إصابات المتظاهرين العراقيين تكشف اعتداءات بالرصاص الحي والسكاكين

إصابات المتظاهرين العراقيين تكشف اعتداءات بالرصاص الحي والسكاكين... والكاظمي يعد بالتحقيق

26 مايو 2021
المتظاهرون يلوحون بالعودة للاعتصام (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -

قالت مصادر طبية عراقية، اليوم الأربعاء، إن عدد ضحايا التظاهرات ارتفع إلى شخصين مع 30 جريحا، بينهم حالات حرجة، كحصيلة جديدة لضحايا القمع الذي واجهت به السلطات أمس الناشطين والمحتجين، في وقت قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إنه سيفتح تحقيقا بالأحداث التي رافقت التظاهرات.
وحدثت صدامات بين قوات "مكافحة الشغب" والمتظاهرين عقب تقدم تلك القوات إلى ساحة التحرير في محاولة لطرد المحتجين منها، وبعد رفض المتظاهرين تفجرت مواجهات استخدم فيها الأمن الرصاص الحي والهراوات فيما أظهرت مقاطع فيديو ملاحقة الشبان داخل أزقة ضيقة قرب ساحة التحرير والتنكيل بهم بالضرب والشتم، بينما تعرض آخرون لإطلاق نار مباشر.
وتظاهر الآلاف من العراقيين في بغداد، أمس الثلاثاء، بمشاركة واسعة من ناشطين ومحتجين وفدوا من تسع محافظات جنوبي ووسط البلاد. كما وصل ناشطون من مدن غرب وشمال البلاد، وسط مشاركة نسائية لافتة، تلبية لدعوة أطلقها ناشطون قبل أيام لتجديد مطالب المحتجين للحكومة، وأبرزها الكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين والقضاء على الفساد.
وقال مسؤول طبي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن متظاهراً يبلغ من العمر 19 عاما توفي متأثرا بجروحه، فيما أصيب 30 آخرون، من بينهم 24 جريحاً مصاباً بالرصاص الحي، وآخرون بواسطة طعنات سكاكين وحراب تعرضوا لها، مؤكداً بالوقت نفسه وجود جرحى آخرين لم يصلوا إلى المستشفيات خوفا من الاعتقال.
وذكرت مصادر أمنية أنه قد جرى اعتقال 12 متظاهراً على الأقل من محيط ساحة التحرير، فيما تعرض ناشط لمحاولة خطف.
في غضون ذلك، وعد الكاظمي بفتح تحقيق بخصوص عمليات القتل والقمع بحق للمتظاهرين في ساحة التحرير وكذلك استخدام الأجهزة الأمنية الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
وكتب الكاظمي في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر"، "دعمنا حرية التظاهر السلمي في العراق، وأصدرنا أوامر مشددة بحماية التظاهرات وضبط النفس ومنع استخدام الرصاص الحي لأي سبب كان".
وأضاف "اليوم سنفتح تحقيقاً شفافاً حول حقيقة ما حدث في اللحظات الأخيرة من تظاهرة ساحة التحرير لكشف الملابسات.. الأمن مسؤولية الجميع ويجب أن نتشارك جميعاً في حفظه".

 

من جهته، قال "المرصد العراقي لحقوق الإنسان"، في بيان مقتضب، إن "القوات الأمنية ما زالت تتخذ من العنف منهجاً ثابتاً ضد المتظاهرين".
وحمل المرصد الحكومة العراقية مسؤولية سقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات، مؤكداً أن "القوات العراقية استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين".
بالمقابل قال القيادي في "ائتلاف النصر" النائب عدنان الزرفي في تغريدة له إن "ما حدث من قمع عبثي للمتظاهرين في ساحة التحرير وبقاء القاتل ملثماً يلعب في الظل ويستبيح دماء العراقيين يضاعف مسؤوليتنا لنصرة القيم الوطنية التي تبنتها تشرين".
وأضاف "#من_قتلني صرخة حق عميقة انطلقت من أولياء الدم ووصلت إلى البرلمان وستبدأ باستجواب القادة الأمنيين وتنتهي بـ #هذا_من_قتلكم".

 

جنوبا بدأ متظاهرو ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار جنوبي البلاد، بنصب خيم الاعتصام مجددا.
وشهدت الساحة توافدا للمتظاهرين بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، وقاموا بنصب خيم اعتصام جديدة، معلنين بقاءهم في الساحة حتى رضوخ الحكومة لمطالب المتظاهرين وفي مقدمتها الكشف السريع عن قتلة المتظاهرين، وإنهاء التسويف في ملف اغتيال الناشطين.

 

وقال أحمد العرداوي، وهو أحد ناشطي تظاهرات كربلاء لـ "العربي الجديد"، إن قمع السلطات للمحتجين المطالبين بالكشف عن قتلة مسؤول تنسيقيات التظاهرات في كربلاء، إيهاب الوزني، يشير بوضوح إلى أن الحكومة تصر على تجاهل مطالب المتظاهرين المتمثل بضرورة الإسراع في الكشف عن قتلة المتظاهرين، مشيرا إلى أن التحشيد بدأ مجددا لعودة التظاهرات أقوى من السابق في كربلاء وبقية مدن الجنوب بعد أن يئس المتظاهرون من الوعود الحكومية التي لم يطبق منها شيئا.
وشهدت محافظات ذي قار وبابل والديوانية والبصرة تظاهرات ليل الثلاثاء احتجاجا على استخدام القوات العراقية القوة لفض تظاهرات ساحة التحرير.
وشن ناشطون وحسابات داعمة للتظاهرات هجوما على الكاظمي بسبب موقفه من عمليات قتل المتظاهرين. 

 

بدورها، قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أمس الثلاثاء، إن المساءلة تمثل السبيل الذي سيوقف نمط الهجمات المميتة التي تستهدف الناشطين والمدنيين، مضيفة في بيان: "يعتقد الجناة أنهم أسكتوا الأصوات"، ومشددة على أن "المساءلة هي مفتاح استقرار العراق".

 

وأعاد احتشاد آلاف المتظاهرين، في ساحة التحرير تحديدا، ذاكرة العراقيين إلى أول أشهر انطلاق الاحتجاجات في العراق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، إذ نجحت الأعداد الكبيرة من المتظاهرين في سيطرتها مجددا على أهم ميادين بغداد، وهي ساحة التحرير، بعد نحو 6 أشهر من فقدانها السيطرة عليها إثر قيام قوات حكومية بفض الاعتصام فيها ورفع خيام المتظاهرين.

 

ورفع المتظاهرون شعارات عدة تهاجم الأحزاب الحاكمة في البلاد والفساد المالي والفشل في توفير الخدمات، مرددين الشعارات السابقة مثل "نريد وطن"، و"دولة مدنية"، وأيضا "لا للتبعية"، كما شوهدت صور لناشطين تم اغتيالهم من قبل جهات مسلحة، وتنصل الحكومة من وعود التحقيق والكشف عن الجهات التي تقف خلف قتلهم.
ورفع متظاهرون في ساحة التحرير شعارات جديدة، اعتبر مراقبون أنها مطالب جديدة في التظاهرات، وهي منع الإفلات من العقاب، وحملوا لافتات تنتقد بعثة الأمم المتحدة في العراق.

المساهمون