إشارات إيجابية تركية تدفع لحراك مصري في ليبيا

إشارات إيجابية تركية تدفع لحراك مصري في ليبيا

06 يناير 2022
عمال في أحد شوارع العاصمة طرابلس (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة معنية بالملف الليبي لـ"العربي الجديد"، عن حراك واسع تشهده أروقة صنع القرار المصري بشأن ليبيا في الوقت الراهن على عدة مستويات متقاطعة مع هذا الملف، مشيرة إلى إشارات وصفتها بالإيجابية، من شأنها إحداث تقدم خلال الفترة المقبلة على الرغم من تعطل المسار الانتخابي الذي كان مقرراً أن ينطلق في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقال مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، إن العقبة الكبرى بالنسبة لمصر في ملف الأزمة في ليبيا، أي الدور التركي الذي لطالما أزعج القاهرة، بدأ في تخفيف حدة تأثيراته السلبية.

وكشف أنه بعد محادثات على مستوى "استخباري" جرت أخيراً، أقدمت تركيا على خطوة تبدو رمزية، ولكنها حملت دلالة اعتبرتها الدوائر المصرية إيجابية ودليلاً على جدية من جانب أنقرة، إذ رحّلت 200 من المقاتلين السوريين التابعين لها في مناطق غرب ليبيا وأعادتهم إلى المناطق التي قدموا منها في سورية.


مساعٍ مصرية للعودة إلى الغرب الليبي

في المقابل، كشف مصدر آخر عن تحركات مصرية متسارعة لاختراق مناطق غرب ليبيا بأعداد كبيرة من العمالة بالتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية، قائلاً إن "وزارة القوى العاملة بدأت في الإعلان عن عدد من الوظائف في الجهات الحكومية الليبية في مناطق غرب ليبيا، والتي ظلت لفترة طويلة منذ اندلاع الثورة الليبية مغلقة أمام التنسيق المصري الرسمي، بسبب موالاة مصر ورعايتها لمعسكر شرق ليبيا".


رفض أردوغان استقبال حفتر لأنه "ليس نظيراً له"

كما أشار المصدر إلى أن المسعى المصري يهدف لتمهيد الأجواء لوصول شركات مصرية لتنفيذ مشاريع في غرب ليبيا، وذلك في الوقت الذي تسارع فيه أنقرة لاختراق معسكر شرق ليبيا، على المستويين السياسي والاقتصادي، بعدما زار أخيراً ممثلون رفيعو المستوى عن جهات في شرق ليبيا تركيا والتقوا مسؤولين بارزين هناك.

ولفت إلى أن القاهرة ترصد بشكل دقيق التحركات التركية لتعزيز وجودها في شرق ليبيا، مضيفاً أن اللقاءات التي جرت أخيراً في أنقرة بين شخصيات رفيعة المستوى من شرق ليبيا والمسؤولين الأتراك تطرقت إلى عودة الشركات التركية إلى مناطق الشرق الليبي، وتأمين المسارات البحرية للسفن التركية.

وقبل حوالي أسبوع، أفاد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو بأن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر طلب لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، لافتاً إلى أن أردوغان رفض ذلك لأن "حفتر ليس نظيره".

وأشار أيضاً إلى أن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح تراجع عدة مرات عن زيارة تركيا.

وجاء كلام جاووش أوغلو رداً على سؤال حول زيارة وفد من مجلس النواب الليبي إلى أنقرة أخيراً، وطلبه فتح قنصلية تركية، وتسيير رحلات طيران جوية للخطوط التركية للشرق الليبي، مؤكداً أن بلاده لا تفرق بين أي طرف ليبي وآخر، وأشار إلى أنه كانت لحفتر وصالح عدة طلبات لزيارة تركيا.


رحّلت أنقرة 200 مقاتل سوري من ليبيا

وأكد المصدر أن التحركات المصرية على الأرض في غرب ليبيا تهدف لسرعة توظيف مصريين في الجهات الحكومية بمواقع قيادية، بشكل يمهد لعودة النفوذ المصري إلى تلك المناطق.

وكشف أن اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي التي يترأسها اللواء أيمن بديع، وكيل جهاز المخابرات العامة، أعدت تقدير موقف حديثاً بشأن إمكانية الافتتاح الرسمي لمقر السفارة المصرية في طرابلس، في الوقت الذي لا يزال فيه القائم بالأعمال المصري تامر مصطفى يمارس عمله من مقر غير رسمي.

تواصل أمني بين مصريين وليبيين

وكشف المصدر أن التحركات المصرية الميدانية تضمنت اتصالات على مستوى أمني بين مسؤولين مصريين وقادة مجموعات مسلحة في غرب ليبيا، وبالتحديد في العاصمة طرابلس أخيراً، وفتح قنوات اتصال معهم وعدم الاكتفاء بالاتصالات الرسمية مع الحكومة المؤقتة لتأمين الوجود المصري المرتقب هناك.

في غضون ذلك، كشفت وزارة الخارجية الفرنسية عن مغادرة "300 مرتزق أجنبي" شرق ليبيا، وأشادت بالخطوة التي اعتبرتها بداية للانسحاب المرحلي للقوات الأجنبية من البلاد.

وأشارت المتحدثة باسم الوزارة آن كلير لوجندر إلى أنه يجب أن يتبع هذه الخطوة انسحاب كامل للمرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل كامل وفي أسرع وقت، لافتة إلى أن مغادرة المرتزقة تشكل بادرة إيجابية أولى بعد مؤتمر باريس (الذي عُقد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي).

تقارير عربية
التحديثات الحية