إيران تحذر أذربيجان من تغيير الحدود وتتوعد كردستان العراق 

إيران تحذر أذربيجان من تغيير الحدود وتتوعد كردستان العراق 

09 سبتمبر 2023
باشينان يقدم لرئيسي شرحاً مفصلاً عن آخر تطورات منطقة جنوب القوقاز (Getty)
+ الخط -

على وقع تصاعد نذر مواجهة عسكرية جديدة بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا، حذّرت الرئاسة الإيرانية، اليوم السبت، باكو من أي مواجهة تغير حدودها مع يريفان، فيما توعد الحرس الثوري الإيراني، إقليم كردستان العراق إذا لم ينفذ الاتفاقية الأخيرة حول نزع سلاح المعارضة الكردية الإيرانية وإبعاد عناصرها عن الحدود. 

وأعلن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، رفض بلاده "الجاد لأي تشنجات وتغييرات على حدودها التاريخية" في القوقاز، قائلاً إن "إيران كجارة قوية مستعدة للعب دور مؤثر للحيلولة دون اندلاع مواجهات جديدة وأي تغيير في جيوبوليتيك المنطقة".

وأكّد رئيسي ضرورة حل قضايا المنطقة بين دولها عبر الحوار، وعلى "رفض جاد لدخول قوى أجنبية إلى منطقة القوقاز"، باحثاً مع باشينيان، العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي، وتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وفق موقع الرئاسة الإيرانية. 

من جهته، قدّم رئيس الوزراء الأرميني، الذي تربط بلاده علاقات استراتيجية مع طهران، في اتصاله مع الرئيس الإيراني، "شرحاً مفصلاً عن آخر تطورات منطقة جنوب القوقاز والتطورات الميدانية"، مقدماً الشكر لإيران على "مواقفها بشأن منطقة القوقاز" وفق موقع الرئاسة الإيرانية.  

وجاء اتصال باشينيان مع رئيسي في وقت، تتصاعد فيه التحركات العسكرية في منطقة القوقاز مما ينذر بوقوع اشتباكات جديدة على غرار حرب كاراباخ الثانية عام 2020 والتي استعادت فيها أذربيجان جزءاً كبيراً من أراضيها في هذه المنطقة.  

وأخيراً، اتهمت يريفان، أذربيجان بتسيير معدات عسكرية إلى الحدود، واتهمتها بالسعي لإشعال مواجهات جديدة في هذه المنطقة، غير أن خارجية أذربيجان، نفت الاتهامات الموجهة إلى باكو، معتبرة إياها "خدعة سياسية"، مع القول إن "التهديد الحقيقي لأمن المنطقة يتمثل في القوات المسلحة الأرمينية، التي على عكس مزاعم الطرف الأرميني وتعهداته لم تخرج بعد من الأراضي الأذربيجانية". 

وتشوب العلاقات الإيرانية الأذربيجانية توتراتٌ قديمة منذ تسعينيات القرن الماضي، وانخفض منسوبها مع مرور الوقت خلال العقدين الماضيين، غير أنها تجددت منذ أكثر من عامين على خلفية تطورات القوقاز الجنوبي والحرب التي جرت في هذه المنطقة عام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان، حيث تتهم الأخيرة طهران بأنها تدعم يريفان التي تربطها علاقات جيدة بطهران، رغم أن إيران تعتبر إقليم ناغورنو كاراباخ منطقة أذربيجانية محتلة.  

وعكفت طهران على نفي الاتهامات الأذربيجانية، متهمة باكو بأنها تسعى إلى تغيير حدود القوقاز وإلغاء حدود إيران مع أرمينيا، البالغة نحو 44 كيلومتراً، لربط جمهورية نخجوان بأراضيها. 

وتقرأ إيران التطورات في منطقة القوقاز، خلال العامين الأخيرين، باعتبارها مؤشرات على مخطط أذربيجاني تركي بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيوـ سياسية في منطقة القوقاز، عبر إغلاق حدودها مع أرمينيا، وذلك من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذربيجانية، والذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية، وذلك بغية ربط تركيا بالجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.  

تهديد كردستان العراق 

من جهته، توعد قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، العميد عباس نيلفروشان، إقليم كردستان العراق ما لم ينفذ تعهداته، وفق الاتفاقية الثلاثة المبرمة أخيراً بين بغداد وطهران وأربيل.  

وقال نيلفروشان إن "نهاية تنفيذ اتفاقنا المبرم مع العراق هي 19 سبتمبر/أيلول الجاري، إذا لم ينفذوا التزاماتهم سنعود نحن إلى الوضع السابق وسنضطر للدفاع عن مصالح الشعب الإيراني". وأضاف "إننا ملتزمون بفحوى الاتفاق المبرم لا كلمة أقل ولا أكثر، وكما وفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعهداتها فإنها تتوقع من الطرف الآخر أن يلتزم بها".  

وكانت طهران وبغداد قد أكدتا في وقت سابق إبرام اتفاقية بشأن المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان العراق.   

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في 28 الشهر الماضي، إن اتفاقا قد أبرم بين إيران والعراق "تعهّدت بموجبه الحكومة العراقية بالقيام بنزع أسلحة المجموعات الإرهابية المسلحة الانفصالية على التراب العراقي وإقليم كردستان"، في إشارة إلى المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة الموجودة هناك.  

وأضاف كنعاني أن العراق أيضاً "تعهّد بإخلاء المقرات العسكرية التي يستخدمونها ونقلهم إلى معسكرات قد حددتها الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن السقف الزمني لإنجاز هذه التعهدات هو حتى نهاية الشهر الإيراني الحالي أي حتى 22 سبتمبر/أيلول المقبل.  

وجاءت الاتفاقية الجديدة بعدما وقع خلال مارس/آذار الماضي، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق علي شمخاني ونظيره العراقي قاسم الأعرجي على اتفاقية "التعاون الأمني المشترك" بين إيران والعراق، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.    

وكان إقليم كردستان قد تعرض خلال العام الماضي إلى هجمات إيرانية متعددة بالصواريخ والمسيرات، منها هجوم نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بـ73 صاروخاً، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة. واستهدفت هذه الهجمات مقار الأحزاب الإيرانية المعارضة في الإقليم، وقد تسبب القصف بمقتل 13 شخصاً وإصابة 58 آخرين.