قالت مفوضية الانتخابات العراقية، أخيراً، إن أكثر من 120 ألف نازح داخل المخيمات في البلاد، يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وسط توقعات بامتناع الكثير منهم عن التصويت.
ولم تحسم الحكومة العراقية حتى اليوم، ملف النازحين الذين هجروا من مناطقهم قبل أكثر من 5 سنوات، إذ مازال أكثر من مليون نازح خارج مناطقهم.
المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي، أكدت أن "عدد الناخبين من النازحين الذين يحق لهم التصويت، يبلغ 120.126 منتشرين في 27 مخيما"، مبينة في تصريح صحافي أن "تصويتهم سيكون من خلال البطاقة البايومترية حصراً، موزعة على عموم محافظات العراق، وسيكون اقتراعهم في الثامن من الشهر المقبل".
وأضافت أن "المفوضية حددت انتشار مراكز الاقتراع للناخبين، والبالغ عددها 86 مركزاً بواقع 309 محطات انتخابية في مخيمات النازحين موزعة في عموم العراق".
وأشارت الغلاي الى أن "النصيب الأكبر من مراكز الاقتراع سيكون في محافظة دهوك بواقع 31 مركزا انتخابيا، تليها أربيل بـ20 مركزاً، ومن ثم السليمانية بـ9 مراكز، وفي كركوك 4 مراكز، وفي النجف والبصرة بواقع 3 مراكز لكل محافظة، وفي ديالى والأنبار والقادسية وذي قار وميسان مركزان انتخابيان لكل محافظة، أما في بغداد ونينوى والمثنى وكربلاء وبابل وواسط بواقع مركز انتخابي واحد لكل محافظة".
وبشأن مشاركة المراقبين الدوليين في العملية الانتخابية، أكدت المتحدثة باسم المفوضية: "لدينا لجنة المراقبين الدوليين، وهذه اللجنة تنسق عملها مع وزارة الخارجية و76 سفارة عربية وغربية فضلا عن المنظمات الدولية"، مبينة أن "المفوضية استقبلت عددا من السفراء العرب والأجانب الذين أبدوا رغبتهم بالمشاركة كمراقبين في الانتخابات".
وأوضحت الغلاي أنه قد "تم توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لمشاركة 100 مراقب من الاتحاد، إلى جانب 130 مراقبا من بعثة الأمم المتحدة (يونامي)، وسيكون لهم الحق في اختيار أي مركز انتخابي أو التنقل بين أكثر من مركز".
ويسعى العديد من المرشحين لكسب أصوات النازحين، عبر الهدايا العينية والوعود وغير ذلك.
ورجحت النائبة السابقة، لقاء وردي "امتناع أغلب النازحين عن الإدلاء بأصواتهم، رغم التنافس على كسب صفهم من قبل المرشحين". وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "النازحين الذين مازالوا بالمخيمات يعيشون ظروفا صعبة للغاية، ولا أعتقد أن من بين اهتمامهم الإدلاء بأصواتهم". ولفتت إلى أن "توفير لقمة العيش أهم من الانتخابات بالنسبة لهم، فهم الفئة المتضررة جدا في البلاد".
وأضافت وردي: "كما أن هناك صعوبات بتنقلهم يوم الاقتراع"، منتقدة "مساعي المرشحين ممن يحاولون كسب أصوات النازحين عبر هدايا عينية ووعود وما إلى ذلك، في وقت لم يقدم هؤلاء للنازحين أي شيء في السابق ولم يدعموا قضيتهم".
وتابعت قائلة: "اليوم أبسط مواطن ممن يسكنون الخيام تجد له مواقف شديدة تجاه من يحاول فرض نفسه عليه، فالنازحون اليوم أكثر إصرارا على منع محاولة مصادرة أصواتهم، وقد يمتنعون عن الإدلاء بها ولا يصوتون لأشخاص غير موثوقين".
ودعت إلى "العمل لتفكيك أزمة النزوح بدلا من السعي للسطو على أصوات النازحين"، مشددة على أن "هناك برامج يجب أن تنفذ لإنهاء الملف، إذ يجب اكتمال استرداد حقوقهم التي انتهكت من قبل بعض الجهات، التي صادرت أملاكهم وهدمت منازلهم، ويجب منحهم التعويضات فهي حقوق يجب أن يتم تبنيها".