خامس اتصال بين بايدن وشي: تحذير صيني من "اللعب بالنار" في تايوان

خامس اتصال بين بايدن وشي: تحذير صيني من "اللعب بالنار" في تايوان وموقف أميركي "لم يتغير"

28 يوليو 2022
التواصل الخامس بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني (Getty)
+ الخط -

أجرى الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ محادثات هاتفية "صريحة ومعمقة" استمرت لأكثر من ساعتين، اليوم الخميس، حذّر خلالها شي من "اللعب بالنار" بشأن تايوان، ليرد بايدن بأنّ موقف بلاده "لم يتغير".

وقال شي لبايدن، كما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة، إنّ "من يلعبون بالنار سيحرقون أنفسهم"، فيما تهدد بكين منذ أيام عدة بـ"عواقب" في حال مضت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في مشروعها لزيارة تايوان. وأضاف شي "آمل أن يدرك الجانب الأميركي تماماً هذا الأمر".

وأضافت الوكالة الصينية أنّ "الرئيسين اعتبرا أنّ حديثهما الهاتفي كان صريحاً وعميقاً".

من جهته، قال البيت الأبيض إنّ الاتصال، وهو خامس قمة افتراضية بين الرئيسين منذ تولى بايدن الرئاسة قبل سنة ونصف، بدأ عند الساعة 8.33 بتوقيت واشنطن (12.33 بتوقيت غرينتش)، واستمر لأكثر من ساعتين.

وأكد البيت الأبيض، في بيان صدر بعد المحادثات الهاتفية، أنه "على صعيد تايوان شدد الرئيس بايدن على أنّ سياسة الولايات المتحدة لم تتغير وأنها تعارض بقوة الجهود الأحادية الجانب لتغير الوضع القائم أو تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

واتفق بايدن وشي على تنظيم أول قمة حضورية تجمع بينهما منذ تولي بايدن الرئاسة الأميركية، على ما أفاد مسؤول أميركي الصحافيين.

وأوضح المسؤول، طالباً عدم كشف اسمه، أنّ الزعيمين "ناقشا أهمية عقد لقاء حضوري واتفقا على أن تتابع أجهزتهما الموضوع لإيجاد الوقت المناسب للطرفين لذلك"، وأشار إلى أنّ الرئيسين لم يتطرقا إلى موضوع تعديل الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على سلع صينية.

وإلى جانب النزاع التجاري بين بكين وواشنطن، تتواجه الدولتان العظميان راهنا بشأن تايوان.

وتعتبر الصين أنّ تايوان البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة جزء من أراضيها ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها ولو بالقوة، فيما تتمتع الجزيرة بحكم ديمقراطي.

وتعارض بكين أي مبادرة من شأنها منح السلطات التايوانية شرعية دولية وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى وهي تاليا ضد زيارة نانسي بيلوسي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قبل الاتصال إنّ "التوترات بشأن السلوك العدواني للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ" ستكون على رأس جدول الأعمال.

ومع أنّ مسؤولين أميركيين يزورون بانتظام تايوان التي يفصلها شريط ضيق من المياه عن بر الصين الرئيسي، ترى بكين أنّ زيارة بيلوسي ستشكل استفزازاً كبيراً.

وحذرت الصين، أمس الأربعاء، من أن واشنطن "ستتحمل العواقب" إذا تمت الزيارة التي لم تؤكدها بيلوسي بعد.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، للصحافيين إنه إذا طلبت بيلوسي "دعماً عسكرياً فسنفعل ما هو ضروري لضمان قيامها بمهمتها على أكمل وجه".

ضمانات


والتوتر حول زيارة بيلوسي غيض من فيض، إذ يخشى المسؤولون الأميركيون من أن يفكر شي في استخدام القوة لفرض السيطرة على جزيرة تايوان.

وكان حصول غزو أو أي تحرك عسكري آخر مستبعداً في السابق، لكن مراقبين باتوا يعتبرون ذلك ممكناً.

ولم تساهم تصريحات بايدن المتناقضة حول تايوان في خفض حدة التوتر. فرداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان، قال الرئيس الأميركي في مايو/أيار إنها ستفعل ذلك قبل أن يؤكد البيت الأبيض أن لا تغيير في سياسة عدم التدخل "الاستراتيجية" لواشنطن.

ويفاخر بايدن بعلاقة وثيقة مع شي منذ سنوات، لكن لم يلتق الرجلان وجهاً لوجه منذ توليه الرئاسة بسبب قيود السفر جراء وباء كوفيد.

وأكد البيت الأبيض أن الهدف الرئيسي لبايدن هو التوصل إلى "ضمانات" بين القوتين العظميين.

ويهدف هذا إلى ضمان تجنب وقوع نزاع مفتوح، رغم اختلافاتهما والمنافسة المتزايدة بينهما على الساحة الجيوسياسية.

وقال كيربي إن بايدن "يريد أن يتأكد من أن خطوط الاتصال مفتوحة مع الرئيس شي بشأن جميع القضايا سواء كانت قضايا نتفق عليها أو نواجه صعوبة كبيرة حولها وأنه لا يزال بإمكانهما التواصل هاتفيا بهدوء".

ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن سيرفع بعض رسوم الاستيراد البالغة 25% التي فرضها سلفه دونالد ترامب على منتجات صينية بمليارات الدولارات، قال كيربي إنه لم يتخذ قرار بعد حتى الآن.

وأضاف كيربي "نعتبر أن الرسوم الجمركية التي وضعها سلفه كانت سيئة. نرى أنها زادت التكاليف على العائلات الأميركية والشركات الصغيرة وكذلك أصحاب المزارع"، متطرقاً أيضاً إلى "بعض الممارسات التجارية الصينية الضارة".

وتابع "ليس لدي أي قرار من الرئيس أعلنه في ما يتعلق بالرسوم. هو يسعى لتسوية هذه المسألة".

(فرانس برس)