أموال المتبرعين لمعارك ترامب القانونية توجَّه لأغراض أخرى

أموال المتبرعين لمعارك ترامب القانونية توجَّه لأغراض أخرى

12 نوفمبر 2020
سيُخصَّص جزء كبير من الأموال للجنة مختصة بقيادة ترامب اسمها "أنقذوا أميركا" (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتشويه الانتخابات التي شهدتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بادعاءات لا أساس لها بالتلاعب في الأصوات، أطلق فريق العاملين معه سيلا من الطلبات لأنصاره للتبرع من أجل المساعدة في تغطية تكاليف الطعون القانونية في النتائج.

وتقول إحدى الرسائل: "سيحاول اليسار أن يسرق هذه الانتخابات"، غير أن مراجعة أجرتها "رويترز" للصياغة القانونية لهذه الطلبات تكشف أن أي تبرعات دولارية صغيرة من المتبرعين في القاعدة الشعبية لأنصار ترامب لن توجه لأي نفقات قانونية على الإطلاق.

وتُبين وثائق الإفصاح المقدمة للسلطات لطلب التبرعات أنه يتعين على المتبرع أن يقدم أكثر من ثمانية آلاف دولار لكي يوجه المال إلى "حساب إعادة الفرز" الذي أُنشئ لتمويل الطعون في الانتخابات، بما في ذلك إعادة فرز الأصوات والدعاوى الخاصة بمخالفات مزعومة.

وتوجه الطلبات المُرسلة بالبريد الإلكتروني الأنصار إلى موقع على الإنترنت يُسمّى "الصندوق الرسمي للدفاع عن الانتخابات" يطلب منهم الموافقة على تقديم تبرعات "لحماية النتائج ومواصلة الكفاح حتى بعد يوم الانتخابات".

وتوضح التفاصيل الدقيقة أن أغلبية هذه التبرعات ستوجه إلى أولويات أخرى.

وسيُخصَّص جزء كبير من الأموال للجنة مختصة بقيادة ترامب اسمها "أنقذوا أميركا" شُكلت يوم الإثنين وللجنة الجمهورية الوطنية. وبمقتضى قواعد لجنة الانتخابات الاتحادية يُتاح للجنتين مجال واسع لاستخدام هذه الأموال.

ولم ترد حملة ترامب ولا اللجنة الجمهورية الوطنية ولا لجنة "أنقذوا أميركا" على طلبات للتعليق.

واللجان المختصة بالقيادة مثل لجنة "أنقذوا أميركا" تستخدمها في الغالب شخصيات سياسية بارزة لإنفاق المال على مرشحين آخرين، وتسدد في الوقت نفسه مصروفات شخصية مثل السفر والإقامة في الفنادق.

وتسمح وثائق الإفصاح لترامب واللجنة الجمهورية الوطنية بتحويل التبرعات إلى قضايا سياسية أو حملات دعاية أخرى مثل سباق الإعادة المهم على مقعدي مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا خلال يناير/ كانون الثاني، اللذين قد يُحددان مصير السيطرة على المجلس ومن المرجح أن يكون من أكثر السباقات الانتخابية كُلفة في التاريخ الأميركي.

وتتصدر الموقع الإلكتروني للمطالبة بالتبرع لترامب عناوين ضخمة، أبرزها "الصندوق الرسمي للدفاع عن الانتخابات" و"ساهموا الآن".

ومن يمعن النظر في التفاصيل أسفل الصفحة يكتشف أن التبرعات تقسم بين صندوق "أنقذوا أميركا" الذي سيحصل على 60 في المائة منها واللجنة الجمهورية الوطنية التي ستحصل على 40 في المائة.

ولا توجه أي أموال إلى حساب لجنة "إعادة الفرز" الرسمية الخاصة بترامب، قبل وصول لجنة "أنقذوا أميركا" الخاصة بإعادة فرز الأصوات إلى حد المساهمات القانونية البالغ خمسة آلاف دولار وفقا لما ورد في وثائق الإفصاح.

وهذا معناه أن صندوق "أنقذوا أميركا" سيحصل قبل توجيه أي أموال لصندوق إعادة الفرز على 5000 دولار واللجنة الجمهورية الوطنية على حوالي 3300 دولار. وتقتصر التبرعات للجنة إعادة الفرز قانونا على 2800 دولار.

وعلى سبيل المثال، إذا قدم أحد المتبرعين من أنصار ترامب 500 دولار فستُخصَّص منها 300 دولار لصندوق "أنقذوا أميركا" التابع لترامب ويخصص مبلغ 200 دولار للجنة الجمهورية الوطنية. ولا يحصل صندوق الدفاع عن الانتخابات في هذه الحالة على شيء.

وقال أحد المخططين الاستراتيجيين الجمهوريين إن ترامب يُضلل أنصاره الذين قد يتبرعون بمبالغ صغيرة لأي قضية يعلنها هو.

وأوضح مايكل دوهيم المدير السياسي السابق باللجنة الجمهورية الوطنية، أنه "من المهم مصارحة الناس. خاصة أولئك الذين يرهقون ميزانياتهم للتبرع بمبلغ 25 دولارا. فإذا قيل لهم إنها ستوجه للرسوم القانونية فيجب حينئذ أن توجه للرسوم القانونية".

ويقول داريل سكوت القس في ولاية أوهايو، الذي ساعد في تأسيس تحالف التنوع الوطني لدعم ترامب وكان عضوا في الفريق الانتقالي للرئيس في 2016، إنه لا يرى مشكلة في تحويل التبرعات إلى اللجنتين الأخريين.

وأضاف: "أرى هذا مثل جيبين في سروال واحد. فلا يهم إذا دخل المال في الجيب الأيسر أو الجيب الأيمن. في النهاية سيستخدم المال لغرض مشروع يؤيده أنصاره".

وجاءت المطالبة بالتبرعات بعد رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات التي أعلنتها وسائل الإعلام الكبرى يوم السبت، وتأكيدها فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن نائب الرئيس السابق.

وقد أيّد معظم الحزب الجمهوري تصريحات ترامب، إما بالتزام الصمت أو بالتأييد العلني للطعون في الانتخابات.

وكان فريق إعادة انتخاب ترامب قد بدأ عام 2020 بحصيلة كبيرة بفضل حملة كبرى لجمع التبرعات ومساعٍ مشتركة مع الحزب الجمهوري. غير أن هذه الميزة تبخرت بعد أن استنفدت حملة الدعاية لترامب 1.4 مليار دولار من الإجمالي البالغ 1.6 مليار دولار خلال العامين الأخيرين.

وبحلول منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، لم يتبق لدى فريق الدعاية لترامب والحزب الجمهوري سوى 223.5 مليون دولار واضطر إلى تقليص الإعلانات.

وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لم يتبق لدى حملة ترامب سوى 43 مليون دولار في حين كان لدى بايدن والديمقراطيين 432 مليون دولار نقدا في المرحلة الأخيرة منها 177.3 مليون دولار لحملة الدعاية لبايدن وحده.

(رويترز)

المساهمون