أوكرانيا وصواريخ كوريا الشمالية تهيمنان على قمة آسيا والمحيط الهادئ

حرب أوكرانيا وصواريخ كوريا الشمالية تهيمنان على قمة آسيا والمحيط الهادئ

17 نوفمبر 2022
ستشهد هذه القمة لقاءً غير مسبوق بين الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الياباني (Getty)
+ الخط -

يعقد قادة دول منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بانكوك، اليوم الخميس، قمة مخصصة لمناقشة الأوبئة وتداعيات الحرب في أوكرانيا، في اليوم نفسه الذي أطلقت فيه كوريا الشمالية صاروخاً جديداً.

وستشهد هذه القمة، التي تستمر يومين، لقاءً غير مسبوق بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وسيعقدان أول اجتماع مباشر بينهما منذ ثلاث سنوات، بعد ساعات من آخر فصل في سلسلة طويلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية التي أعادت المخاوف النووية إلى رأس جدول الأعمال، إلى جانب النزاع في أوكرانيا.

ووصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة التايلاندية اليوم الخميس، قادماً من بالي، حيث حضر قمة مجموعة العشرين، وحيث حثه الرئيس الأميركي جو بايدن على استخدام نفوذه لدفع بيونغ يانغ إلى تغيير سلوكها.

وبينما كان شي وكيشيدا يستعدان للقاء، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستيا قصير المدى، وحذرت واشنطن وحلفاءها من رد عسكري "أشد ضراوة".

ودان مكتب كيشيدا عملية الإطلاق الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية، فيما تضاف هذه الخطوة إلى سلسلة من تجارب إطلاق الصواريخ، بما في ذلك صاروخ بالستي عابر للقارات، بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري.

وتقول سيول وواشنطن إن بيونغ يانغ قد تكون تستعد لإجراء تجربة نووية ستكون السابعة في تاريخها.

وأكد جو بايدن وكيشيدا اللذان التقيا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في بنوم بنه، أن إجراء تجربة نووية من قبل كوريا الشمالية سيليه "رد قوي وحازم" من المجتمع الدولي.

وأصدر القادة الثلاثة بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم، بينما تعهد الرئيس الأميركي بنشر "المجموعة الكاملة للقدرات، بما في ذلك النووية" للدفاع عن حلفائه.

وبعد لقائه شي الاثنين، قال بايدن إنه مقتنع بأن الصين الحليف الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لبيونغ يانغ، لا تريد أن يفاقم نظام كيم جونغ أون حدة التوتر.

وتعد الصين واليابان، ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم على التوالي، شريكين تجاريين مهمين، لكن العلاقات بينهما تدهورت كثيراً في السنوات الأخيرة مع إظهار بكين طموحات متزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويبدو أن الصواريخ الصينية التي أُطلِقَت خلال مناورات عسكرية مكثفة حول تايوان في أغسطس/ آب، سقطت في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، واحتجت طوكيو على ما وصفته بأنه انتهاكات جوية وبحرية متزايدة في الأشهر الأخيرة.

ولم يعقد شي وكيشيدا لقاءً على انفراد من قبل، إلا أنهما تحدثا هاتفياً في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2021 بعيد وصول كيشيدا إلى السلطة في اليابان.

وتعود القمة الأخيرة بين قادة البلدين إلى ديسمبر/ كانون الأول من عام 2019، عندما التقى رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، شي في بكين.

وتشكل قمة منتدى آسيا والمحيط الهادئ ذروة نشاطات دبلوماسية مكثفة في الأيام الـ15 الأخيرة، بعد قمة مجموعة العشرين واجتماع قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا الأسبوع الماضي.

وهيمن سقوط صاروخ في بولندا على مجموعة العشرين، وعزز المخاوف من تصعيد في النزاع لا يكفّ قادة الاقتصادات العشرين الكبرى عن التحذير منه.

وقالت بولندا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن الانفجار نجم على الأرجح عن صاروخ دفاع جوي أوكراني أطلق لاعتراض وابل روسي.

وسعى بايدن وشي، خلال اجتماع نادر الاثنين الماضي، لتخفيف التوتر، لكن القوتين العظميين لا تزالان في مسار تصادمي مع العديد من نقاط الخلاف بينهما.

وأكد بايدن أنه لن تحدث حرب باردة جديدة بالضرورة، بينما أكد الزعيم الصيني أن بكين ليس لديها نية "لتغيير النظام الدولي القائم".

ومن شأن هذه النبرة التصالحية بين الرجلين أن تطمئن أعضاء المنتدى الذين يشعرون بقلق متزايد من اضطرارهم للانحياز إلى أحد أكبر اقتصادين في العالم.

وما زال الخلاف بين الولايات المتحدة والصين كبيراً بشأن مستقبل تايوان، لكنهما وجدتا أرضية مشتركة بشأن أوكرانيا، واتفقتا على نقطة واحدة، بحسب البيت الأبيض، تقضي برفض أي لجوء إلى الأسلحة النووية.

وفي موقف أكثر غموضاً، قالت الصين إنها "تقف إلى جانب السلام"، ودعت مرة أخرى إلى مفاوضات. فيما وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بانكوك مساء أمس الأربعاء، وخلال هذه القمة التي تستمر لمدة يومين، سيحاول إحياء طموحات فرنسا الاستراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي قوضتها الأزمة مع أستراليا حول عقد غواصة عملاقة في عام 2021.

وقال ماكرون، اليوم الخميس، إنه "في هذه المنطقة المتنازع عليها بشدة والتي تشهد مواجهة بين القوتين العظميين، تتمثل استراتيجيتنا بالدفاع عن الحرية والسيادة".

(فرانس برس)