اعتراض أميركي لا يعطل صفقة تسليح مصرية ــ كورية

اعتراض أميركي لا يعطل صفقة تسليح مصرية ــ كورية

08 ديسمبر 2021
تبحث القاهرة وسيول الترخيص لإنتاج دبابة "K2" (جونغ يوان/فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن التخوف من اعتراضات أميركية - إسرائيلية على صفقة تسليح مرتقبة مع الحكومة الكورية الجنوبية، لن يعطل استمرار محادثات بدأتها القاهرة وسيول بشأن الترخيص لإنتاج الدبابة الكورية "K2 Black Panther"، على هامش معرض الدفاع "EDEX"، الذي أقيم في القاهرة أخيراً.

وأضافت المصادر، أن النظام المصري يسعى من خلال استمرار المباحثات، وتسريب أنباء تتعلق بالصفقة، تحقيق أكثر من هدف، منها تحريك ملف تعليق جزء من المنحة الأميركية للقاهرة، يقدر بما قيمته 130 مليون دولار، بسبب ما تبديه واشنطن من ملاحظات وانتقادات لملف حقوق الإنسان في مصر، وكذلك الامتعاض من تعمد إدارة الرئيس جو بايدن تأخير أي لقاء مباشر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. 

تسعى القاهرة لامتلاك ورقة ضغط على الجانب الإسرائيلي

كما تسعى القاهرة، بحسب المصادر، لامتلاك ورقة ضغط على الجانب الإسرائيلي، يمكن استخدامها في ملفات أخرى، على رأسها الدور المصري في المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة الإسرائيلية، وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

توريد أسلحة ذاتية الدفع لمصر

وبدأت مصر وكوريا الجنوبية مفاوضات بغرض توقيع اتفاقية تعاون عسكري، تشمل توريد أسلحة ذاتية الدفع إلى القوات المسلحة المصرية، ونقل التقنية وخطوط الإنتاج والذخائر وكامل المعدات، علماً أن سيول لديها تعديل جاهز لدبابات "K2"، القادرة على التكيف مع المناخ الصحراوي في مصر. 

وتفقّد السيسي جناح كوريا الجنوبية في معرض "EDEX"، واستمع إلى شرح مختصر عن المدفع ذاتي الحركة طراز "K-9"، من أحد المسؤولين عن الجناح، وبحث ترتيبات التصنيع المشترك مع مصر، وقدرتها على تصنيع 50 في المائة من مكوناته خلال 5 سنوات. 

ويعد"K-9" من أكثر المدافع ذاتية الحركة تقدماً في العالم، بفضل الأداء الجيد والمدى الطويل، إضافة إلى خفة الحركة التي تمنحه قدرة كبيرة على المناورة والتخفي. وتضمّن تقرير الشركة الكورية بيانات توضيحية ترصد خطوات تغيير وضع المدفع، من السكون إلى الحركة، ثم إلى وضع إطلاق قذائف عيار 155 ملم في أقل من دقيقة واحدة.

وأهدت سيول للقاهرة، فرقاطة بحرية ذات قدرات قتالية عالية، في العام 2017، تشمل القدرة على الإبحار لمسافات طويلة تصل إلى أربعة آلاف و500 ميل بحري، خلال زيارة إلى كوريا الجنوبية ضمت وزير الدفاع المصري السابق، صدقي صبحي، ووزير الإنتاج الحربي الراحل، محمد العصار.

ومنذ وصول السيسي إلى الحكم، في يونيو/حزيران 2014، تشهد مصر اهتماماً غير مسبوق بالتسلح، إذ عقد الجيش عدداً من الصفقات العسكرية، عن طريق قروض خارجية ضخمة، مع عدة دول، بينها روسيا وفرنسا وألمانيا. 

ويشير تقرير حديث للبنك الدولي إلى ارتفاع ديون مصر من 36.77 مليار دولار في نهاية 2010 إلى نحو 131.58 مليار دولار بنهاية 2020، بزيادة بلغت نحو 257 في المائة، بينما ارتفعت بحوالي 90 في المائة خلال خمس سنوات فقط من حكم السيسي، إذ لم تكن تزيد على 69 مليار دولار في نهاية 2016.

اعتراضات أميركية وإسرائيلية على الصفقة

في موازاة ذلك، أفادت تقارير إسرائيلية بأن هناك توترات بين تل أبيب وسيول بسبب خلافات حول صفقة الأسلحة، في ظل الشراكة القائمة بين الدولتين بشأن تطوير منظومات أسلحة حديثة، وتصنيع أنظمة متطورة وسرية. 

ويقضي الاتفاق بحصول كوريا الجنوبية على مصادقة إسرائيل قبل بيعها الأسلحة إلى طرف ثالث، ما يتعارض مع رغبة سيول في إتمام صفقة أسلحة ضخمة مع القاهرة، وسط معارضة إسرائيلية شديدة، خشية تسرب تكنولوجيا حساسة إلى جهات "معادية" بالنسبة لها.

أفادت تقارير إسرائيلية بوجود توترات بين تل أبيب وسيول بسبب خلافات حول صفقة الأسلحة

وتسعى مصر للحصول على العديد من المعدات والأسلحة الكورية الجنوبية، سواء مدافع أو دبابات أو صواريخ دفاع جوي، في ضوء التعاون في العديد من المجالات بين البلدين، وقرب إعلان فوز شركة "سامسونغ" الكورية بعقد إنشاء ترسانة بحرية جديدة، بقيمة 1.5 مليار دولار في قناة السويس. 

غير أن الولايات المتحدة تتشارك في الموقف نفسه مع إسرائيل، إذ ترفض واشنطن إجراء القاهرة صفقات تسليح مع سيول على الرغم من تحالفها الوطيد مع كوريا الجنوبية، في العديد من المجالات، ارتباطاً بالأزمة الراهنة مع الصين، واعتبار بكين أن جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.

وكانت سفينة محملة بأسلحة كورية شمالية قد ضبطت قبالة سواحل مصر، في أغسطس/آب 2016، وسط اتهامات للقاهرة بشراء الأسلحة التي كانت مخبأة في السفينة. وهو ما أثار حفيظة واشنطن التي دانت بشدة محاولات القاهرة الحصول على معدات عسكرية محظورة من بيونغ يانغ، واتخذت خطوة بالتجميد المؤقت للمساعدات الموجهة للجيش المصري.