استمرار الاحتجاجات بإيران.. وقائد الأركان يسخر من العقوبات الأوروبية

استمرار الاحتجاجات في إيران.. وقائد الأركان العامة يسخر من العقوبات الأوروبية

24 أكتوبر 2022
من احتجاجات سابقة في إيران (تويتر)
+ الخط -

تجددت في إيران، الأحد، الاحتجاجات التي فجّرتها، منذ 17 من الشهر الماضي، وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب الإيرانية بسبب الحجاب، في وقت سخر فيه قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية من العقوبات الأوروبية ضد شخصيات وكيانات عسكرية إيرانية، على خلفية اتهام الاتحاد الأوروبي طهران بتزويد روسيا بالمسيرات القتالية في حربها مع أوكرانيا.

وانطلقت الاحتجاجات، الأحد، في عدد من الجامعات والمدارس الإيرانية. وأفادت تقارير غير رسمية بإضراب بعض المعلمين الإيرانيين عن حضور حصصهم التدريسية، بعد دعوة أطلقها المجلس التنسيقي لاتحاد نقابات المعلين للإضراب، يومي الأحد والإثنين. ودعا المجلس المعلمين إلى الحضور إلى المدارس مع تعليق حصصهم التدريسية.

وشملت الاحتجاجات جامعات في طهران، وكرج، وتبريز، ويزد، فضلاً عن تجمعات احتجاجية لطالبات مدرستين في مدينتي سنندج وأردبيل شمال غربي إيران، وفق مقاطع مصورة متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي. وأطلق المحتجون هتافات سياسية مع خلع محتجات غطاء الرأس خلال التجمعات. 

وأكدت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية وقوع احتجاجات في جامعة شريف للصناعة في طهران، مشيرة إلى أن جامعات إيرانية شهدت منذ أيام مواجهات بين الطلاب وبين أمن الجامعات، بعد خلع الطالبات أغطية الرأس، ومحاولة الطلاب والطالبات إلغاء الفصل المفروض في أماكن تناول الطعام بين الجنسين.

وقالت "إرنا" إن جامعة "شريف" في طهران شهدت، الأحد، "مواجهات شديدة" بين الطلاب أنفسهم، أي بين الطلاب المحتجين والطلاب الأعضاء في منظمة "الباسيج" المحافظة، لافتة إلى أن الطلاب الباسيج أطلقوا هتافات دفاعاً عن ولاية الفقيه، منددين بالحوادث الأخيرة. 

وأضافت أن المحتجين من الجنسين حاولوا الدخول معاً إلى مطعم الجامعة، لكن أمن الجامعة والطلاب الباسيج أغلقوا الباب ومنعوهم من الدخول.

مقاطع مصورة متداولة تظهر قيام المحتجين بكسر الباب وإخراج الطلاب الباسيج وسط هتافات ضدهم. 

وانتشرت، الأحد أيضاً، أنباء غير رسمية على شبكات التواصل عن اعتقال طلاب وأساتذة جامعات، فضلاً عن تداول فيديوهات عن احتجاجات أمس السبت، في مدن إيرانية والتي نظمت على خلفية دعوات للتظاهر والإضراب.  

وبموازاة ذلك، استمر التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لدعمهما الاحتجاجات في إيران، والاتهامات للسلطات بقمعها وتعنيف المحتجين، فبعد يوم من مسيرات في مدن أوروبية وأميركية، أكبرها كان في العاصمة الألمانية برلين، خرجت، اليوم الأحد، تهديدات من إيران بمعاقبة الدول التي استضافت هذه التجمعات.

وفي السياق، أكدت صحيفة "جوان" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، في عددها الصادر، السبت، أن "تجمع برلين لن يبقى من دون رد من قبل إيران"، مؤكدة أن "ألمانيا ستدفع ثمناً غالياً".

وأضافت الصحيفة أن هذه المسيرات "تظهر آخر الأنفاس الأوروبية الغارقة في مشاكل الطاقة والمعيشة"، معتبرة أنها "تدخل سافر وتماشٍ" مع المطالبين بإسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 

وفي الإطار، خرجت تعليقات أخرى من أروقة الإدارة الأميركية، المتهمة إيرانياً بالسعي لـ"إثارة الشغب" في إيران، على الاحتجاجات والمسيرات للإيرانيين خارج البلاد، حيث غردت نائب وزير الخارجية الأميركي فيندي شريدمن قائلة إن "نساء إيران وجميع الناس يحق لهم التمتع بحقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي من دون التعرض للعنف والترهيب". 

وأضافت المسؤولة الأميركية أن "الأميركيين (الإيرانيين) وقفوا اليوم من العاصمة إلى لوس أنجليس وقفة تضامن قوي مع الشعب الإيراني". 

استهزاء بالعقوبات الأوروبية

 إلى ذلك، علق قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، على العقوبات الأخيرة للاتحاد الأوروبي، ضده وضد شخصيات وكيانات عسكرية إيرانية أخرى، على خلفية اتهام طهران بتزويد روسيا بالمسيرات القتالية في الحرب مع أوكرانيا.

واستهزأ باقري في بيان، نشرته وكالات الأنباء الإيرانية، مساء الأحد، بالعقوبات الأوروبية، قائلاً: "لدي اقتراح إنساني للاتحاد الأوروبي. من اليوم أفوضهم بأنهم يمكنهم في سبيل تطبيق العقوبات التي فرضوها أن يبحثوا عن جميع أموال وممتلكات اللواء باقري في جميع بنوك العالم لمصادرتها وإنفاقها على شراء الفحم للمواطنين الأوروبيين، لأن الشتاء القاسي في الطريق"، في إشارة إلى معاناة أوروبا مع نقص الطاقة.

وأضاف باقري أن "غضب أميركا وذيلها؛ أي الاتحاد الأوروبي، مفهوم"، قائلاً إنهم "بعد أن كانوا يحرمون مقاتلينا من أسلاك شائكة اليوم يصطفون في طوابير لشراء الصواريخ الدقيقة والمسيرات الإيرانية"، على حد تعبيره.  

مباحثات إيرانية عُمانية حول المفاوضات النووية

على الصعيد السياسي، أجرى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، مساء الأحد، مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بشأن المفاوضات النووية المتعثرة، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وحسب بيان للخارجية الإيرانية، فإن وزير الخارجية الإيراني أكد في مباحثاته مع البوسعيدي أن بلاده "جادة" في المفاوضات النووية، وأنها تسعى للوصول إلى "اتفاق جيد وقوي ومستدام"، مع شكره سلطنة عُمان على جهودها في هذا الصدد.

وشدد أمير عبد اللهيان على ضرورة تطبيق القرارات والاتفاقيات بين البلدين في مختلف المجالات.

من جهته، أكد وزير الخارجية العماني أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، مشيراً إلى أن "استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق (في المفاوضات النووية) مهم ومثمر".  

ونفى وزير الخارجية الإيراني، السبت، خلال زيارته العاصمة الأرمينية يريفان، صحة الرواية الأميركية بشأن إخراج المفاوضات النووية من الأجندة الأميركية، قائلاً إن "ثمة تناقضاً بين الكلام والسلوك الأميركيين"، كاشفاً عن أن بلاده تلقت "قبل ثلاثة أيام رسالة من الطرف الأميركي".

من جهتها، نفت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، أن تكون واشنطن أرسلت رسائل إلى إيران حول العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، إذ قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الحرة" إنه "بالتأكيد لم يكن هناك مثل هذه الرسالة لإيران". 

وأضاف المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "أن رسالتنا الوحيدة هي: أوقفوا قتل شعبكم وأوقفوا إرسال أسلحة إلى روسيا لقتل الأوكرانيين". 

المساهمون