احتجاجات جديدة في روسيا ضد غزو أوكرانيا.. وتظاهرة حاشدة في برلين

احتجاجات جديدة في روسيا ضد غزو أوكرانيا.. وتظاهرة حاشدة في برلين

27 فبراير 2022
أكثر من 100 ألف شخص يتظاهرون في برلين احتجاجاً على الغزو الروسي (Getty)
+ الخط -

خرج نشطاء روس مناهضون للحرب، من موسكو إلى سيبيريا، إلى الشوارع مجددا يوم الأحد، للاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا، على الرغم من اعتقال مئات المتظاهرين كل يوم، فيما خرجت تظاهرة حاشدة في برلين، شهدت مشاركة أكثر من مائة ألف متظاهر، في اليوم الرابع على بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

ونظم المتظاهرون اعتصامات وجابوا وسط المدن وهم يهتفون "لا للحرب!"، بينما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بوضع الردع النووي الروسي في حالة تأهب قصوى، ما زاد من حدة المواجهة بين الكرملين والغرب، وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.

وبدأت الاحتجاجات ضد الغزو في روسيا يوم الخميس، وتستمر يوميًا منذ ذلك الحين، رغم تحرك الشرطة الروسية لقمع التجمعات واحتجاز المتظاهرين.

وبدت احتجاجات يوم الأحد أصغر من مظاهرات الخميس، اليوم الأول للهجوم الروسي على أوكرانيا، عندما احتشد الآلاف في موسكو وسانت بطرسبرغ.

مسيرات في سان بطرسبورغ ضد غزو أوكرانيا (Getty)
مسيرات في سان بطرسبرغ ضد غزو أوكرانيا (Getty)

في سانت بطرسبرغ، تجمع العشرات في وسط المدينة، حيث انتشرت شرطة مكافحة الشغب وألقت القبض على المتظاهرين واحدا تلو الآخر، وجرّت بعضهم إلى شاحنات الشرطة، على الرغم من أن التظاهرة كانت سلمية ولم تقع حوادث عنف.

وقالت منظمة تراقب الاحتجاجات إن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من 900 شخص في احتجاجات مناهضة للحرب في 44 مدينة روسية يوم الأحد، ما أدى إلى زيادة عدد حالات الاعتقال منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط إلى أكثر من أربعة آلاف شخص.

أشخاص يضعون الزهور في موقع اغتيال المعارض نيمتسوف (Getty)
أشخاص يضعون الزهور في موقع اغتيال المعارض نيمتسوف (Getty)

وتزامنت احتجاجات الأحد مع الذكرى السابعة لمقتل المعارض السياسي الروسي بوريس نيمتسوف. وقال شاهد من "رويترز" إن بعض الاعتقالات التي وقعت يوم الأحد كانت عشوائية خارج الكرملين، في المكان الذي أصيب فيه نيمتسوف بالرصاص.

100 ألف متظاهر في برلين تضامناً مع أوكرانيا

وفي ألمانيا، شارك أكثر من مائة ألف شخص في مسيرة في برلين تضامنا مع أوكرانيا، الأحد، وفق ما أعلنت الشرطة.

وارتدى العديد من المتظاهرين لوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر، فيما أعلن المنظّمون أن حوالي نصف مليون شخص شاركوا في المسيرة.

واحتشد المتظاهرون، الذين حملوا لافتات كتب عليها "لا للحرب العالمية الثالثة" و"أوقفوا القاتل" و"برلين، على مسافة 640 كيلومتراً من خطوط المواجهة" عند بوابة براندنبورغ، قرب السفارة الروسية في جادة أونتر دن ليندن.

تظاهرات حاشدة في برلين ضد الاجتياح الروسي لأوكرانيا (Getty)
تظاهرات حاشدة في برلين ضد الاجتياح الروسي لأوكرانيا (Getty)

وقال هانز غيورغ كيلر (49 عاما) الذي شارك في المسيرة: "من المهم بالنسبة إليّ أن تظهر ألمانيا أنها تدافع عن الديمقراطية في أوروبا".

وأشار إلى أنه يؤيد قرار ألمانيا بدء تسليم أسلحة لأوكرانيا، لكنه قال إنه كان يعتقد "أنه كان بإمكاننا مساعدة أوكرانيا بشكل أكبر".

تظاهرات حاشدة في برلين ضد الاجتياح الروسي لأوكرانيا (Getty)

من جانبها، قالت الأوكرانية فاليريا مويسيفا (35 عاما)، التي شاركت أيضا في المسيرة: "أشعر بخيبة أمل من روسيا وأكره روسيا وأكره جميع الروس"، مضيفة أن والدتها تقبع حاليا في قبو في كييف خوفا من القنابل.

وأضافت أنها تتظاهر "لأنني لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك".

مئات الآلاف يتظاهرون في مدن أوروبية

ازدحمت ساحة فاتسلاف الشهيرة في قلب العاصمة التشيكية (براغ) بالمتظاهرين، وهي مكان له رمزية لأنه شهد مواجهة مع الدبابات الروسية العام 1968 خلال "ربيع براغ". وهتف المتظاهرون "عار" ورفعوا لافتات "أوقفوا الوحش" وشبّهوا الرئيس الروسي بقائد ألمانيا النازية أدولف هتلر.

وقالت داريا أوستابينكو، وهي أوكرانية جاءت مع أطفالها، إنه "أمر مروع حقا، كل هذا يجب أن يتوقف... يجب تعزيز العقوبات لتجنب حرب عالمية ثالثة". كذلك، تظاهر نحو خمسة آلاف شخص في برنو، ثاني أكبر مدن البلاد.

أما في كوبنهاغن، فقد شارك نحو 10 آلاف متظاهر بينهم رئيسة الوزراء ووزير الخارجية أمام مقر السفارة الروسية.

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن أمام المحتجين: "إنكم جميعا وأوروبا كلها مهددة من روسيا".

وفي فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، هتف مئات من المتظاهرين بشعار "المجد لأوكرانيا". وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا التي تعيش في المنفى في ليتوانيا، للصحافيين إن "أشقاءنا الأوكرانيين لن يغفروا لنا صمتنا".

بدوره، قال المتظاهر سيرغي بيغيل (39 سنة) الذي يعمل في النقل، إنه "أمر مخز، مثل طعن صديق في الظهر".

وتجمع هناك أيضا بضعة آلاف أمام السفارة الروسية ملوحين بلافتات ضد رئيس الدولة الروسي.

أما في شوارع أثينا حيث تجمع ما لا يقل عن ألف شخص، فلم تخف الأوكرانية ليفجينيا روديونوفا (40 عاما) مخاوفها قائلة: "إذا لم نوقف بوتين الآن، فلن نكون قادرين أبدا على وقفه، يجب أن يتم إيقافه الآن في كييف لمنعه من مهاجمة مدن أخرى في أوروبا".

وخرجت تظاهرات أيضا في روما وباريس وأمستردام ومدريد وتل أبيب، وكذلك في الإكوادور حيث رفعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين لافتات أمام السفارة الروسية كتب عليها "بوتين قاتل".

وتجمّع في العراق بضع عشرات من الأوكرانيين المغتربين خارج مبنى للأمم المتحدة في أربيل عاصمة إقليم كردستان. وكتب على لافتة رفعتها فتاتان "أوقفوا الحرب"، وكتب على لافتة أخرى "فخورون بالجيش الأوكراني".

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)