"فريق النمر" سلاح بايدن للتعامل مع الأزمة الأوكرانية.. من يضم؟

"فريق النمر" سلاح بايدن للتعامل مع الأزمة الأوكرانية.. من يضم؟ وما مهمته؟

16 فبراير 2022
دعا بايدن إلى "إعطاء الدبلوماسية كل فرص النجاح" لحل الأزمة (Getty)
+ الخط -

كلفت الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن فريقاً من الخبراء والمسؤولين الإداريين، يطلق عليهم اسم "فريق النمر" إعداد سلسلة واضحة من الردود ودراسة السيناريوهات المختلفة للأزمة الأوكرانية، من الهجمات الإلكترونية والتدخل المحدود، وصولاً إلى غزو أوكرانيا.

وتمّ إنشاء "فريق النمر"، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من الخبراء الذين يعالجون مشكلة معينة ويشير إلى اليقظة والاستعداد للهجوم، بعدما اكتشف مسؤولو مجلس الأمن القومي الأميركي قبل أشهر علامات مقلقة على زيادة ضخمة في عدد القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية.

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن الفريق وضع دليل إجراءات يلخص مجموعة من الاستجابات المحتملة السريعة، التي تبدأ منذ اليوم الأول للغزو المحتمل، وتمتدّ حتى أول أسبوعين منه.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم إنّ هذا الجهد لا يساعدهم في توقع التعقيدات المحتملة للغزو فحسب، بل يدفعهم أيضاً لاتخاذ إجراءات في وقت مبكر، كفضح حرب معلومات قد تبدأها روسيا قبل تنفيذها، لتقويض قوتها الدعائية.

كذلك نقلت عن أحد المسؤولين قوله إنّ آخر اجتماع لـ"فريق النمر" تم قبل "بضعة أيام". وبحسب "واشنطن بوست"، فقد تم تشكيل الفريق في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حينما طلب مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، من مدير التخطيط الاستراتيجي بمجلس الأمن القومي أليكس بيك، وضع استراتيجية للتعامل مع التصعيد الروسي المحتمل.

سياسة/جيك سوليفان/(أوليفر دوليري/فرانس برس)
مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان (أوليفر دوليري/فرانس برس)

وقال تقرير "واشنطن بوست" إنّ "فريق النمر" قد تم تعزيزه بمسؤولين من وزارات الدفاع، والخارجية، والأمن الداخلي، والطاقة والخزينة، وكذلك وكالة التعاون الدولي الأميركية.

في الأثناء، قال مسؤول بالإدارة الأميركية، لشبكة "سي أن أن"، إنّ بيك قام على امتداد عدة أشهر بإعداد سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها واشنطن في حال تم الغزو الروسي، بما في ذلك "تقديم الدعم الإنساني، وكيفية تحريك القوات العسكرية، وتأمين السفارات، وكذا الجهود الدبلوماسية، والعقوبات التي يمكن إقرارها وغيرها من الضغوط، وصولاً إلى الهجمات الإلكترونية".

وأضافت "سي أن أن" أنّ الفريق أجرى محاكاتين مطولتين للاستجابة للسيناريوهات المحتملة، إحداهما شارك فيها مسؤولون من البيت الأبيض.

وقال نائب مستشار الأمن القومي جوناثان فاينر، في بيان: "الواقع هو أن ما قد يقدم الروس على القيام به لن يتطابق مائة بالمائة مع أي من هذه السيناريوهات"، مضيفا: "لكن الهدف.. هو إعداد نسخة قريبة مما قد يفعلونه بشكل يجعل الخطط مفيدة في تقليص مقدار الوقت الذي نحتاج إليه للرد بفعالية. هذا هو الهدف الأساسي".

وفي تصريح سابق لـ"واشنطن بوست" قال فاينر، إنّ الولايات المتحدة ما زالت تأمل أن يكون هناك مسار دبلوماسي لتفادي كلّ هذه الأمور، فلا تضطر لاستخدام دليل الإجراءات، مضيفاً: "لكن هذا كله يتعلّق بالتأكد من أننا مستعدون للتحرك إذا ومتى تعيّن علينا ذلك".

وأعلن الرئيس الأميركي، الثلاثاء، أنّ هجوماً روسيّاً على أوكرانيا "لا يزال ممكناً جداً"، لكنه دعا إلى "إعطاء الدبلوماسية كل فرص النجاح" لحل الأزمة.

وأضاف بايدن أنّ بداية انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، كما أعلنت موسكو، "ستكون أمراً إيجابياً"، لكنه تدارك: "إننا لم نتحقق حتى الآن" من تنفيذ ذلك، مؤكداً أنّ هذه القوات التي يقدّر عديدها "بأكثر من 150 ألف" جندي لا تزال "في وضع يشكل تهديداً".

وأوضح أنّ أميركا والحلفاء مستعدون لفرض عقوبات قوية وقيود على الصادرات إذا غزت روسيا أوكرانيا، مبيناً أنّ هذه العقوبات "الشديدة" ستشكل خصوصاً "ضغطاً على مؤسساتهم المالية الأكبر والأكثر أهمية، وعلى صناعات رئيسية"، مكرراً أنه لن يتم أبداً تشغيل خط "نورد ستريم 2" لنقل الغاز بين روسيا وألمانيا في حال وقع هجوم روسي.

وأبدى "الاستعداد للرد" على أي نوع من الهجمات على الولايات المتحدة أو حلفائها، ويشمل ذلك خصوصاً الهجمات الإلكترونية.