اشتية يدعو بايدن لإلغاء تصنيف منظمة التحرير داعمة للإرهاب

اشتية يدعو بايدن لإلغاء تصنيف منظمة التحرير داعمة للإرهاب

28 فبراير 2021
طالب اشتية الإدارة الأميركية بترجمة تصريحاتها على الأرض (Getty)
+ الخط -

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الأحد، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإلغاء تصنيف منظمة التحرير الفلسطينية داعمة للإرهاب، واعتبارها شريك سلام.

جاءت تصريحات اشتية خلال كلمته في الاجتماع الثالث عشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذي عقد اليوم الأحد إلكترونيًا، بحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ونائب وزير الخارجية المصرية حمدي سند لوزا، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة، وأعضاء مجلسي الأمناء والإدارة.

وقال اشتية: "نحن على تواصل مع إدارة الرئيس بايدن، وما سمعناه في الحملة الانتخابية مهم، ولكن يجب ترجمة ذلك على أرض الواقع، القنصلية والمكتب وتمويل أونروا، ولكن الأهم هو أن يصدر الرئيس الأميركي مرسوماً يعتبر أن منظمة التحرير الفلسطينية شريك سلام، وأن تصنيفها داعمة للإرهاب قد أصبح لاغياً".

من جانب آخر، قال رئيس الوزراء الفلسطيني: "يجب أن نعلن بكل ثقة أن شعبنا، شعب ياسر عرفات، بقيادة الرئيس محمود عباس، عبر مأزقاً صعباً للغاية العام المنصرم، ولكن تجاوزنا هذا المأزق مع أصدقائنا الذين وقفوا مع الشرعية والقانون الدولي ووقفوا ضد الضم".

وتابع اشتية: "لقد عبرنا خطط شرعنة الضم، وخطط إدارة دونالد ترامب، من أجل فرض تصفية القضية الفلسطينية بقرارات وخطط أحادية الجانب، ورفضنا القبول بحلول اقتصادية هزيلة بدل السياسية، أو مقايضة حق تقرير المصير بوعود غامضة مشروطة لدولة شكلّية وهمية مقطعة الأوصال، بدون سيادة".

وأضاف اشتية: "عبرنا عاماً صعباً للغاية تآزرت فيها جائحة كورونا التي ضربت كل العالم، بضغط غير مسبوق إسرائيلي أميركي، وتحريض ضدنا وصل إلى كل دول العالم، بما فيها العربية، لتوقف دعمها السياسي، ومساعداتها الاقتصادية، ولتسهم في تدمير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)".

وناشد اشتية حكومات ودولاً وسياسيين، تقبلوا أو اضطروا لتقبل الضغط الأميركي، أن يراجعوا موقفهم، وأن يقفوا إلى جانب حركة التاريخ والمستقبل، "فالتاريخ لن يخذل شعباً مصراً على الصمود مثل الشعب الفلسطيني".

وقال اشتية: "يرتبط ياسر عرفات بوجدان الشعب الفلسطيني، برمزيته العالية، وخطابه المشبع بالتاريخ والحق، وأحد التحديات التي نمر بها حالياً هو حرب الرواية، فعدا حرب الديموغرافيا، والجغرافية، تشن علينا حرباً لإنكار الشعب الفلسطيني حق تقديم الحقائق التاريخية للعالم".

واستدرك اشتية: "لقد عبرنا عن الموقف الفلسطيني الواضح في استمرار النضال إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس، ضمن إطار حل الدولتين، ونجدد دعوة المجتمع الدولي للاستجابة لمبادرة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لعقد مؤتمر دولي للسلام، ضمن مظلة الشرعية الدولية، والتعددية، ولا سيما تحت مظلة الرباعية الدولية الموسعة لتشمل دولاً عربية ودولاً أخرى جديدة".

من جانب آخر، قال اشتية: "لعل إحدى أهم محطات التجدد التي ننظر لها في الأسابيع المقبلة، هي محطة الانتخابات العامة، التشريعية والرئاسية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، فهذه الانتخابات ستكون بوابة للخروج من الانقسام، وللتجديد في مؤسسات العمل الفلسطيني، وتعبئة الطاقات الفلسطينية على أرض الوطن وفي الشتات".

من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات عمرو موسى الموقف الفلسطيني الثابت لنيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، داعياً كافة الأشقاء العرب إلى دعم القضية الفلسطينية.

بدوره، أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ أنه لم تكن هناك قضية موضع إجماع ومحط توافق كامل في الجامعة العربية منذ نشأتها كالقضية الفلسطينية، ويبقى أن نواصل الجهود من أجل أن تتصدر القضية الفلسطينية أولويات العالم في وقت يزدحم بالتحديات والمشكلات العالمية الطارئة على الجميع.

وقال أبو الغيظ: "إن صورة الوضع في فلسطين موضحة لكل من يريد أن يرى ويدرك، وقريباً سيتحول الفلسطينيون إلى أغلبية بين النهر والبحر، ولن يكون بالإمكان الإبقاء على الأغلبية التي تضم ملايين المواطنين تحت الاحتلال الدائم، ومن دون أن تتولى الدولة القائمة بالاحتلال مسؤولياتها أو تنهض بالتزاماتها، بل هي تتنصل من هذه المسؤولية كما شاهدنا جميعاً بوقائع توزيع لقاحات كورونا، الأمر غير قابل للاستمرار ومهيأ للانفجار".

وتابع أبو الغيط: "إن مبادرة الرئيس محمود عباس لعقد الانتخابات تمثل خطوة مهمة من أجل تجديد المشروع الفلسطيني والشرعية وترتيب البيت من الداخل، لقد مثل الانقسام خصماً من الموقف الفلسطيني، وآن الأوان لإعادة الوحدة والمصالحة وندعو كافة الفصائل للتشبث بهذه الفرصة، عبر الالتزام الدقيق بما تم التوصل إليه في اتفاق القاهرة الأخير، وحتى تكون الانتخابات المقبلة خطوة يبنى عليها دبلوماسياً وسياسياً في الداخل والخارج".

وقال أبو الغيط: "إن القضية الفلسطينية تعرضت إلى اختبار رهيب وقاس خلال الأعوام السابقة، بسبب سياسات نظرت للقضية بعيون إسرائيلية، من دون اعتبار لتاريخ الصراع وجوهره على مبدأ العدالة والإنصاف، وتلوح اليوم فرصة لتصحيح هذا المسار بإطلاق عملية سلمية تستهدف الحل النهائي لا استمرار للتفاوض العبثي".