أدلة قدمت للمحكمة الجنائية على تورط بيلاروسيا بترحيل أطفال أوكرانيين

"ذا تليغراف" تكشف عن أدلة قُدمت للمحكمة الجنائية على تورط بيلاروسيا في ترحيل أطفال أوكرانيين

18 يوليو 2023
أطفال أوكرانيون أثناء حضورهم حفلاً بالمعسكر المرحلين إليه في بيلاروسيا (صحيفة تيليغراف)
+ الخط -

في فصل جديد من ملف ترحيل الأطفال الأوكرانيين قسراً من المناطق التي تحتلها روسيا، كشفت صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، أمس الاثنين، عن تقديم أدلة جديدة للمحكمة الجنائية الدولية حول تورط الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، ومسؤولين بيلاروسيين آخرين في ترحيل الأطفال، الأمر الذي يُعتبر جريمة حرب.

2150 طفلاً

وكانت المعارضة البيلاروسية تحدثت في مايو/أيار الماضي عن ترحيل أطفال أوكرانيين قسراً إلى بيلاروسيا، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 2150 طفلا أوكرانيا، لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات، نُقلوا إلى أربعة مخيمات على الأقل في بيلاروسيا منذ سبتمبر/أيلول 2022، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 3000 بحلول خريف هذا العام، وربما تلقى بعضهم تدريبات عسكرية.

وقال المعارض البيلاروسي بافيل لاتوشكا، رئيس جماعة "المعارضة الوطنية لإدارة الأزمات"، التي وجهت الاتهامات: "نريد أن نظهر للعالم أن مثل هذا النشاط والمنظم بدقة من قبل لوكاشينكو هو جريمة حرب"، وأضاف: "هو المسؤول الرئيسي عن التهجير القسري لهؤلاء الأطفال إلى بيلاروسيا، لقد أعطى تعليمات مباشرة بشأن تنظيم تمويل هذه العمليات" بحسب صحيفة تليغراف.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في مارس/آذار الماضي مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وماريا لفوفا بيلوفا، المفوضة الروسية لحقوق الأطفال، بتهمة ترحيل غير قانوني لأطفال من أوكرانيا، وهي جريمة حرب.

ويمكن أن يتسع تحقيق المحكمة الآن ليشمل لوكاشينكو وغيره من المسؤولين البيلاروسيين، وقالت المحكمة إنها تقيّم المعلومات الواردة ولكنها "ملزمة بحماية سرية" مثل هذه الاتصالات.

وبدأت موسكو في نقل الأطفال من أوكرانيا إلى روسيا منذ 2015 بعد ضمها جزيرة القرم الأوكرانية بحسب تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، صدر في مايو/أيار الماضي، وقال التقرير إن أعداد الأطفال الأوكرانيين المرحلين من بلادهم إلى روسيا ربما تصل إلى مئات الآلاف.

وقود للحرب

يُنقل الأطفال الأوكرانيون إلى بيلاروسيا عادة عبر مدينة "روستوف أون دون" الروسية، التي تبعد ساعتين عن الحدود الأوكرانية، ومن هناك يتم نقلهم بالقطار إلى مينسك، عاصمة بيلاروسيا، ثم يتم نقلهم بالحافلة إلى مرافق مختلفة، بما في ذلك أربعة مواقع على الأقل حددها الباحثون ومحامو حقوق الإنسان؛ ثلاثة في منطقة مينسك والرابعة في منطقة Gomel.

وتقول الصحيفة البريطانية إنها اطلعت على وثيقة واحدة موقعة من قبل ديمتري ميزنتسيف، السفير الروسي السابق في بيلاروسيا، يطلب فيها التعاون بين مشغلي السكك الحديدية في بيلاروسيا وروسيا لتنظيم "نقل أطفال دونباس لإعادة تأهيلهم إلى بيلاروسيا الشقيقة".

وقدمت الوثيقة إلى المحكمة الجنائية الدولية كدليل من قبل جماعة لاتوشكا بالإضافة لمواد أخرى بما في ذلك تقارير من وسائل إعلام حكومية بيلاروسية عن الأطفال المرحلين لبيلاروسيا.

ويُظهر مقطع فيديو واحد تم تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية كدليل فرقة بوب بيلاروسية "أخوات جروزديف" يتحدثن إلى أطفال أوكرانيين في ما يُعتقد أنه معسكر "دوبرافا"، أحد الأماكن الأربعة التي رُحل إليها الأطفال. وتقول المغنيات في المقطع "ليموت بايدن وزيلينسكي وليسيطر بوتين على كل أوكرانيا".

وبحسب تقرير "تليغراف"، يُجبر الأطفال المحتجزون في معسكرات الاعتقال في روسيا على التعلم ويتعرضون للضرب إذا رفضوا الامتثال، وغالباً ما يُقال للأطفال الأوكرانيين إنهم روس ويُجبرون على تعلم النشيد الوطني الروسي ولا يتحدثون إلا باللغة الروسية.

وتضيف الصحيفة أنه في حالات وصفتها بالنادرة يتلقى الأطفال تدريبات على استخدام الأسلحة النارية والمركبات العسكرية، ونقلت عن مجموعة لاتوشكا أن الأطفال المحتجزين في بيلاروسيا يتلقون تعليمهم كيفية استخدام الأسلحة.

وسلط نشطاء حقوق الإنسان الضوء على مخاوف بشأن تجنيد الأولاد الأوكرانيين الذين بلغوا 18 عاماً بعد ترحيلهم قسراً إلى روسيا، أو حتى الموجودين في المناطق التي تحتلها موسكو.

وتنقل الصحيفة عن كاترينا راشيفسكا، محامية في المركز الإقليمي لحقوق الإنسان وهي منظمة أوكرانية غير حكومية، قولها إن "الوضع خطير للغاية بالنسبة للمراهقين. بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة، سيتم نقلهم كوقود لمدافع هذه الحرب، هذه هي الاستراتيجية الروسية".