تجدد الاشتباكات بين النظام و"الأسايش" شرقيّ سورية

تجدد الاشتباكات بين النظام و"الأسايش" شرقيّ سورية

22 ابريل 2021
كانت الاشتباكات قد تجددت بين الطرفين مساء الأربعاء بالأسلحة الرشاشة (Getty)
+ الخط -

تجددت الاشتباكات، ظهر اليوم الخميس، بين قوات "الأسايش" الكردية ومليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي، شرق سورية. 

وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أن المدينة شهدت، صباح اليوم، اشتباكات متقطعة قرب حارة طي، التي يتحصن فيها مقاتلو مليشيا الدفاع، ما أدى إلى إصابة طفلين، توفي أحدهما في المستشفى.

وأضاف أن الاشتباكات توسعت من خلال مشاركة الأمن العسكري التابع للنظام السوري فيها، فيما اقتحمت وحدات من "الأسايش" حي طي، وبدأت حملة تمشيط داخله. 

وأوضح المصدر أن الاشتباكات تجددت بعدما أطلق عناصر الأمن العسكري التابع لقوات النظام من نقطة تمركزهم بالقرب من دوار سيفان، وسط مدينة القامشلي، الرصاص على حاجز مؤقت لقوات "الأسايش".

ولم تنجح محاولات روسية لوضع حد للتوتر، حيث تطلب "الأسايش" إخلاء حي طي من مليشيا الدفاع، وهو ما ترفضه الأخيرة.

 وحتى الآن قتل عنصر من "الأسايش" و3 من "الدفاع الوطني" في الاشتباكات المستمرة منذ يومين. 

وكانت الاشتباكات قد توقفت صباح الخميس بين "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) التابعة للإدارة الذاتية الكردية، ومليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري، وذلك بعد التوصل، برعاية روسية، إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت بين الطرفين لم يصمد.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق من اليوم، أن الجهود الروسية نجحت في دفع الطرفين إلى الموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار، على أن تتواصل الاتصالات بينهما بوساطة روسية من أجل تثبيت الاتفاق وحل القضايا العالقة، حيث تطالب "الأسايش" بتسليمها المسؤولين عن قتل أحد عناصرها من مليشيا الدفاع الوطني، كذلك تحاول الاحتفاظ بالمواقع التي سيطرت عليها في حيّ "طي" الموالي للنظام. 

وزار وفد مشترك من الشرطة العسكرية الروسية المتمركزة في مطار القامشلي و"الإدارة الذاتية" الكردية نقاط التماس في حيّ طي، بما فيها مفرزة "ليلو" التي سيطرت عليها قوات "الأسايش".

من جانبها، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن مساعي الوساطة الروسية نجحت في إيقاف الاشتباكات، مشيرة إلى أن الاتفاق تضمن "وقفاً تاماً لإطلاق الرصاص، وإزالة جميع المظاهر المسلحة في المدينة وعودة الحياة الطبيعية إليها، مع وجود دوريات روسية ثابتة في محيط حيّ طي، وأخرى راجلة في شوارع المدينة لضمان حسن تنفيذ الاتفاق"، وذلك قبل أن تتجدد الاشتباكات.

ووقعت اشتباكات بين الطرفين، مساء أمس الأربعاء، بالأسلحة الرشاشة، بعد تسلل عناصر من "الأسايش" إلى مدرسة يتمركز فيها "الدفاع الوطني" في حيّ طي، وسيطرتهم عليها.

وأدت الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين، منذ الثلاثاء الماضي، إلى نزوح معظم سكان حيّ طي في القامشلي، الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري، الذين توجه العشرات منهم باتجاه أقربائهم في باقي أحياء المدينة، لتخوفهم من عودة الاشتباكات، وبانتظار انتهاء الأزمة بين الطرفين بشكل نهائي للعودة.

وتندلع اشتباكات بين الطرفين بشكل متكرر، في إطار التنافس بينهما على السيطرة والنفوذ في مدينة القامشلي، التي يتشاركان السيطرة عليها. 

وفي 17 إبريل/ نيسان الجاري، اتهمت "الأسايش" قوات "الدفاع الوطني" بمحاولة تفجير إحدى نقاطها في شارع القوتلي. وقبلها بأسبوع، اتهمت "الدفاع الوطني" بقتل أحد عناصرها في مدينة القامشلي. لكن أوسع الاشتباكات بينهما كانت في سبتمبر/ أيلول 2018، عندما قُتل 18 عنصراً من الطرفين.

وتسيطر قوات النظام على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى "فوج كوكب" العسكري، بينما تسيطر "قسد" على بقية المناطق في المدينة، وعلى مدينة القامشلي، من دون مطارها الذي ظل منذ بداية الثورة في سورية بيد قوات النظام، قبل أن يدخل أخيراً تحت هيمنة الروس الذين جعلوا منه قاعدة عسكرية جديدة لهم في سورية.

وفي شرق سورية أيضاً، هاجم مسلحون مجهولون رتلاً للقوات الأميركية وقوات "قسد" خلال انتشاره في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، ليل الأربعاء الخميس، عقب تنفيذ عملية أمنية مشتركة في المدينة. 

وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن مجهولين استهدفوا الرتل بقذيفة صاروخية، تلتها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في أثناء وجوده في سوق مدينة البصيرة، مشيرة إلى وقوع إصابات بين عناصر "قسد" الذين كانوا يرافقون الرتل. 

وجاءت عملية الاستهداف بعد تنفيذ القوات الأميركية عملية إنزال جوي في البصيرة اعتقلت خلالها شخصين، هما إمام مسجد الصفا في البصيرة عبد المجيد الغنام (أبو صطيف)، مع كامل أفراد عائلته، وإمام مسجد الطعس الشيخ أبو بلال، وهو من أبناء البصيرة، ومصادرة جوالات ومبالغ مالية من منزليهما، فيما لا تزال قوات "قسد" والقوات الأميركية تتجمع في قرية الكسار وعند الجسر ومداخل البصيرة.

وكان 4 مسلحين يستقلون دراجات نارية، ويعتقد أنهم من تنظيم "داعش"، قد أقاموا، أمس، حاجزاً عند المركز الثقافي في مدينة البصيرة، شرقي دير الزور، ثم انصرفوا بعد فترة وجيزة دون الاحتكاك بالمدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتشنّ القوات الأميركية وقوات "قسد" بشكل مستمر عمليات أمنية مشتركة، تستهدف ما تقولان إنها خلايا تتبع لتنظيم "داعش" في تلك المناطق.

اغتيالات جديدة في درعا 

وفي جنوب البلاد، قتل شخصان جراء استهدافهما بالرصاص من قبل مجهولين في مدينة الصنمين، شمالي محافظة درعا.

وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم أدى إلى مقتل كل من نسيم موفق الذياب وعمّه محمد فهد الذياب، البالغ من العمر 60 عاماً، وهو مدني، بينما عمل نسيم سابقاً ضمن فصائل المعارضة. 

وأضاف أن أولاد محمد الذياب قتل أحدهم قبل عام خلال اقتحام قوات النظام لمدينة الصنمين، واعتقل آخر من جانب تلك القوات، بينما الثالث مهجَّر إلى إدلب.

كما قتل اثنان من عناصر "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، اليوم، جراء استهدافهما من قِبل مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية، على طريق المزيريب– تل شهاب في ريف درعا الغربي.

كما أطلق مجهولون النار على خالد الحشيش، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة. 

وكان الحشيش يعمل مسعفاً للجرحى في مشفى تل شهاب الميداني قبيل دخول المحافظة باتفاق التسوية مع النظام. 

وكان مجهولون قد حاولوا، أمس الأول، اغتيال الشاب أحمد عيد الكراد، وشاب آخر يُدعى رودي، عن طريق استهدافهما بالرصاص في سوق سويدان بدرعا البلد، ما أدى إلى إصابتهما بجروح متفاوتة.

والشابان عنصران سابقان في فصائل المعارضة، أجريا تسوية ويعملان ضمن مجموعة الأمن العسكري التي يتزعمها مصطفى المسالمة، الملقب بالكسم.

وقد سجلت محافظتا درعا والقنيطرة مقتل 8 أشخاص، بينهم عناصر من قوات النظام، في 5 عمليات اغتيال خلال اليومين الماضيين.

ومنذ سيطرة قوات النظام على درعا والقنيطرة عام 2018، تعيش معظم مناطق المحافظتين فوضى أمنية تتمثل بعمليات خطف وتفجيرات واغتيالات ضد مدنيين أو مسلحين سابقين في المعارضة أو عناصر قوات النظام.

وقتل شابان في الشمال السوري على يد "الجندرما التركية" خلال محاولتهما عبور الحدود.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شابا من أبناء مدينة الرقة فُقد في 17 إبريل/نيسان الحالي، عند محاولته اجتياز الحدود من منطقة تل أبيض، الواقعة شمالي الرقة، بهدف الوصول إلى داخل الأراضي التركية، ليتبين لاحقًا أنه جرى اعتقاله من قِبل عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما)، الذين ضربوه بأسلوب وحشي، وفق المرصد.

وأضاف المرصد أنه قتل شاب آخر، أمس الأول، من أبناء قرية بزابور بجبل الزاوية، برصاص قوات حرس الحدود التركي، أثناء محاولته العبور إلى تركيا من جهة ريف إدلب.

"تحرير الشام" تعتقل قياديًا من "أنصار التوحيد"

اعتقل الجهاز الأمني التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، قيادياً بارزاً يعمل ضمن جماعة "أنصار التوحيد" (الإسلامية)، التي ينشط عناصرها على خطوط التماس مع قوات النظام في محافظة إدلب ومحيطها ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة"، وذلك إثر مداهمة "الهيئة" منزله داخل بلدة "الفوعة" شمال محافظة إدلب، شمالي غربي سورية.

وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" تُفيد بأن مجموعة أمنية مؤلفة من سيارتين من نوع "فان"، داهمت عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل منزل القيادي البارز أبو ديب ترنبة مسؤول قسم المضادات في جماعة "أنصار التوحيد"، الواقع في الحي الشمالي لبلدة الفوعة القريبة من مركز مدينة إدلب، واعتقلته إلى جانب شقيقه محمد مسؤول إحدى المجموعات العسكرية "المشاة" في نفس الجماعة، واقتادتهما إلى سجونها داخل مدينة إدلب.

وأشارت المصادر إلى أن أبو ديب ترنبة، أحد القادة المقربين من تنظيم "حراس الدين" المتشدد، وهو على تنسيق مباشر بقادتهم داخل التنظيم، الذين كانوا يعملون معه مسبقاً ضمن صفوف تنظيم "جند الأقصى" المتشدد. ولفتت إلى أن ترنبة كان سابقاً مسؤول التفخيخ في تنظيم "جند الأقصى"، واعتقلته الهيئة في وقت سابق أثناء هجومها على جند الأقصى وإنهاء تنظيمها، لتفرج عنه بعد شهرين من الاعتقال مع بعض العناصر والقادة الذين كانوا يعملون لصالحه. وبعدها بأربعة أشهر عُين مسؤولاً للمضادات في جماعة "أنصار التوحيد" الإسلامية.

وكانت تحرير الشام قد اعتقلت في السادس من أبريل/ نيسان الجاري، أبو عمير قيادي في الصف الأول ضمن جماعة "أنصار التوحيد"، إثر مداهمة منزله داخل مدينة إدلب، تزامن اعتقاله مع حملة شنتها الهيئة على منازل لقيادات لها صلة أو منتمية لتنظيم "حراس الدين"، الذي اعتقلت الهيئة منه ما يزيد عن 35 قيادياً من صفوفه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من بينهم ثمانية قيادات من الصف الأول، وعلى رأسهم أبو ذر المصري شرعي التنظيم السابق، ونجله أبو هريرة المصري أمني التنظيم، وشقران الأردني عضو مجلس الشورى في التنظيم، وأبو عبد السوري الإداري العام في التنظيم، وأبو عبد الرحمن الأردني شرعي أيضاً في التنظيم وعضو مجلس الشورى، بالإضافة لقيادات أخرى بينهم أجانب "أتراك وفرنسيون، وليبيون، وألمان الجنسية".

من جهة أخرى، أوضحت مصادر لـ "العربي الجديد" أن الجهاز الأمني التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، اعتقل ثلاثة مدنيين "نازحين"، مساء أمس الأربعاء، بعد انتهاء صلاة العصر بالقرب من أحد المساجد ضمن أحد الطرقات الرئيسية في مدينة حارم القريبة من الحدود التركية شمال محافظة إدلب، واقتادتهم إلى مخفر حكومة الإنقاذ في المدينة، وذلك عقب مشاركتهم في وقفة احتجاجية، ضمن مركز لإيواء النازحين، ضد قرارات "حكومة الإنقاذ" الذراع المدني لتحرير الشام العاملة في منطقة إدلب ومحيطها.

وأشارت المصادر إلى أن إدارة المهجرين التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" أصدرت قراراً قبل أيام يُلزم فيه جميع عوائل النازحين المقيمين في مركز إيواء بالقرب من سوق المحروقات داخل مدينة حارم، والبالغ عددهم 300 عائلة، بإخلاء المركز بمدة أقصاها 15 يوماً من تاريخ صدور القرار، مع تعرض كل من يخالف القرار للمساءلة القانونية، وأكدت المصادر أن الأهالي النازحين رفضوا القرار ونظموا وقفة احتجاجية ضمن المركز الذي يقطنون به، ونددوا بممارسات حكومة الإنقاذ التي وصفوها بـ "الجائرة والمتسلطة على رقاب الشعب"، كما رفضوا أيضاً الخروج من مركز الإيواء حتى تأمين مركز آخر لهم ليسكنوا بداخله، في ظل الغلاء المعيشي وارتفاع أجور المنازل في محافظة إدلب، بالإضافة لارتفاع نسبة البطالة ضمن مناطق شمال غرب سورية.

المساهمون