استدعاء ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقد المسؤولين السياسيين

استدعاء ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقد المسؤولين السياسيين

14 مارس 2024
مجموعة من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي في نقطة تفتيش قرب غزة (يوري كورتيز/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعى الجنرال دان غولدفوس لتقديم إيضاحات حول تصريحات سياسية دعا فيها للوحدة وتحمل المسؤولية، بما في ذلك دور اليهود المتدينين في الخدمة العسكرية وأهمية تقدير تضحيات الجنود.
- غولدفوس تحدث عن إنجازات فرقته في قطاع غزة، مشيرًا إلى قتل أكثر من 3500 مسلح واعتقال 1500، وشدد على الوحدة لمواجهة التطرف والتقدم نحو أهداف عملياتية عالية.
- واجه غولدفوس انتقادات بسبب تدخله في السياسة لكنه حظي بدعم من سياسيين مثل وزير المالية ووزير الاقتصاد، اللذين أشادا بقيادته وأكدا على أهمية الوحدة والتلاحم بين الجنود والقادة.

استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال دان غولدفوس، قائد الفرقة 98 التي تقاتل في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وعلى وجه التحديد في خانيونس، لتقديم إيضاحات بعد إطلاقه مواقف سياسية عبر دعوة وجهها لمسؤولي دولة الاحتلال لـ"يكونوا جديرين بالجنود الإسرائيليين".

وقال غولدفوس، في خطاب ألقاه في غزة أمام وسائل الإعلام، أمس الأربعاء، مخاطباً السياسيين الإسرائيليين: "عليكم أن تكونوا جديرين بنا وبالجنود الذين ضحّوا بحياتهم، وبجنود الاحتياط الذين لم يكترثوا من أي طرف هم، حاربوا ويحاربون الواحد إلى جانب الآخر".

وشدد غولدفوس على ضرورة أن يؤدي الجميع دوره، وقال: "تأكدوا بأن يأخذ الجميع دوراً"، وهو يلمح من خلال ذلك إلى مطالبته بتأدية اليهود المتدينين "الحريديم" الخدمة العسكرية، في ظل الخلافات الإسرائيلية بشأن قانون التجنيد ورفض "الحريديم" تأدية الخدمة الإلزامية عليهم.  

وتابع غولدفوس: "يجب أن تتأكدوا أننا لن نعود إلى 6 أكتوبر، وأن كل الجهد والتضحيات لن تذهب سدى. تذكروا ذلك جيداً في كل يوم، وفي كل ساعة".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استدعى غولدفوس لتقديم إيضاحات حول تصريحات أطلقها عن القادة الإسرائيليين دون أن ينسقها مع الضباط المسؤولين عنه، ولم يحصل على موافقتهم.

وسيُجري قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال يارون فينكلمان، جلسات "الاستيضاح"، ومن ثم سيكون هناك "استيضاح" آخر يجريه رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي.

وقال الجيش، وفق صحيفة "هآرتس"، إنه كان يعلم بشأن إدلاء غولدفوس بتصريحات، وتمت المصادقة على محتواها في ساعات الصباح، إلا أن الجزء الذي وجه فيه انتقادات إلى القادة الإسرائيليين لم يظهر في النسخة التي جرى تحويلها للتصديق عليها وأضيفت لاحقاً على ما يبدو.

وزعم غولدفوس بأن "جنود الفرقة قتلوا منذ بداية الحرب أكثر من 3500 مسلح في قطاع غزة، واعتقلوا أكثر من 1500"، وأن الجنود عازمون على إعادة "المحتجزين الإسرائيليين في القطاع إلى منازلهم". وأضاف أنه يطلب من القادة أن يكونوا متحدين "لدحر التطرف والحث على التلاحم. اعثروا على ما يوحّد الصفوف، فنحن في ساحة المعركة عثرنا عليه ولا ننوي التخلي عنه".

وشدد قائد الفرقة 98 في حديثه عن إخفاق إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي، على أن "أفراد الجيش، من قادة وجنود، تحمّلنا المسؤولية في الماضي عن أعمالنا، ونتحمّلها في الحاضر وسنتحمّلها في المستقبل. لن نهرب (من المسؤولية) مثلما لا نهرب من النيران. نحني رؤوسنا عقب فشلنا المدوي في 7 أكتوبر، ولكن في الوقت نفسه نتقدّم للأمام، ونقوم بنشاطات عملياتية على أعلى مستوى".

وواجه غولدفوس انتقادات لاذعة من صحافيين ومعلّقين، حتى لو كانوا يتفقون مع أقواله أو بعض ما جاء فيها، ذلك أن تدخّل الجيش في السياسة يُعتبر من "المحرّمات" في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

من جهة أخرى، وجد غولدفوس من يتعاطف معه مثل وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن غولدفوس "محارب شجاع وقائد من النوع الذي يحتاجه الجيش الإسرائيلي اليوم أكثر من أي وقت مضى". وأضاف: "الجنود في الميدان يطالبوننا (أي القادة) بأن نكون جديرين بشجاعة المحاربين وتضحياتهم وتلاحمهم".

وقال وزير الاقتصاد، نير بركات، إنه يحيي غولدفوس وجنود الجيش الإسرائيلي "الذين يتطلّعون بحق للوحدة في وقت الحرب"، مضيفاً أنه يدعم غولدفوس وأن أقواله دقيقة "حتى لو لم يتصرف بشكل مثالي". وأبدى وزير الداخلية، موشيه أربيل، موقفاً مشابهاً، وقال إن غولدفوس هو "قائد ومحارب شجاع وبطل"، وفق مزاعمهم.