آلاف السودانيين يحيون ذكرى ثورة ديسمبر

آلاف السودانيين يحيون ذكرى ثورة ديسمبر

19 ديسمبر 2022
من التظاهرات في منطقة باشدار جنوب الخرطوم اليوم (Getty)
+ الخط -

أحيا آلاف السودانيين، اليوم الإثنين، الذكرى الرابعة لاندلاع ثورتهم التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير في العام 2019.

وتجمع آلاف الأشخاص بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن وهم يحملون الأعلام السودانية وصور شهداء الثورة ورددوا هتافاتها وأناشيدها الخالدة: "حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، الثورة ثورة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، كما أحرقوا إطارات السيارات القديمة، وأغلقوا بعض الطرقات. وحاول موكب تحرك من محطة سبعة، جنوب الخرطوم، الوصول للقصر الرئاسي، لكن قوات الشرطة المنتشرة بكثافة بمناطق وسط الخرطوم، تصدت لهم بالقنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى سقوط مصابين نقلوا لمستشفى الجودة، القريب من نقاط تجمع التظاهرة.

وكانت السلطة الانقلابية قد استبقت دعوات الخروج لإحياء ذكرى الثورة بإعلان اليوم الإثنين عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، وأغلقت عددا من الكباري والجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث، وأغلقت أيضاً الطرق المؤدية لمحيط قيادة الجيش السوداني، ونشرت قوات إضافية من الشرطة والجيش بعدد من المناطق.

وقال مدني عباس مدني، وزير الصناعة والتجارة في حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إن الحراك السياسي الثوري مهم جداً لتحقيق غاية التحول المدني الديمقراطي بعد 4 سنوات من الثورة، مبيناً أن "الثورة حققت خلال تلك المدة جملة من الإنجازات باعتبارها أهم حدث سياسي اجتماعي في تاريخ السودان منذ الاستقلال، وأسقطت نظامًا ديكتاتوريًّا هو الأسوأ على الإطلاق لخلخلته مؤسسات الدولة وتعدد جيوشه وخلق صراع إثني قبلي".

وأضاف عباس مدني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الثورة وضعت عبر ميثاق الحرية والتغيير 2019 أولويات المشكلة السودانية ممثلة في السلام والديمقراطية وإصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية. كما حققت الثورة أعلى نسبة مشاركة في القرار السياسي، وواجهت عقبات وضعتها لها قوى النظام القديم وشبكة المصالح الاقتصادية والعسكر الذين رغبوا فقط في تغيير جزئي يحافظ على توازنات النظام القديم، ورغم ذلك، حققت حكومة الثورة إنجازات على الصعيد الخارجي والديون"، مشيراً إلى أن "الانقسام وسط القوى المدنية أضعف المكون المدني في مواجهة قوى الردة".

وأكد مدني، لـ"العربي الجديد"، أن "الثورة في عامها الخامس قادرة على الوصول لغاياتها في التحول المدني الديمقراطي التنموي، شريطة اتفاق القوى المدنية على إطار عام يؤدي إلى تحقيق الغايات الكبرى".  

ومن جهته، ذكر وزير المالية في السلطة الانقلابية جبريل إبراهيم، عبر تغريدة له في "تويتر"، أن "الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة تمر اليوم الإثنين، دون أن تحقق أهدافها بسبب اختطافها من قلة من الناشطين الإقصائيين"، مضيفًا أن "البلاد في حاجة ماسة الى وفاق وطني لا يقصي أحدًا".

وفي حديث مع متظاهري اليوم، يقول كشة عبد السلام، وهو والد أحد شهداء الثورة، لـ"العربي الجديد"، إن الثورة "بالغة غايتها مهما تكالبت عليها قوى الشر، مثل السفير الأميركي والسفير البريطاني وكل المجتمع الغربي، الذين دعموا وثيقة الاتفاق الإطاري بين القتلة وخونة دم الشهداء"، على حد وصفه، مؤكدا أن "الشارع قال اليوم بصورة واضحة لا تفاوض لا مشاركة ولا مساومة".

اما يوسف أحمد، فيرى أن "النخب السياسية ذاتها التي حكمت في عهد المخلوع عمر البشير هي التي تحكم وهي التي تفاوض"، مؤكدًا على أن التظاهرة ترسل رسالة واضحة للبرهان مفادها أنه "من ديسمبر إلى ديسمبر هذا هو الشارع حي ولن يعود إلا بعد تحقيق أهداف الثورة". أما رحاب فضل، فتقول إن "انقلاب العام الماضي لجنرالات الجيش والدعم السريع، قطع الطريق أمام الثورة، والشوارع عازمة على المضي إلى النهايات رغم العنف والانتهاكات الجسيمة في حق الثوار".