آلاف الفلسطينيين يشيّعون جثامين 6 شهداء بالضفة وفعاليات نصرة لغزة

آلاف الفلسطينيين يشيّعون جثامين 6 شهداء بالضفة الغربية والحناجر تصدح دعماً لـ"طوفان الأقصى" ولغزة

09 أكتوبر 2023
شيّع آلاف الفلسطينيين جثامين 6 شهداء قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد (العربي الجديد)
+ الخط -

شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الاثنين، جثامين ستة شهداء قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، خلال مواجهات شهدتها الضفة الغربية، بما فيها القدس.

وشيّع الفلسطينيون في رام الله وضواحي القدس ظهر اليوم أربعة شهداء استشهدوا الليلة الماضية قرب حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي شمال القدس المحتلة، إثر قمع قوات الاحتلال مسيرة انطلقت من مدخل مخيم قلنديا للاجئين باتجاه الحاجز العسكري، ولاحقا اندلع اشتباك مسلح بين مقاومين وقوات الاحتلال، كما استهدف الاحتلال مركبتين فلسطينيتين بالرصاص، ما أدى إلى استشهاد أربعة، بينهم فتيان دون سن الثامنة عشرة، وإصابة 9 على الأقل.

وانطلقت المواكب الجنائزية من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، حيث نقل أهالي بلدة بيت عنان شمال غرب القدس جثمان الشهيد محمد زياد حميد (24 عاما)، والشهيدين الفتيين ياسر ثائر كسبة (17 عاما) وآدم الجولاني (16 عاما) إلى كل من مخيم قلنديا وبلدة الرام شمال القدس، والشهيد أمجد ماهر خضير (36 عاما) باتجاه مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، حيث ألقت عليهم عائلاتهم نظرة الوداع الأخيرة وشيعت جثامينهم بعد صلاة الظهر، ووريت الثرى في مسقط رؤوسهم.

وقال حسام الشيخ عضو هيئة العمل الوطني في منطقة شمال غرب القدس لـ"العربي الجديد": "إن الشهيد محمد حميد شاب فلسطيني غير متزوج، يعمل في قطاع البناء في القدس المحتلة، واستهدفت قوات الاحتلال المركبة التي كان يستقلها عند حاجز قلنديا".

وفي مخيم قلنديا، شيع الأهالي جثمان الفتى ياسر الكسبة، حيث خرج التشييع لجثمانه من مجمع فلسطين الطبي برام الله، برفقة جثمان الشهيد الفتى آدم الجولاني، حيث جاب المشيعون شوارع رام الله بالجثمانين، ثم نقل جثمانا الشهيدين عبر مركبات الإسعاف ووريا الثرى.

من جانبه، قال والد الشهيد ياسر، ثائر الكسبة لـ"العربي الجديد"، إنه توجه إلى حاجز قلنديا للمشاركة في المواجهات التي اندلعت هناك، مشيرا إلى أن ياسر سُمّي تيمنا باسم عمه الذي استشهد عام 2002، وللشهيد ياسر الكسبة ثلاثة أعمام شهداء، اثنان استشهدا عام 2002 خلال انتفاضة الأقصى، وكانا طفلين؛ ياسر بعمر أحد عشر عاما وسامر 15 عاما، والثالث استشهد في عام 2015 وهو محمد (17 عاما) الذي استشهد خلال محاولته الوصول للصلاة في المسجد الأقصى.

وفي بلدة الرام شمال القدس، شيع الأهالي جثمان الشهيد الفتى آدم الجولاني بعد صلاة الظهر مباشرة.

أما أمجد خضير، فودعته عائلته داخل مجمع فلسطين الطبي، ونقل جثمانه عبر مركبة إلى مسجد العين في مدينة البيرة، قبل أن تخرج جنازته إلى مقبرة البيرة الجديدة.

وكان خضير قد استشهد بعد استهداف قوات الاحتلال مركبة كان يستقلها مع شقيقه كريم، الذي أصيب هو الآخر بعدة شظايا وشارك بجنازة شقيقه وهو مصاب.

وقال كريم لـ"العربي الجديد"، إنه كان وشقيقه متجهين إلى رام الله عبر الشارع القريب من حاجز قلنديا، ولم يكونا يعلمان بالمواجهات المندلعة هناك، وتفاجآ بإطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاههما، ما أدى لاستشهاد شقيقه.

بدوره، قال ماهر خضير والد الشهيد أمجد لـ"العربي الجديد"، إن ابنه قتل بلا سبب، فقد كان برفقة شقيقه في المركبة ولم يكونا جزءا من الأحداث هناك، وفقط كانا يمران من الشارع.

وخضير شاب غزي يقطن مع عائلته في رام الله، ويعمل مهندس حاسوب في مكتب قاضي القضاة الشرعيين، ويبلغ من العمر 36 عاما، ومتزوج ووالد لطفلة بعمر 7 أعوام، ويعمل والده رئيسا للمحكمة الشرعية العليا.

وقالت والدته لـ"العربي الجديد": "الحمد لله على كل شيء، كان ابني طيبا، وكل الناس يحبونه، وكان عائدا من عمل له وجرى استهداف السيارة بالرصاص وهو في الطريق مع شقيقه".

تشييع جثمان الشهيد محمد الزغير

في سياق متصل، شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الاثنين، جثمان الشهيد الشاب محمد جواد الزغير (21 عاما)، في مدينة الخليل من مسجد الحرس وسط المدينة، بعد أن ألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه في مستشفى الأهلي بالخليل، متوجهين صوب مقبرة العائلة في "حارة الزغير".

وقال هشام الزغير، أحد أقارب الشهيد محمد في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشهيد لم يكن مشاركا في المواجهات التي أعقبت عملية إطلاق النار صوب البرج العسكري، بل كان متوجها لمنزله القريب من النقطة العسكرية، وجرى إطلاق النار عليه وإصابته وهو أعزل أمام منزله.

وشيع أهالي بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ظهر اليوم، جثمان الشهيد عماد جارح عديلي (16 عاما)، بعدما كان جثمانه قد نقل مساء أمس، من مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس إلى مسقط رأسه.

وانطلق موكب التشييع من أمام صرح الشهيد وسط بلدة بيتا، وحُمل الشهيد على أكتاف المشيعين الذين جابوا شوارع البلدة، وسط هتافات غاضبة تطالب بالثأر وتحيي المقاومة.

حناجر نابلس تصدح بالهتافات تمجيداً لـ"طوفان الأقصى"

في سياق آخر، تواصلت المسيرات والفعاليات المناصرة لقطاع غزة، فقد صدحت الحناجر وسط مدينة نابلس، بالهتافات التي تمجد معركة "طوفان الأقصى"، و"كتائب القسام" وباقي فصائل المقاومة، وما أنجزته على الأرض، واصفين إياها بأنها "حرب التحرير".

وقال القيادي في حزب الشعب الفلسطيني خالد منصور لـ"العربي الجديد" إن على الضفة الغربية أن تقول كلمتها وتخرج عن صمتها، وتنصر غزة بكل قوتها. وتابع "هذه رسالتنا اليوم في نابلس، وبقية المدن سبقتنا أو ستلحق بنا، فلا يمكن أن نبقى متفرجين وصامتين على جرائم الاحتلال التي فاقت كل التصورات".

وشهدت الضفة الغربية اليوم اعتداءات عدة للمستوطنين في الكثير من المناطق بالضفة الغربية، بينما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، أربعين فلسطينياً من مناطق مختلفة من الضفة الغربية بما فيها القدس.

في شأن آخر، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، تشديد إجراءاتها العسكرية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، لليوم الثالث على التوالي، عبر إغلاق حواجز ومداخل المدن والبلدات والقرى، وعرقلة تنقل المواطنين.