أميركا تتخلف عن الصين في حرب الغواصات.. 37% من أسطولها خارج الخدمة

أميركا تتخلف عن الصين في حرب الغواصات.. 37% من أسطولها خارج الخدمة

14 يوليو 2023
غواصة "يو أس أس كونيكتيكت" التي تعطّلت في بحر الصين الجنوبي (Getty)
+ الخط -

كشفت البيانات البحرية الأخيرة للجيش الأميركي، والتي نشرتها خدمة أبحاث الكونغرس هذا الشهر، أن 37% من أسطول الغواصات المائية الأميركي أصبح خارج الخدمة، ما يترك الولايات المتحدة في وضع حرج أمام التفوق الصيني العددي في هذا المجال.

وبحسب الدراسة، التي نشرها الكونغرس في السادس من يوليو/ تموز الجاري، فإن أعمال الصيانة المتراكمة "قلّصت بشكل كبير" عدد الغواصات النووية التي يمكنها العمل في أي وقت، وهذا بدوره حدّ من "قدرة تلك القوة البحرية على تلبية المهمات اليومية، في مقابل زيادة الأعباء التشغيلية" على الغواصات العاملة.

ويزيد هذا العجز بمقدار الضعف عن نسبته المثلى البالغة 20%، في الوقت الذي ظل يرتفع فيه بمنحى تصاعدي منذ عام 2017، حينما كانت نسبة الغواصات خارج الخدمة 28%، فيما بلغت 33% العام الماضي، وفق وكالة "بلومبيرغ".

وتملك الولايات المتحدة في أسطولها 49 غواصة، 18 منها تواجه عيوباً تشغيلية وتخضع للصيانة. في المقابل، تضم الصين في أسطولها 56 غواصة، تتوقع الولايات المتحدة أن ترتفع إلى 65-70 خلال هذه العشرية، وفق تقرير لوزارة الدفاع (البنتاغون) العام الماضي.

وعزت قيادة أنظمة البحار، التابعة للقوات البحرية الأميركية، هذا القصور إلى مشاكل في "التخطيط، وتوافر المواد، وسرعة إنجاز أحواض بناء السفن"، وفقاً لبيان أصدرته ردّاً على الإحصاءات المعلنة، مضيفة أنها "أطلقت العديد من المبادرات لمعالجة مسببات تأخير الصيانة الأولية". 

وقدمت القيادة أرقاماً محدّثة للغواصات الخاضعة للصيانة، مشيرة إلى أن عدد الغواصات خارج الخدمة هبط إلى 16 من 49 ابتداءً من أواخر يونيو/ حزيران الماضي.

وبحسب "بلومبيرغ"، فإن مسؤولي الدفاع والمشرعين الأميركيين يعتبرون سلاح الغواصات ميزة رئيسية على البحرية الصينية الأكبر عدديّاً.

تقارير دولية
التحديثات الحية

لكن الغواصات غير النشطة لا تشمل تلك التي من صنف "أوهايو" القادرة على إطلاق صواريخ باليستية برؤوس نووية، وتقتصر على الغواصات الهجومية السريعة المؤهلة لإطلاق التوربيدات وصواريخ "توماهوك كروز" على السفن والأهداف البحرية، وتنفيذ مهام التخفي، ومن ضمنها المراقبة.

ووفق قراءة "بلومبيرغ"، فإن المشاكل المتراكمة التي لم يجرِ الكشف عنها سابقاً تقف على النقيض من سياسة البنتاغون الحالية الداعية إلى تعزيز ظهور أذرع القوة الأميركية في جميع أنحاء العالم، على اعتبار أن ذلك يمثّل رسالة إلى الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

وأحد الأمثلة القريبة على التراكم الشديد في الأعطال التي تواجه أسطول الغواصات الأميركية، هو ما حدث مع غواصة "يو أس أس كونيتيكت"- وهي إحدى ثلاث غواصات من الدرجة الممتازة من صنف "Seawolf"- حينما اصطدمت بجبل تحت الماء في بحر الصين الجنوبي قبل 20 شهراً، وستظل خارج الخدمة حتى أوائل 2026 على أقرب تقدير.

ويقول المتحدث باسم مكتب المساءلة الحكومية الأميركي، تشاك يونغ، إن الولايات المتحدة دخلت السنة الخامسة من خطة تمتد 20 عاماً لإعادة تصميم أحواض بناء السفن الأربعة التي تمتلكها، مضيفاً أن البحرية الأميركية ما زالت تفتقر إلى تحديد التكلفة والجدول الزمني الموثوقين رغم تلك السنوات الخمس، ومن المحتمل ألا تكون لديها توقعات أفضل حتى عام 2025.