤسسات في سورية من ناحية حيازة مناقصات مشاريع البناء بكافة أشكالها، سواء بناء الإسكان أو إنشاء السدود والملاعب والصالات والطرقات.

وتأسست عام 1975 بموجب المرسوم التشريعي رقم (12) من أجل تأمين السكن اللائق للعسكريين، لكن طبيعة النظام السوري التي أدخلت العسكرة في كل شيء أدت إلى إشراف هذه المؤسسة على معظم المشاريع وخاصة الضخمة منها مثل ملاعب كرة القدم، السدود، المدن الصناعية، الأبنية الحكومية الكبيرة، الطرق والجسور.

واستغرقت بعض المشاريع التي قامت عليها المؤسسة أكثر من عشرين عاماً، مثل ملعب حلب الدولي الذي جرى افتتاحه عام 2007 بعد عملية بناء استغرقت 27 عاماً.

وبحسب المصادر، فقد كانت معظم عمليات الفساد في هذه المؤسسة مرتبطة برياض شاليش الذي عمل مديراً لها على مدار 30 عاماً. وهي متهمة أيضاً بإقامة مشاريع سكنية من شأنها تغيير البنية الديمغرافية للمدن الكبيرة وخاصة دمشق، من بينها مشروع المزة 86 المخصص لعائلات الموالين للنظام وعناصر مليشياته.

مثال على الفساد

وقالت مصادر عملت في مشاريع تتبع للمؤسسة في المنطقة الوسطى، وهي منطقة أبنية سكنية مؤلفة من 9 طوابق، إنّ المدراء في المؤسسة يمنحون المناقصات للمتعهدين المرتبطين بهم وبمسؤولين أمنيين أو عسكريين في النظام، حيث يقوم المتعهد بإحضار مواد البناء المطلوبة بالجودة المحددة والأسعار، وبعد قدوم المراقبين والانتهاء من الكشف عليها يقوم مباشرة بتغيير المواد ذات الجودة العالية بمواد ذات جودة متدنية، ويكون هناك فرق في الأسعار يتجاوز 100% أحياناً.

ومثال على ذلك وفق المصادر، يقوم المتعهد بالتعاون مع فني التمديدات الصحية بإحضار أنابيب حديد روسية الصنع، وبعد الانتهاء من الكشف عنها يستبدلها بأنابيب من صناعة أخرى مثل المحلية التي تسمى بـ"الحموية" أو "الصينية" وهي ذات جودة رديئة ولإخفاء ذلك يقوم بطلي الأنابيب بالعازل "السيركون" والعازل النايلون "التول الأسود" ويعمل في فترة المساء بعد انتهاء دوام المراقبين، وعند الانتهاء من مد الشقة يقوم مباشرة بوضع الطين فوق الشبكة وبالتالي يكون قد أخفى عملية السرقة، وهذه الطريقة ذاتها يجري تطبيقها مع المواد المستخدمة في التمديدات بكافة أنواعها "الحديد، النحاس، بي بي آر، بيكس".

وبحسب المصادر، هذه الحالة ذاتها تحدث في المشاريع التابعة لمؤسسة الإسكان المدني ومؤسسة الإسكان العسكري التي تشرف بدورها على مجموعة من المشاريع الخاصة بالدولة منها أبنية الجامعات والسكن الطلابي والسكن العمالي.

المساهمون