ارتياح جزائري من المواقف العربية من "اتفاق الفصائل"

ارتياح جزائري من المواقف العربية من "اتفاق الفصائل" وترقب لدعم القاهرة والرياض

19 أكتوبر 2022
من حفل توقيع الاتفاق الخميس الماضي (Getty)
+ الخط -

تبدي الجزائر ارتياحا كبيرا لمجموع المواقف العربية والدولية التي أعقبت توقيع الفصائل الفلسطينية على اتفاق الجزائر للمصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، الخميس الماضي، في الجزائر، برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، فيما تترقب مزايدا من المواقف من دول عربية مؤثرة في مسار القضية الفلسطينية وفي ساحة العمل العربي المشترك، كانت حكوماتها قد تسلمت رسميا نسخا من الاتفاق، على غرار القاهرة، التي تظل معنية بشكل ميداني بمخرجات الاتفاق وبالمساعدة على تنفيذه، والمملكة السعودية التي كانت قد رعت سابقا اتفاقا مماثلا وقعته الفصائل الفلسطينية في مكة.

لكن الحكومة الجزائرية لا تبدي قلقا من تأخر بعض المواقف من عواصم عربية مهمة. ويفسر مسؤول جزائري لـ"العربي الجديد"، ذلك بالقول إنه "من المتعارف عليه أن لكل دولة آلية خاصة بها في إصدار المواقف والتقديرات السياسية إزاء حدث أو ملف ما أو أي موضوع، والعبرة ليست بالزمن المتعلق بإصدار الموقف، بقدر ما يهم أن يكون الموقف منسجما مع القيم والأهداف، ومعبرا عن المبادئ المعلن عنها، وداعما للمسعى عندما يكون ذا هدف مشترك"، مشيرا إلى أنه "من بين المواقف المهمة إشادة الأمين العام للأمم المتحدة، لكونه يمثل دعما أمميا في هذا الظرف الصعب للقضية الفلسطينية، وهي بحاجة إليه".

وكانت الفصائل الفلسطينية الـ14 قد وقعت، الخميس، على اتفاق الجزائر لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، يتضمن انتخاب مجلس وطني لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال عام واحد من توقيع الإعلان، واعتبار المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال عام واحد في جميع المناطق الفلسطينية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، وتفعيل آلية العمل للأمناء العامين للفصائل، وتولي فريق عمل جزائري عربي مشترك الإشراف على الاتفاق وتنفيذ بنوده، بإدارة جزائرية. 

وقال رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، في احتفالية نظمها البرلمان، أمس الثلاثاء، بمناسبة اليوم الوطني للهجرة، إن "تاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول يعتبر حدثا هاما من الأحداث الهامة التي عاشتها الجزائر من خلال التوقيع على إعلان الجزائر للم شمل الفصائل الفلسطينية".

وفي أحدث موقف يخص اتفاق الجزائر، أعلن لبنان الترحيب بتوقيع الفصائل الفلسطينية على اتفاق المصالحة، وأكد بيان لوزارة الخارجية اللبنانية أنها ترحب باتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه في الجزائر، وأنها "تأمل أن يكون إعلان الجزائر منعطفاً حقيقياً نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية على أساس نجاح عملية لم الشمل التي رعتها الجزائر وخطوة إلى الأمام نحو ترسيخ الشراكة السياسية بين مختلف القوى والفصائل، بما ينهي حالة الانقسام، ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق".

وأشادت الخارجية السودانية، الأربعاء، بتوقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر للمصالحة، وأكدت على أهمية الوحدة الفلسطينية لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية. كما وصف البرلمان العربي "إعلان الجزائر" بأنه "خطوة إيجابية على الطريق الصحيح نحو استعادة الوحدة الفلسطينية".

وعدت قطر أول دولة عربية احتفت باتفاق الجزائر، وأفاد بيان للخارجية القطرية بأن اتفاق الفصائل الفلسطينية "خطوة إيجابية"، وأكدت أن الدوحة "تدعم كافة الخطوات الرامية إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها مصلحة عليا لتجاوز الخلافات والمضي قدما في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال".

وعبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن موقف بلاده، خلال زيارته إلى الجزائر قبل يومين، حيث كان قد ثمن اتفاق الفصائل الفلسطينية وتوقيعها على اتفاق الجزائر لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

إضافة إلى دول عربية أخرى كانت قد أعلنت إشادتها بتوقيع الفصائل على الاتفاق، كتونس وليبيا وموريتانيا.