إسرائيل ماطلت في السماح لزيلينسكي بمخاطبة الكنيست وعرضت لقاء مصغراً

إسرائيل ماطلت في السماح للرئيس الأوكراني بمخاطبة الكنيست وعرضت لقاء مصغراً بواسطة "زووم"

11 مارس 2022
تل أبيب تتفادى إغضاب موسكو (سيرغي سوبينسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت الصحف الإسرائيلية في ملحقاتها الأسبوعية، اليوم الجمعة، عن معطيات بشأن مماطلة إسرائيل في الرد على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مخاطبة الكنيست بشكل مباشر عبر تقنية الفيديو، موضحة أن الطلب الذي قدمه السفير الأوكراني، كورنيشوك يفغين، أحرج حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تحسبا من رد روسي غاضب.

وبين عميت سيغل، في مقاله الأسبوعي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن رد رئيس الكنيست، ميكي ليفي، والتسوية التي تم التوصل إليها مع الرئيس الأوكراني بتنظيم جلسة يتحدث خلالها عبر تطبيق "زووم" مع عدد من أعضاء الكنيست، كانت نتاج "خدعة" لجأ إليها وزير الخارجية يئير لبيد.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال حاولت الادعاء بداية أن أعضاء الكنيست في عطلة الشتاء، علما أنه يمكن عقد جلسة خاصة خلال عطل الكنيست، ثم الادعاء أنه يجري خلال العطلة ترميم مبنى الكنيست والقاعة العامة للمداولات.

وبحسب ما كشف عنه سيغل، فإن لبيد، الذي كان مدركا لموعد إنهاء الدورة الشتوية للكنيست، الأربعاء الماضي، أوعز لممثلي الخارجية الإسرائيلية بتأجيل الرد على الطلب الأوكراني ليوم، أي حتى أمس الخميس، بحيث يكون أعضاء الكنيست رسميا في عطلة، ومن ثم التعلل بهذا السبب لرفض الطلب، ومقابل ذلك اقتراح تنظيم كلمة لزيلينسكي مع عدد من أعضاء الكنيست في إحدى قاعات لجان الكنيست، الصغيرة وغير الواسعة، خلال الأسبوع المقبل.

وفي هذا السياق، أشار يوسي فيرتير، في مقاله بصحيفة "هآرتس"، إلى أن المبررات التي ساقها رئيس الكنيست، ميكي ليفي (وهو من حزب لبيد) وممثلو الخارجية الإسرائيلية "كاذبة"، ذلك أنه عند تقديم الطلب الأوكراني رسميا لم تكن قد بدأت عطلة أعضاء الكنيست، وثانيا لأن أعمال الترميم والصيانة ستبدأ فقط الأسبوع المقبل، وأخيرا لأنه حتى خلال العطلة يمكن دعوة الكنيست لجلسة خاصة.

"وسيط محايد"

ولفت سيغل، في مقاله بـ"يديعوت أحرونوت"، إلى أنه بفضل هذا التحايل فقد تمكنت إسرائيل من تجنب أزمة دبلوماسية مع روسيا من جهة، كما ضمنت لنفسها الحفاظ على "صورة الوسيط المحايد".

ويأتي ذلك إضافة إلى رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي مجددا وسط هذا الأسبوع تزويد أوكرانيا بمنظومات عسكرية دفاعية، وإبراز موقفها المعلن بتقديم مساعدات إنسانية فقط.

في غضون ذلك، اضطرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، إلى نقل مئات اللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى مطار بن غوريون إلى فنادق، بعد أن أحرجت التقارير والصور التي نشرتها الصحف الإسرائيلية للمئات منهم وهم على أرض المطار دون أي شروط إنسانية لائقة، بمن فيهم الأطفال.

وأعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أيليت شاكيد، الأربعاء، أنها قررت تحديد عدد اللاجئين الذين ستستوعبهم إسرائيل بخمسة آلاف فقط. وقبلها ادعت أن إسرائيل ستستوعب عمليا 25 ألف لاجئ أوكراني، لكن سرعان ما تبين كذب الوزيرة، حيث اتضح أنها شملت في تصنيفها لمكانة "لاجئ" نحو عشرين ألف مواطن أوكراني موجودين في إسرائيل منذ عدة سنوات، حيث وصلوا كسياح وظلوا فيها بصورة غير قانونية.

وتزعم وزيرة الداخلية ومعها الحكومة الإسرائيلية أن تل أبيب استوعبت مقارنة بحجمها وعدد سكانها لاجئين أوكرانيين أكثر من أي دولة أخرى في العالم.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينت، أمس الخميس أمام اللجنة الوزارية لشؤون الهجرة والاستيعاب، أن إسرائيل بدأت حملة جلب اليهود من أوكرانيا ودول الجوار تحت اسم "نهاجر للبيت".

وامتنع بينت عن ذكر اسم روسيا، علما بأنه طالب خلال لقائه بالرئيس فلاديمير بوتين، السبت الماضي في موسكو، بالسماح لمن يرغب من اليهود في روسيا بالهجرة إلى إسرائيل.

المساهمون