ألمانيا تمنح 180 متعاوناً أفغانياً حق الحماية وستسحبهم مع جيشها

ألمانيا تمنح 180 متعاوناً أفغانياً حق الحماية وستسحبهم مع جيشها في سبتمبر

05 يونيو 2021
تأتي هذه التوجهات لكون حياة هؤلاء محل تهديدات من قبل حركة طالبان(Getty)
+ الخط -

تلقى حوالى 380 متعاوناً حالياً وسابقاً مع الجيش الألماني (البوندسفير)، من المواطنين المحليين في أفغانستان، قبولاً لاستقبالهم في ألمانيا، وبالتالي مغادرتهم بلادهم مع انسحاب القوات المسلحة الألمانية العاملة ضمن قوات حلف شمال الأطلسي في البلاد منذ 20 عاماً، وحيث من المقرر أن تنهي جميع قوات الحلف انسحابها بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.

وتأتي هذه التوجهات للسلطات الألمانية، لكون حياة هؤلاء محل تهديدات من قبل حركة "طالبان"، ولأنه مطلوب حمايتهم، في ظل الخشية من التعرض لخطر الانتقام من الحركة بسبب تعاونهم مع قوات الأطلسي، وفي مقدمتها الجيش الألماني.

وفي هذا السياق، بينت شبكة "ايه ار دي"، الإخبارية أن الوعد بقبول حوالى 380 شخصاً من أصحاب طلبات الحماية، ويعتبرون أنفسهم مهددين من الفصائل المسلحة في كابول، يترجم ما التزمته الدوائر الحكومية الألمانية تجاه الموظفين من الأفغان المحليين المتعاونين، مشيرة إلى أن هناك المزيد من الطلبات قيد التحضير.

وتلفت تقارير صحافية إلى أن الجيش الألماني وظف خلال العامين الماضيين حوالى 520 أفغانياً، كمترجمين على سبيل المثال، وقد أفادت أغلبيتهم بالفعل بتعرضهم للخطر ويريدون السفر مع أسرهم إلى ألمانيا، وبأن حركة طالبان تعتبر العمال مع القوات الدولية "خونة" أو "كفاراً"، وتهدد بقتلهم أو التعرض لعائلاتهم.

وذكرت الشبكة ذاتها، أمس الجمعة، أن الشكوك الآن في ما إذا كان المقبولون منهم بالوصول إلى ألمانيا، سيتمكنون من مغادرة أفغانستان في الوقت المناسب وقبل إتمام انسحاب الجيش الألماني، علماً أنهم لا يحتاجون فقط إلى تأشيرة سفر، بل يتعين عليهم أيضاً ترتيب رحلة سفرهم ودفع تكاليفها، وهذا ما يلقي جملة من الاعتراضات في ألمانيا.

 تجدر الإشارة إلى أن السلطات الألمانية أعطت الحق لأولئك الأفغان الذين عملوا مع الجيش خلال العاميين الماضيين فقط.

ورغم تزايد دعوات المطالبة بالموافقة أيضاً على استقبال من تعاون من الأفغان المحليين قبل تلك الفترة مع القوات الألمانية على الأراضي الأفغانية، إلا أن وزارتي الداخلية والخارجية ما زالتا ملتزمتين فقط بمن كان على تعاون خلال المدة المذكورة مع تسريع الإجراءات، ولا ترغبان في فتح المزيد من اللوائح الخاصة لحماية من تعاون في أوقات سابقة، وليس هناك من مخطط حالياً لإجراء أي تغييرات جوهرية على هذا التدبير، وفق ما ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية.

يأتي ذلك وسط طمأنات من المستشارة أنجيلا ميركل، حيث أفاد موقع قناة "أن تي في" الإخبارية، نقلاً عن المتحدثة باسم المستشارة، بأن الحكومة الفيدرالية "تأخذ مخاوف المتعاونين مع البوندسفير على محمل الجد، وسيكون هناك معالجات للتقارير التي تشير إلى المخاطر مع مرونة في المقاربات"، مضيفة أنه في الوقت نفسه "سيكون هناك التزام، وبشكل أساسي، بضمان أن يكون أيضاً للمتعاونين وأسرهم في وطنهم مستقبل ناجح يمكنهم من المساهمة في المزيد من التنمية في البلاد".

وتعتزم الحكومة الألمانية إنشاء مكاتب اتصال في كل من كابول ومزار شريف.

وكانت العديد من منظمات حقوق الإنسان قد طالبت حلفاء الأطلسي في أفغانستان بالتحرك بشكل عاجل لحماية الموظفين المحليين المتعاونين مع قوات الحلف هناك، في ضوء الانسحاب الوشيك للقوات الدولية. وجاء في رسالة مفتوحة أُرسِلَت إلى العديد من قادة دول الناتو، بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا وألمانيا والولايات المتحدة، أن انسحاب جيوش الناتو "يحتم على دول الحلف ضمان سلامة الموظفين الأفغان الحاليين والسابقين، من خلال الإجلاء وإعادة التوطين".

 كذلك "يتعين أيضاً أن تتبنى الحكومات نهجاً مرناً وسخياً من دون استبعاد تعسفي، ولا سيما أنّ من الواضح أنّ هؤلاء مستهدفون بشكل عشوائي، بغضّ النظر عن فترة أو تاريخ الخدمة أو التوظيف المباشر أو التعاقد، والمطلوب زيادة القدرات الإدارية لمساندة هؤلاء، لأنه لم يبقَ سوى قرابة 100 يوم من إنهاء الانسحاب بالكامل"، وفق ما ذكر موقع (أن تي في) الإخباري.