أجواء انتخابات الرئاسة التركية في أنقرة: إقبال أقل من الجولة الأولى

أجواء انتخابات الرئاسة التركية في أنقرة: إقبال أقل من الجولة الأولى

28 مايو 2023
إعلان النتائج لن يتأخر كما في الجولة الأولى (العربي الجديد)
+ الخط -

بخطوات متثاقلة، جاءت الثمانينية التركية فاطمة تستند إلى كتف ابنها للإدلاء بصوتها، اليوم الأحد، في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التركية، ورغم سنها وصعوبة حركتها، قالت أثناء خروجها من مركز الاقتراع في مدرسة "أتا أوندر" بمنطقة كيجوران، شمالي أنقرة، إنها أتت لـ"أداء الأمانة والواجب الوطني".

لكن على عكس الجولة الأولى التي شهدت إقبالا كثيفا وطوابير أمام صناديق الاقتراع، تشهد العاصمة التركية أنقرة إقبالاً متوسطا من المواطنين الأتراك على التصويت في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها مرشح التحالف الجمهوري الرئيس رجب طيب أردوغان (69 سنة) ومرشح تحالف الشعب المعارض كمال كلجدار أوغلو (73 سنة).

ثقل انتخابي

وتأتي أنقرة في الترتيب الثاني بعد إسطنبول من حيث الثقل الانتخابي وعدد السكان، بنحو 6 ملايين نسمة، يمثلهم 36 نائباً برلمانياً، لذلك فهي مهمة ونتيجتها قد ترجح كفة الفائز في النسبة العامة للتصويت.

ومع دخول الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، فتحت صناديق الاقتراع في أنقرة وكافة المدن التركية، على أن تغلق في عموم البلاد وفي المعابر الحدودية عند الساعة الخامسة من مساء اليوم، ثم يبدأ نقل النتائج الأولية عقب الإغلاق بوقت قصير، في الجولة التي ستحسم السباق بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي يتولى المنصب منذ أغسطس/ آب 2014، ومنافسه المعارض كمال كلجدار أوغلو، بعد أن فشل كلاهما في الوصول إلى نسبة 50+1 في الجولة الأولى.

الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التركية (العربي الجديد)

وفي الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو/ أيار الحالي، أظهرت النتائج تفوّق كلجدار أوغلو بفارق ضئيل على أردوغان في أنقرة، حيث حصل الأول على 47.31 بالمائة من أصوات سكان أنقرة، فيما حصل الرئيس التركي على 46 بالمائة من الأصوات.

وصرح رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار بأن هناك إقبالا كبيرا على جولة الإعادة، وأن العملية الانتخابية تسير من دون مشاكل. وقال: "الهيئة ستعقد اجتماعا عقب إغلاق الصناديق، ونفكر في رفع الحظر عن نشر النتائج في ساعة مبكرة عقب إغلاق الصناديق".

وأوضح الأكاديمي التركي خالد جيراي، لـ"العربي الجديد"، أن سرعة التصويت والإجراءات قد تعطي انطباعا غير دقيق عن نسبة الإقبال، لكون هذه المرة يتعلق الأمر بانتخابات رئاسية فقط عكس الجولة الأولى التي كانت فيها ورقة انتخابات رئاسية وبرلمانية طويلة، ما كان يتطلب وقتا أطول خلال عملية الاقتراع. لكن هذا التفسير المنطقي، وفق جيراي، لا يتنافى مع ما ظهر من تراجع الإقبال مقارنةً بالجولة الأولى، عازياً ذلك إلى حالة الإحباط عند قاعدة أصوات كلجدار أوغلو، وأيضاً بوادر تراخٍ عند جمهور أردوغان.

وأدلى كلجدار أوغلو، ومرشح تحالف "أتا" (الأجداد) الخاسر سنان أوغان، والمرشح الرئاسي المنسحب محرم غنجه، ونائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي بأصواتهم في مراكز اقتراع مختلفة بالعاصمة أنقرة.

طقس ماطر

وفي مركز الاقتراع في مدرسة ملك أوزان، حيث يشارك المواطنون بتواضع أيضاً، أرجع الناخب جميل ضعف الإقبال إلى الطقس الماطر، متوقعا تصاعدا في الإقبال مع اقتراب موعد إغلاق صناديق الاقتراع.

أما سمية فعبرت عن سعادتها لمشاركتها للمرة الثانية في غضون أسبوعين في ما وصفته بالعرس الديمقراطي، وذكرت أنها جددت انتخابها لأردوغان من أجل مستقبل مزهر لأبنائها.

الصورة
الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التركية (العربي الجديد)

في المقابل، قال الشاب باران إنه منح صوته لكلجدار أوغلو إيمانا منه بوعوده بتحقيق الرفاهية للشباب وبهدف تغيير الوضع الاقتصادي المتردي، على حد قوله.

في حين ذكرت الناخبة سلجان أنها في الجولة الأولى انتخبت سنان أوغان، لكن بعد خروجه من المنافسة وإعلان دعمه لأردوغان انتخبت الأخير في جولة الإعادة.

من جهته، أوضح أيوبهان أنه اختار في الجولة الأولى كلجدار أوغلو، لكن اليوم اختار أردوغان من أجل استقرار البلاد بعد فوز التحالف الجمهوري الحاكم بأغلبية مقاعد البرلمان.