أنقرة تتأهب لانطلاق الانتخابات: مرحلة الصمت وتجهيز مراكز الاقتراع

أنقرة تتأهب لانطلاق الانتخابات: مرحلة الصمت وإزالة لوحات إعلانية وتجهيز مراكز الاقتراع

13 مايو 2023
فرق الهيئة الانتخابية العليا تواصل تحضيراتها لعملية الاقتراع (Getty)
+ الخط -

ما إن دخلت تركيا مرحلة الصمت الانتخابي في تمام الساعة السادسة من مساء السبت بالتوقيت المحلي حتى توقفت كل مظاهر الدعاية الانتخابية التي كانت على أشدها في العاصمة أنقرة خلال النهار، قبل 12 ساعة على موعد الاقتراع يوم الأحد.

تحضيرات هيئة الانتخابات

وبينما توقفت الأحزاب عن الدعاية استمرت فرق الهيئة الانتخابية العليا بتحضيراتها ليوم الاقتراع حيث رصد "العربي الجديد" إنشاء كابينات (مقصورات) وصناديق الاقتراع داخل المدارس في أنقرة، كما علقت أرقام الصناديق على الأبواب.

وفي المركز الانتخابي بمدرسة نبهات تاشكين الابتدائية بمنطقة كيجوران، شمال أنقرة، قال الموظف الذي عرف نفسه باسم أرسين لـ"العربي الجديد" إنّ مراكز الاقتراع أصبحت جاهزة بما يساعد المواطنين في التصويت بأريحية وبما يضمن عدم التزوير.

وأوضح أنه "ليس بوسع الناخب التوجه إلا إلى صندوق تم تحديده سلفًا من قبل الهيئة العليا للانتخابات، ويجب عليه تقديم بطاقة هوية رسمية قبل التصويت، ويتحقق أعضاء لجنة الإشراف على الصندوق من تطابق الهوية مع الاسم الموجود بالسجل الانتخابي لمنع التصويت المزدوج أو التصويت المتكرر".

وأشار إلى أنه "يُطلب من الناخب استخدام ختم معد سلفًا لاختيار حزبه المفضل وتحالفه الانتخابي في ورقة، واختيار مرشحه للرئاسة في ورقة أخرى، لتوضع الورقتان في ظرف واحد يوصع في الصندوق".

وبحسب الهيئة العليا للانتخابات، فلكل صندوق اقتراع لجنة معينة للإشراف عليه مسؤولة عن إجراء الانتخابات بأمان وفرز الأصوات، ورئيسها موظف حكومي تعينه اللجنة العليا للانتخابات، أما أعضاؤها فيعينون من أكبر 5 أحزاب سياسية، ويتم تحديدهم وترتيبهم حسب حصتهم من الأصوات بالانتخابات السابقة. ومع ذلك، فبوسع الأحزاب الأخرى الحضور في مراكز الاقتراع لمراقبة العملية الانتخابية، لكن بدون التمتع بدور رسمي فيها.

وكان رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أحمد ينر، أعلن استكمال كافة التجهيزات للانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية الدورة الثامنة والعشرين المقرر إجراؤها الأحد، مؤكداً اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة. وأوضح أن الهيئة أكملت توزيع البطاقات الانتخابية على مراكز الاقتراع، مشيراً إلى أنه ولأول مرة تم تجهيز قوالب تمكّن الناخبين من ذوي الإعاقة البصرية من الاقتراع بأنفسهم.

وتتألف الهيئة العليا للانتخابات من 11 عضواً منتخباً، هم 6 من المحكمة العليا و5 من مجلس الشورى الأعلى، تتمثل مهامهم بإجراء الانتخابات والإشراف عليها في ظروف نزيهة وشفافة وموثوقة وحرة ومتساوية عبر تحديد لجنة من سبعة أشخاص على رأس كل صندوق انتخابي لضمان نزاهة الانتخابات. وتفحص اللجان مع المراقبين أوراق التصويت للتأكد من سلامتها وعدم وجود مخالفات تُبطل الصوت.

وتنقسم تركيا إلى 87 دائرة انتخابية، وتعد كل محافظة دائرة انتخابية بذاتها باستثناء إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهي محافظات كبرى تم تقسيم كل واحدة منها إلى عدة دوائر. وتضم هذه الدوائر الانتخابية 191 ألفاً و884 صندوق اقتراع.

الدقائق الأخيرة

وحرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اختتام نشاطه الانتخابي بأداء صلاة المغرب في مسجد آيا صوفيا الذي حوله السلطان الفاتح من كنيسة إلى مسجد وأعاد افتتاحه أردوغان أخيراً واعتبره من أهم إنجازاته. وقبل أداء الصلاة، توجه أردوغان إلى مسجد الشيخ حسن أفندي، زعيم جماعة "إسماعيل آغا" الصوفية، في منطقة الفاتح التاريخية بإسطنبول، ليصطحبه معه إلى مسجد آيا صوفيا، وهو تقليد يقوم به الرئيس التركي قبل كل انتخابات، وفي ذلك رسالة واضحة لقطاع واسع من الشعب التركي.

في المقابل، توجه منافسه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو إلى ضريح مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك، في رسالة لقواعده العلمانية.

وقُبيل دخول الصمت الانتخابي بدقيقة واحدة، غرد أردوغان على حسابه بـ"تويتر"، داعياً أنصاره إلى الحضور مبكراً في يوم الاقتراع، والتوجه إلى صناديق الاقتراع منذ السادسة والنصف صباحاً.

وبث منافسه كلجدار أوغلو، في السابعة مساء فيديو كشف فيه عن أبرز مشاريعه التي وعد الأتراك بها بحال فوزه في الانتخابات، كما هاجم منافسه واصفاً إياه بـ"الدكتاتوري الذي يقيد الإعلام".

من جهته، أعلن اللاعب الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل في الدقائق الأخيرة دعمه للرئيس أردوغان، وأرفق أوزيل في حسابه على "تويتر"، صورة له مع أردوغان، وكتب "نحن دائماً معك سيدي الرئيس".

اليوم الأخير

ومع بدء مرحلة الصمت الانتخابي، رصد "العربي الجديد" إزالة بلدية أنقرة اللوحات الإعلانية للمرشحين، بعد أن واصلت الأحزاب التركية دعايتها للانتخابات بشكل هو الأكثر والأنشط كونه اليوم الأخير قبل الاقتراع.

ورصد "العربي الجديد" أجواء الدعاية الانتخابية في منطقة بورساكلار في أنقرة والتي تعد معقلاً تقليدياً لحزب العدالة والتنمية الحاكم وتتوزع فيها العديد من مقرات حملته الانتخابية.

وانتشرت صور الرئيس أردوغان وأعضاء حزبه من المرشحين للبرلمان؛ في الميادين الرئيسية والمناطق المركزية في المنطقة التي لم تخل أيضاً من صور لمنافسه، كلجدار أوغلو.

وفي منطقة يني محله بأنقرة،  لوحظ وجود نشاط واسع لأعضاء حملة كلجدار أوغلو عند ميدان ديميتفلر، الذي يعد الأكثر ازدحاما في المنطقة، إذ رفع هؤلاء صوره على لافتات كُتب عليها وعوده الانتخابية، فيما دأب آخرون على توزيع ملصقات وصور وأوراق دعائية على السيارات والمواطنين المارين من المكان الذي تتوسطه خيمة لحملته الانتخابية.

وركزت الأحزاب في حملاتها الانتخابية في اليوم الأخير على الناخب المتردد الذي إما هو لن يذهب إلى صناديق الاقتراع، أو إنه سيقرر الذهاب للانتخاب في اللحظة الأخيرة.  ووفقاً لشركة "أوبتمار" فإن نسبة "الناخب المتردد" تبلغ 7.3%؛ 2.6% منهم يقولون إنهم لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، و5.6% منهم يرفضون الإجابة عن التساؤل.

المساهمون