اغتيال الوزني: هتافات ضد إيران وسط كربلاء وأحزاب تقاطع الانتخابات

جريمة اغتيال الناشط الوزني: هتافات ضد إيران وسط كربلاء وأحزاب تقاطع الانتخابات

09 مايو 2021
من تشييع جثمان الوزني اليوم (Getty)
+ الخط -

شيّع المئات من أهالي مدينة كربلاء، مساء اليوم الأحد، جثمان رئيس تنسيقيات التظاهرات في محافظة كربلاء الناشط المدني إيهاب الوزني، والذي اغتيل فجر اليوم قرب منزله بالقرب من المدينة القديمة وسط كربلاء، وسط هتافات منددة بالحكومة وأحزابها، فيما انتشرت قوات أمنية مكثفة وسط المدينة.

 

وقال مراسل "العربي الجديد" في كربلاء إن المشيعين دخلوا إلى حرم الإمام الحسين وسط كربلاء وأدوا الصلاة على الناشط إيهاب الوزني قبل أن تنطلق شعارات مناوئة للأحزاب الدينية الحاكمة والعملية السياسية في العراق وإيران والفصائل المسلحة.

وردد المتظاهرات "بالروح بالدم نفديك يا عراق، الشعب يريد إسقاط النظام، وتشرينية تشرينية ضد إيران الجمهورية".

 

وانتشر المئات من أفراد الأمن وسط مدينة كربلاء مع تزايد عدد المواطنين المشاركين في التشييع.

وقال قريب للناشط إيهاب الوزني، ويدعى علي الوزني، لـ"العربي الجديد"، إن من قتل ابن عمه هم أنفسهم من قتلوا هشام الهاشمي وفاهم الطائي والآخرين. المليشيات الولائية بدأت تصفية واستهداف المدنيين. لا يريدون أي شخص وطني".

وأضاف أنهم "لا يؤمنون ببيانات الكاظمي الفضائية"، في إشارة منه إلى بيان لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي تعهد به بالقبض على المتورطين بالعملية، وحتم بالقول "الكاظمي يعرف من يقتل الناشطين لكنه لا يتحدث لأنه لن يبقى في منصبه يوما واحدا لو كشف هويتهم".

 

المفوضية العليا لحقوق الإنسان، من جهتها، عزت عودة مسلسل الاغتيالات للناشطين إلى "فشل المنظومة الأمنية في حمايتهم"، وقالت في بيان إنها "تدين حادثة الاغتيال للناشط المدني إيهاب الوزني بمحافظة كربلاء، والتي جاءت استكمالًا لمسلسل الاغتيالات ضد الناشطين وأصحاب الكلمة الحرة".

وأكدت "وجود ضعف بالمنظومة الأمنية في حماية الناشطين، ما اضطر العديد منهم لمغادرة العراق، والمتبقي منهم أصبحوا فريسة لهذه الحوادث المأساوية"، داعية رئيس الوزراء إلى "اتخاذ الإجراءات المناسبة، لحماية الناشطين والإعلاميين والمدونين وأصحاب الكلمة الحرة، وتقديم الجناة للعدالة وتعزيز الجهد الأمني والاستخباراتي وأن تكون التحقيقات عاجلة وتعلن للرأي العام بشكل مباشر، وألا تكون كسابقاتها".

في السياق ذاته أعلن الحزب الشيوعي العراقي تعليق مشاركته بالانتخابات المقبلة بسبب جرائم الاغتيال. وذكر في بيان: "الجريمة تأتي في سياق مسلسل الاغتيالات وصنوف الاعتداءات التي طاولت الكثير من الناشطين والمحتجين والمنتفضين السلميين، وبطرق ووسائل متماثلة من طرف جهات تمتلك حرية تحرك واسعة، وتمارس نشاطها الإجرامي من دون أي رادع".

 

واعتبر أنه "في ظل هذه الأجواء المحملة بالمخاطر، لم يعد الحديث عن توفير أجواء مواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تسمح للناخبين والمرشحين بالتعبير عن آرائهم بحرية وأمان، إلا ضربا من الخيال. ولهذه الأسباب فإننا في الحزب الشيوعي العراقي نعلق مشاركتنا في الانتخابات"، مطالبا بوضع حد لمسلسل الاغتيالات بحق الناشطين المدنيين

في المقابل، أعلنت حركة "البيت الوطني"، وهي إحدى القوى السياسية المدنية الجديدة، عن مقاطعة الانتخابات، وفقا لبيان أصدرته الحركة قالت فيه إنها "ستعمل على إعادة الضغط الجماهيري بالوسائل القانونية والمشروعة كافة، وسننتهج في سبيل ذلك آليات جديدة وأدوات خاصة بما يتناسب مع بحر الدم المسفوك منذ بداية الاحتجاج وإلى الآن".

وأعلن أيضا النائب المدني في البرلمان، فائق الشيخ علي، سحب ترشيحه من الانتخابات النيابية المقبلة.

وقال الشيخ في تدوينه على موقع "تويتر" إنه "بعد اغتيال الشهيد إيهاب الوزني أعلن انسحابي من الانتخابات النيابية، وأدعو القوى المدنية وثوار تشرين إلى الانسحاب أيضاً والتهيؤ لإكمال الثورة في الشهور القادمة ضد إيران ومليشياتها القذرة"، وفقا لتعبيره. وأضاف، "لا خيار أمامنا غير الإطاحة بنظام القتلة المجرمين".

وتفاعلت الإدانات الدولية للحادث، إذ عبرت السفارة الأميركية في بغداد عن "عميق تعاطُفِها مع أُسرة الفقيد، بينما تواصل الوقوف إلى صَفِ أولئك الذين يسعون إلى تحقيق مستقبل سلمي ومزدهر للعراق"، معتبرة أن "تكميم الأفواه المُستقلة من خلال انتهاج العنف هو أمرٌ غيرُ مقبولٍ بالمرة".

السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، أدان الحادث، وقال في تغريدة له "أدين وبشدة مقتل الناشط. لم يؤد الإفلات من العقاب على مقتل النشطاء منذ تشرين الأول 2019 إلا إلى المزيد من القتل.. هناك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير ملموسة لمحاسبة الجناة وحماية المواطنين العراقيين أثناء استعدادهم للانتخابات في أكتوبر".

 

يشار الى أن أكثر من 700 متظاهر وناشط عراقي قتلوا منذ انطلاق التظاهرات الشعبي في أكتوبر/ تشرين أول 2019، خلال عمليات قمع في ساحات التظاهر، تبعتها عمليات اغتيال منظمة، وملاحقة للناشطين إلى مناطق سكناهم.

وتتهم المليشيات الموالية لإيران بالوقوف خلف تلك العمليات الإجرامية، فيما تعلن الحكومة عقب كل حادث تشكيل لجان تحقيقية، لكن من دون أي نتائج تذكر.

المساهمون